بعد أن وصلنا في المقال الفارط الذي حمل أسم " إطلالة على أسماء ومعالم بالشلخة تأبى الاندثار".
وتحدثانا عن أسباب مشيخة الجد جعفر ولد سيدي وعن قبيلة أهل سيدي مع أني لست من المنتميين عقديا للجسد القبلي ولا من محبي التغني بأمجاد الآباء بل أكفر بمثل هذه الأساطير التي هي عبارة عن قوانين الموتى ليحكموا بهاء على الأحياء.لكن كان كلام لا بد منه لتوضيح وتقريب الصورة من الأجيال الناشئة والجواب على الأسئلة التي تصاغ من طرف البعض وهي ما هو" أدرك الناموس" ومتى انتقلت الميشخة من سيدي محمد إلى أبنه وتصويب بعض الأختلالات الموجودة في عقول البعض عن حقيقة تاريخ المنطقة الذي يحومه الكثير من اللبس
وهنا علينا المضي قدما في الإطلالة ونبدأ مع المرحلة الثانية وهي النشأة تعود أرض وساكنة بلدية شلخت التياب إلى مخيم أدرك الناموس ولمقيمظ والبطحة والعركوب والفدرة والكر يع الفيلة ولحسي وودي لوط إلى أخ...
الذين عرفوا فيما بعد ببلدية شلخت التياب في الانتخابات الأولى عام 1989 المعروفة بسنين الديمقراطية والتي فاز في هذه الانتخاب على مستوى البلدية المرشح التوافقي الوحيد شيخ قبيلة أولاد سيدي جعفر الرجل الطاعن في السن المعاصر للحقبة الأخيرة من المستعمر الفرنسي وتم اختياره على نفس المعيار الذي أختيرة له قبل ذلك بأكثر من ثلاثين عاما. لكن ما أن لبث في الحكم لم يستتب له الأمر ليسقط في أول عملية انتخابية نتيجة لما بات يعرف في الإعلام بتعددية الحزبية عام 1995. ونتيجة لانخراط شباب البلدية في الحزب إتحاد القوى الديمقراطي عهد جديد الذي كان الوحيد في حلبة المعركة المنافس القوى للنظام الديكتاتوري معاوية ولد سيدي أحمد ولد الطائع والذين أزداد عندهم الوعي بحيث شكلوا النواة الأولى للعمل من أجل الحضور في الساحة والدخول في الحياة السياسية كان هذا منعطف في حياة الساكنة للتبدء مرحلة جديدة بين النظام القديم الذي يقوده زعيم القبيلة عمدة البلدية معا.
وكان هذا المنعرج المسلوك من طرف دعاة المساواة المطالبين بالمشاركة والمبشرين بغد أفضل
من الأمور التي عجلت بسقوط إمبراطورية جيل الآباء
على أيدي الجيل الجديد ممثلا في التحالف من أجل النهوض وطبعا هذا اسم محلي للائحة
وكان لهم ما أرادوا أي الفوز على مرشح حزب الدولة حزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي
لتخرج البلدية وساكنتها من عنق الزجاجة طامحين لغد أفضل على أيدي أشباب المتعلم
لكن ما إن تم حفل التنصيب وضمنوا المجلس البلدي ولبثوا في المناصب حتى تغير كل شيء أصبحت أمال النساء والأطفال مجرد سرابا يحسبه الظمآن ماء لتكتوي بنار العطش ويزداد العطب على ما عليه ولذي لم يندمل بعد
وتستمر رحلة العطش والنسيان سيفا مسلطا على رقاب ألآلاف من الفقراء الراغبين والمتطلعين لبلوغ أهداف الألفية المتمثلة في النفاذ الشامل إلى المياه الصالحة لشرب و الكهرباء والاتصال ألا سلكي وشبكة الانترنت والتمتع بالحقوق الوطنية الستة الثابتة الحق في السكن اللائق -والعيش الكريم- والصحة - و التنقل - والحرية في والإبداع والتفكير- وحرية الاختيار
لكن لا شيء من هذا تحقق لا على سواعد حكام الأمس ولا هؤلاء فاعلين
ولا الحكومة المركزية مكترثة لما تعيشه البلدية مع الزيارات المكوكية
التي تقوم بها البعثات الرسمية
هذا ما حدي ببعض قيادات المجتمع المحلي تناشد رئيس الجمهورية وهي غاضبة بضرورة البحث عن مخرج للبلدية وتسوية المشاكل العالقة من مشكل الماء والصحةال
من خلال توفير حنفيات ومستوصف لسكان
كحال السيدة الأخرى رئيسة إحدى التعاونيات النسوية على مستوى البلدية
وتهديدها بالخروج في مسيرة تنديدية مطالبة برفع المعاناة المفروضة على البلدية النائية
المترامية الأطراف ولم تكن الساكنة كلها باستثناء شرذمة من الشباب المقردين خلف السرداب بعيدا عن حال السيدتين الأنفة الذكر من غضب وسخط على الواقع المعيشي
وفي هذا الظرف الصعب من حياة الساكنة وضرورية تظافر كل الجهود من أجل إبعاد شبح العطش والمجاعة عن الأطفال والنساء كان الشباب منهمك في التنافس بالألقاب وتغني بأمجاد الأجداد عسى أن يرد به حال هسترية مركبة معه منذ ولادته واستقلالهم من الحياة السياسية والمجتمعية
وبهذا النهج أبعدو أنفسهم عن ما يعيشه الوطن على كافة الأصعدة وخاصة منطقتنا
المنهكة بفعل السياسات المتخلفة التي تفقد أبسط مقومات الفكر والطموح لنهوض بالبلدية
أنه بلاء مبرم لا مناص منه إلا بإعادة قاطرات قطار الأمل من أجل إعادة البناء
التي مازالت على السكة رغم التعثر والإعطاب الموجودة وستبقى كما هي
مع الشباب الرافض لعقلية الخنوع والركوع... والاستقالة من الحياة متسلحين بالعزيمة والإرادة والقدرة على التغلب على كل الصعاب مهما كان مصدرها وفي أي مكان من وطننا العزيز
الذي لا نجد عنه بديل ومنطقتنا مسقط رؤوسنا وحيث يجد أضرحة أسلافنا
مدعومين من الآلاف المؤلفة من أصحاب الأصوات المبحوحة حتى نتغلب
على إفرازات الطبيعة القاسية ونتائج برامج عقول رجعية
هكذا يجب أن يكون كما أنه مع الإرادة سيتحقق
بقلم أبوبكر ولد سيدي ولد أمبيريك