بأنفاس ثورية متصاعدة تزداد وتيرة التظاهرات والأنشطة الإحتجاجية ذات الصبغة الإجتماعية المُطالبة بتخفيض أسعار المحروقات مما يؤكد بكل المقاييس مشروعية المطالب وسلمية الوسائل المنتهجة من قبل العشرات من الشباب والشابات الذين تجاوزا أطرهم السياسية والفكرية ، وانحازوا لقضية ذات صبغة عامة وطابع جماهيري ..
فبعد تظاهرات الأربعاء المستمرة في ملتقى طرق مدريد بالعاصمة نواكشوط ، دأب نشطاء الحملة في العاصمة الإقتصادية نواذيبو على التظاهر مساء الثلاثاء من كل أسبوع دعماً لحملة #ماني_شاري_كزوال وتأكيداً على مطالبها العادلة ، رغم قمع الشباب السلميين واعتقالهم ومضايقتهم من الشرطة القمعية في مدينة نواذيبو ..
لتنضم إلى قافلة الإحتجاج مدينة ازويرات ، حيث شهدت هي الأخرى تظاهرات عديدة جاءت في السياق ذاته ولنفس الأهداف ، وتعرضت لقمع مُدانٍ من طرف السلطات الأمنية هناك، و منعت أنشطتنا واعتقلت رفاقنا ( أمم ولد بوزومة ، احمد سالم ولد أتليميدي ) ظناً منها أن الخيار الأمني قد يكون ناجعاً أمام غضب الجماهير .
مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي انطلقت منها شرارة أقوى مثلت صفعة قوية لحكومة الجنرال ولد عبد العزيز ، فأعلنتها صرخة مُدوية ضد الواقع الإجتماعي المتردي ، فتداعت ساكنة المدينة بكل عفوية لتظاهرة احتجاجية كان شعارها الأوحد : ماني شاري كزوال .
وانتقلت العدوى الإحتجاجية سريعاً لتخرج تظاهرتين تحت نفس الشعار في يوم واحد ، إحداهما في مدينة لعيون عاصمة ولاية الحوض الغربي ، والثانية كانت في مكطع لحجار بولاية لبراكنة ، حيث تعرض نشطاؤنا هناك للقمع البوليسي وتم اعتقال خمسة منهم واختطافهم إلى مخافر الشرطة وهم (الخليل ولد محمود عثمان ـ ابوبكر ولد ابيَ ـ يعقوب ولد اخيار ـ الحسن الشيخ ـ عبدي ولد عبدي )
نشطاء نواكشوط تأثروا بسرعة وتداعوا إلى وقفة احتجاجية أمام المفوضية الجهوية للأمن ، وفي وقت متأخر من ليل الأحد تم إرغام السلطات القمعية على الإفراج عن جميع الرفاق المعتقلين .
نحن إذن أمام حالة من الرفض الشعبي والإحتقان الجماهيري تتسعُ رقعتها بشكل مُتزايد ضمن حملة هدفها الرئيسي هو تخفيض أسعار المحروقات كي يُحدث ذلك انفراجاً في بقية الأزمات الإجتماعية وتخفيضاً لأسعار بقية المواد الإستهلاكية ، المتأثرة بأسعار المحروقات .
والرسالة التي يُفترض من النظام الإنقلابي الحاكم أن يفهمها هي أن يعي جيداً أن مطالب الشعوب لا حدود لها ولا حواجز ، ولا يمكن لقوة في الدنيا أن تكسر إرادة الشعوب التي أنهكها الظلم والفساد وأهلكتها الضرائب المُجفحة وغياب العدالة وسوء الخدمات ..
وليست الإنتهاكات الأخيرة والإعتداءات الإجرامية التي تعرض لها النشطاء في كرفور مدرير ( لا رباس ، سيدي عبد الله ، سامي، المصطفى ) على يد عناصر الشرطة إلا دليلٌ حي وصارخ على فشل هذا النظام الأمني والسياسي والأخلاقي ..
فشلٌ يؤكده كذلك منع السلطات الأمنية في مقاطعة أوجفت لتظاهرة سلمية مساء اليوم دعما لحملة ماني شاري كزوال حيث بعث الحاكم بفرق من الدرك احتلت ساحة التظاهر ومنعت المتظاهرين من الوصول إليها .
وللمناضلين والنشطاء أقول : العصيان .. العصيان ..
خالفوا القوانين واعصوا الأوامر الأمنية ، واضربوا عرض الحائط بكل المراسيم والتعليمات الحكومية والإدارية ..
بسلميتكم وإصراركم وإرادتكم سنضع حداً لهذا النظام الجنوني الضارب في الغباء والإجرام .