المفكر و السياسي احمد بابا ولد احمد مسكة
انهضْ أَبَا التحريرِ ...
كاد اضطرابُ الموجِ يَحرِفُ مِقْوَدي** دافعتُه صبراً وكنتُ بِمُفْردِي
أبحرتُ والألق البعيدُ يصيحُ بِي ** أسرِعْ وأومَأت النجوم إِلى غَدِي
مَا بيْنَ رَيْحانِ السِّنينِ وجَمْرِهِا ** طافتْ بِيَ الخُطُواتُ حولَ الفَرقَدِ
حبرُ القصيدةِ ما يزالُ عَلى فَمِي ** والمشعلُ الوضّاءُ يَخفِقُ فِي يَدِي
هذا الثَّرى منْ مُفرداتِ قَضيَّتِي ** هذا اللثامُ وِشاحُ قلبٍ مُجهَدِ
عانقتُ أودِيَة الجياعِ بِسُنْبُلِي ** وملأتُ بالأشواكِ دربَ المُعتَدِي
ذكرى القوافلِ منْ مدادِ خريطتِي ** والريحُ عاتِيَةً مثالُ تَمرُّدِي
وتُرشُّ هامات الشعوبِ بثورتِي ** ويطيبُ فِي حضنِ الأمومةِ مَرقَدِي
انهضْ أَبَا التحريرِ صنوَ أسودِه ** لا تبتعدْ عنَّا ولستَ بِمُبْعدِ
أَتُرى مللتَ الهادئينَ تقيَّةً ** أمْ أنَّ (بُوياكِي) اصطفاكَ بِمَوْعدِ؟ !
حدِّثْ بني الأوطانِ عنْ وَمَضاتِها ** حُلماً وعنْ شَرَفِ الخُلودِ الأمْجَدِ
ما كانَ أشرفَ (لاَ) وأَصعبَ قولَها! ** للهِ درُّكَ منْ شُجاعٍ سَيِّدِ
انهضْ فهذا الليلُ يُبْرِمُ كيْدهُ ** ولَنَا الأعادِي قاعدونَ بمرصَدِ
قُلْ للمواجعِ والظنونِ توقَّفِي ** قُلْ للسواعدِ والقلوبِ توحَّدِي
حدِّثْ عنِ (القهر الحضاري) وافدًا ** واضربْ لهُ مَثَلاً يَعيهِ المُهتَدِي
وَ أَسِلْ دموعَ الشوقِ ‘' كافاً'' راقِيًا ** عندَ الحنينِ إلى الديارِ وَ أَنْشِدِ
عَطِّرْ بروحِ الوعيِ كُلَّ صحيفةٍ ** حرِّضْ على العصيانِ كُلَّ مُقيَّدِ
فَبِمَا رحمتَ عليكَ رحمةُ ربِّنا ** بُوِّئْتَ فِي الفردوسِ أشرفَ مقعدِ
الشيخ ولد بلعمش