التقط “ميدان رابعه” الإشارة أو شرارة الشعار، المنبعثة من تركيا “الأربع أصابع الممدودة المصفوفة واختفاء الخامسة”، ليطرح المتلقي المتأمل تساؤلات عدة، عن طبيعة الشعار ودلالاته وأهدافه:
– ما السر في التمسك برمزية الميدان الذي لم يُشكِّل انعطافة نوعية في مسار الاعتصام المتبخِّر، تحت وطأة الغليان المضاد، المتشظي بفعل الهوة الكبيرة بين محركيه ..؟!
– ما علاقة تلكُم الناسكة العابدة “البصْرية” بهذا المشروع الملتهب، الغارق في التدمير والإدماء ..؟!
– ما الهدف من الحربائية السريعة الاستجابة، للتكيف مع مختلف البيئات الاجتماعية والسياسية: لبرالية في تونس؛ “عصابية” في الصعيد؛ علمانية في الأناضول؛ جهادية في الشام؛ متزلفة في الخليج؛ ضبابية في أمريكا وأوربا ..؟!
– من أين تستمد الثورة العابرة للحدود والقارات طاقتها الديناميكية ..؟! وما السر في تماهيها في استقطاب “فوقْ حادْ”، مع قادة الثورات المضادة والمجموعات الحاملة للسلاح في وجه الأمة وثوابتها ..؟!
– كيف لهذا المشروع الذي طالما تبجّح البعض بتقدميته أن يتقاطع مع الرجعيات العشائرية والدكتاتوريات السياسية ..؟!
– ما تبرير هبوط أسهم القدس الشريف والمسجد الأقصى، في بورصة “الجهاد المقدس”، وارتفاع أسهم سورية والعراق واليمن ..؟!
– لمَ التَّنكر لوليَّة نعمة هذا الفكر وحاضنته الحنون “إيران الثورة”، والانكفاءُ عنها بل وتقديمها قربانا لخصومها الألدَّاء ..؟!
– ما المصلحة في تحويل قضايا أمتنا الإسلامية إلى بضاعة مزجاة، في سوق المضاربة والتربح ..؟!
– ما السبب في الارتباك في الأداء السياسي والتراجع في الأداء الاجتماعي، وخروج الخطابات عن مألوفها، لتصبح خِلوا من “المُتبِّلات” الدينية، التي بَصَمَتْها بنكهتها عقودا من الزمن ..؟!
– ما تبرير التهافت لتشكيل الضلع الثالثة لثالوث الامبريالية والرجعية ..؟!
– فهل ترون معي أن منسوب الإقلاق تفاحش، ليتجاوز ذروة ضبطه، وأن الآدرينالين تخطى عتباته القصوى، فالجميع أدمن ضغط أزرار الأهوال والهرج والمرج، فلم يبقى لمن بقي له متسع من التفكير والأمان، إلا أن يتأبط عصاه فيهش بها على غنيمته، منتجعا في السفوح وأعالي الجبال ..؟!
وختاما فنتمنى ونحن غارقين في البحث عن مصير الأصبع الخامسة “الإبهام”، ألاَّ تنمَّسخ في مطبخ “المآلات”، إلى السبابة المنهمكة في الكبس على الزّناد، في الجبهة السورية العراقية اليمنية الساخنة، وألاَّ تنقلب إليها كما انقلب أصحاب الشعار على سورية المناضلة وحزب الله المقاوم .
ونتمنى كذلك من منظري ومثيري الفتنة، أن يدعوها فإنها منتنة، وأن يقتصدوا في هدر السلاح وغدره، ليُوَّجه – وحسب الأصول – إلى هدفه الحقيقي .
كما نتمنى من علماء الأمة الكُثر ألا يجرفهم هذا التيار الهائج، فيهويَّ بهم إلى تدمير الذات والمقدرات .
الدكتور محمد ولد الخديم ولد جمال