كشف النقاب عن تورط مستشار للرئيس محمد ولد عبد العزيز، في فضيحة مثيرة.
وقد تم الكشف عن هذه الفضيحة من خلال موضوع، تمت ترجمته من طرف مركز "الصحراء للدراسات": "كلا الفيلمين 'سلفيون' و'تمبكتو' استكشاف للحياة في ظل الشريعة في تمبكتو مع مشاهد شديدة التشابه، مما أثار اتهامات من معدي فيلم سلفيون فرانسوا مارغولين والأمين ولد سالم لعبد الرحمن سيساغو بأنه نسخ لقطات من فيلمهم. في هذا التحقيق يتحدث كلا الطرفين عن حقيقة ما جرى.
جهاديون يحاولون اصطياد غزال في الصحراء، ودورية للجيش الإسلامي تضبط النظام الإلهي في مدينة تمبكتو، ومحكمة إسلامية، وقصة الراعي الطوارقي الذي حكم عليه بالإعدام لقتله أحد الصيادين... مقاطع حظيت بمشاهدة أكثر من 1.5 مليون مشاهد في فرنسا على أنها مشاهد من الحياة اليومية في ظل الشريعة الإسلامية في تمبكتو، التي احتلت في 2012 من قبل الجهاديين في شمال مالي، مع أن الفيلم الوثائقي 'سلفيون' للمخرج الفرنسي فرانسوا مارغولين والصحفي الموريتاني لامين ولد سالم مر عليه أسبوع واحد في دور السينما.
وتفسير ذلك بسيط، هذه المشاهد نفسها موجودة في كل من 'سلفيون' وسيناريو 'تمبكتو'، الفيلم الأكثر نجاحا في تاريخ السينما الإفريقية، والمتوج في عام 2015 بسبعة من جوائز سيزار. هل نحن أمام عملية نسخ، أم أن هناك نسختين أصليتان؟
لرؤية أكثر وضوحا، أجرينا مقابلات مع أبطال القصة الثلاثة: أولا مخرجا الفيلم الوثائقي عبد الرحمن سيساكو الذي يزور باريس. في عام 2012، تحدى الصحفي الموريتاني لامين ولد سالم مخاطر تصوير واقع مدينة تمبكتو تحت احتلال الجماعات الجهادية. وهو يرى أن سيساكو قام باستنساخ الصور والمقاطع التي صوّرها خلال هذه الرحلة التي كانت لصالح التلفزيون الفرنسي. وقال ولد سالم إن سيساكو اتصل بهم طالبا أن يعمل معهم وشاهد معنا الصور التي عدت بها.
تصريحات أكدها فرانسوا مارغولين، مضيفا أن عبد الرحمن سيساكو، كان في ذلك الوقت أحد الأصدقاء أراد أن يشترك معنا في كتابة القصة. في ذلك الوقت، لم يكن يسعى لإخراج فيلم تمبكتو أو غيره، وبسذاجة أعطيناه القرص الصلب الذي يحتوى اللقطات.
لكنّ عبد الرحمن سيساكو لا يرى الأمور على هذا النحو: "في عام 2012، قرأت مقالا عن رجم زوجين في بلدة آكلهوك الصغيرة، ما شكّل صدمة بالنسبة لي، لا سيما في ضوء حقيقة أن هذه القضية لم تحظ بالتغطية الإعلامية وكانت مجرد فقرة صغيرة في الصحافة. لقد قررت إعداد فيلم وثائقي عن هذا الوضع: احتلال تمبكتو من قبل الجهاديين.
قناة Art وافقت بسرعة على العرض مع فرانسوا مارغولين كمنتج للفيلم. وكما كان من المستحيل بالنسبة لي أن أذهب، لخطورة الوضع لشخص مثلي، وطلبت من لمين وهو صحفي موريتاني، زميل، أن يجرى المقابلات التي لا يمكنني أن أجريها.
الثلاثة اتفقوا على أنهم عملوا معا في البداية في مشروع مشترك حول تمبكتو، فما الذي فرّق بينهم؟ "في ديسمبر 2012، انسحب سيساكو، قائلا إنه يريد أن ينتج السيناريو الخاص به، يقول ولد سالم، مضيفا أنه أعاد بناء القصة على أساس المقال الذي كان قد نشره هو كلمة بكلمة تقريبا، وصولا إلى الصور التي كنت أخذتها. ماركولين بدوره قال إن سيساكو ذهب لينتج فيلما، دون أن يأخذ رأينا، أو يأتي على ذكرنا، لكنّ المزعج هذا الفيلم الخيالي ليس سوى استنساخ للوثائقي الذي كنّا نعمل عليه. ويدحض سيساكو هذه الاتهامات، قائلا إن تغيير خطته الأصلية إلى فيلم خيالي لا يعود إلى اختطاف الصور، بل هو مرتبط بمسار سينمائي وفلسفي لمعالجة المسألة الجهادية، مضيفا: عندما عاد لمين بعد ثلاثة أسابيع جاء بوجهة نظر الجهاديين، لكنّ السكان لم يكن يمكنهم التحدث بحرية.
كانت هناك مقابلات أخرى مع سندا ولد بوعمامة المتحدث باسم حركة أنصار الدين وعمر ولد حماه، القائد العسكري للقاعدة في المغرب الإسلامي، ومقابلات أخرى متاحة على موقع يوتيوب، وكانت أداة للدعاية. وكسينمائي لم أرد أن أقع في فخ تلك الصور واتجهت إلى الخيال وهو ما أفعل عادة.
لكن كيف يفسر ظهور عدة مشاهد من إنتاج لمين ولد سالم في عالمه الخيالي؟ على سبيل المثال، المرأة المجنونة 'زابو'، ويعلق مارغولين قائلا إنه أمر مزعج أن هناك شخصيات مستوحاة مباشرة من فيلمنا، بالإضافة إلى زابو كان إخراج مشهد المحكمة الإسلامية يشبه إلى حد التطابق الصور الحقيقية، ناهيك عن نفس قصة الراعي، الذي أعدم في ساحة عامة لقتله للصياد.
من البداية في رؤيتي للفيلم الوثائقي، يقول سيساكو، أردت إجراء مقابلة مع السيدة 'زابو' التي عرفتها من خلال مخرج مالي، وأنا من طلبت من لمين أن يذهب إلى غاوه لمقابلتها لأنها كانت الشخصية الوحيدة التي لم يكن الجهاديون يتعرضون لها لأنها مجنونة وكانت تدخن ولا تغطي شعرها، كانت شخصية عظيمة وقوية، فالفكرة فكرتي منذ البداية. وعندما كان لمين في تمبكتو تم إعدام الراعي وفيلم تمبكتو يركز أساسا على ثلاثة مواضيع: العلاقة مع العدالة والحرية والمحظورات (كرة القدم، والموسيقى، والعلاقة مع المرأة) ولذلك فإن هذا الاغتيال، كان بالنسبة لي موضوعا هاما.
قررت بناء الخيال المحيط بهذا الحادث الذي رواه أيضا صحفيون آخرون. لكنّ لمين ولد سالم، يقول إن القصة التي وردت على وسائل الإعلام لا تتعدى خبرا عن إعدام أحد الطوارق دون مزيد من التفاصيل، لكن كونه موسى حاج محمد قتل صيادا أسود بعد قضية البقرة التي أكلت شباكه لم ترد على وسائل الإعلام، وليس صدفة أنها ظهرت في قصة سيساكو بالإضافة إلى بقية تفاصيل المحاكمة التي نشرتها في صحيفة ليبراسيون بعيد عودتي من شمال مالي.
ويمضى ولد سالم إلى القول إنه متأكد أن قصة فيلم تمبكتو ليست سوى صوره وما كتبه في الصحف، مضيفا أن لديه شهادات موثوقة أن سيساكو كان يستخدم صوره خلال إخراج الفيلم للتأكد من إعادة الإنتاج بدقة (كيفية اللباس وكيفية المشي وتفاصيل المشاهد..) وبالنظر إلى البيانات فإنه لا يمكن التوفيق بين كلا الجانبين، والجدل لم ينته بعد.
ومع ذلك، فإن وراء هذا التناقض عدد من القواسم المشتركة لهذه الفيلمين الذين دخلا بالفعل في تاريخ السينما، ولكن مرة أخرى لأسباب مختلفة تماما.
- See more at: http://essahraa.net/node/12684#sthash.if4yorJ1.dpuf