مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الرئيس اترامب و قانون الغابة في ضوء الحرب الإسرائيلية الإيرانية/ بقلم: اباي ولد اداعة

لاشك أن الحرب التي شنها العدو الصهيوني علي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ،

بدعم معلن غير مسبوق من الولايات المتحدة الآمريكية .

قد أكتست طابعا عنصريا عدائيا و تآمريا و غبيا ضد الإسلام و المسلمين و العرب،

بإختلاف مشاربهم و أعراقهم .

قد تطال دولا ممانعة أخري خارح دائرة التطبيع.

تم التخطيط لها بعد ما نجحت إسرائيل في تحييد و بتر الأذرع الإقليمية المسلحة لإيران علي طول خط المواجهة ( حزب الله من جهة و نظام الأسد في سوريا من جهة أخري ) .

بعد أعوام من الحرب بالوكالة .

إذ تراهن إسرائيل علي التفوق العسكري في مجال سلاح الجو بينما تعتمد طهران علي القوة التدميرية الضاربة للصواريخ البالستية.

بقصد إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط علي مقاس إسرائيلي ،

بشكل يسمح لها البقاء و فرض هيمنتها و سيطرتها داخل المنطقة.

كما تعد أيضا هذه الحرب نتيجة حتمية لتداعيات عملية طوفان الاقصي النوعية التي شكلت نقطة تحول في مسار المقاومة الفلسطينية و ضربة موجعة لإسرائيل و صفت بأكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية في تاريخ نضالها و صراعها مع الإحتلال .

تسببت في خسائر بشرية عسكرية كبيرة أثرت سلبا في سمعة أجهزتها الأمنية و الإستخبراتية.

عملية طوفان أشبه ما تكون من حيث التخطيط و التوقيت المباغت ودقة و سرعة التنفيذ أنذاك ،

و حجم الأضرار و الخسائر البشرية و القدرة الفائقة علي إختراق منظومة الرقابة و الجدار الألكتروني .

بهجمات 11 سبتمبر 2001 م بالولايات المتحدة الآمريكية.

رغم تباين أوجه المقارنة في بعض الحالات و في جوهر القضية .

ليتأكد جليا أن عملية طوفان الأقصي قد ساهمت بشكل أو بآخر فيما آلت إليه الأمور لاحقا داخل منطقة الشرق الأوسط .

أمام تقاعس و تخاذل بعض حكومات و شعوب المنطقة العربية و الإسلامية ،

و في ظل تخلي العرب عن تبني القضية الفلسطينية لصالح إيران .

كما تأتي أيضا الحرب الحالية في إطار محاولة إسرائيل لتجاوز فشل تحرير الرهائن الإسرائليين المحجوزين لدي حركة حماس داخل قطاع غزة .

بعد كل هذا الدمار الهائل و الشامل .

في ضوء التغطي و التستر علي جرائم الإبادة و القتل البشعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزل.

و لفت أنظار العالم بمستجدات الحرب الجديدة عن ماجري و يحدث من إنتهاك يومي مستمر لحقوق الإنسان داخل قطاع غزة و الأراضي الفلسطينية علي مسمع و مرأي من العالم .

مما زاد من معاناة الساكنة و تدني و تردي الأوضاع أمام صمت دولي رهيب و تراجع كبير للمساعدات الإنسانية في ظل فرض حصار إسرائيلي محكم علي محيط قطاع غزة و الأراضي الفلسطينية و غياب مساعي سلام حقيقية و رفع الحصار من أي كان في الأفق القريب .

إن الحرب الإسرائيلية الإيرانية الجارية دارت رحاها فوق رؤوس الجيران بتواطؤ و تمالؤ إسرائيلي مع بعضها ،

نظرا لغياب حدود برية بين إيران و الأراضي المحتلة ( إسرائيل )

إذ شكلت المسيرات و الصواريخ البالستية الإيرانية دون غيرها عنصر المفاجأة في هذه الحرب و قوة ضاربة مدمرة أصابت العمق الإسرائيلي و كبدته خسائر بشرية جسيمة و مادية كبيرة و كبيرة جدا ،

و أثارت الرعب و الخوف في نفوس الإسرائليين لدرجة المبيت و الإختفاء ليل نهار داخل الملاجئ و إضطرار البعض مغادرة البلاد رغم القيود المفروضة عليهم من طرف السلطات الإسرائيلية و القوانين المجرمة للفرار في مثل هكذا حالات .

حيث أثبتت إيران للعالم ضعف و هشاشة و فشل تصدي المنظومة الدفاعية العسكرية الإسرائيلية ( القبة الحديدية ) رغم دقتها و تنوعها و تطورها .

و عجزها عن إعتراض معظم الصواريخ الإيرانية الهدامة و المصنعة محليا.

و هي التي كثيرا ما تغنت و تفاخرت بتفوقها العسكري إقليميا و دوليا،

في الوقت الذي لم يسبق لها أن حسمت أي حرب أو معركة بمفردها و بمقدراتها الذاتية دون دعم مباشر آمريكي أو غربي .

كما فضحت ايضا إزدواجية آمريكا و كشفت المستور في علاقاتها مع إسرائيل و دعمها العسكري اللامشروط واللامحدود لها.

و أكذوبة الدفاع عن حقوق الإنسان و القضايا العادلة .

من جهة أخري تمكنت إسرائيل خلال هذه الحرب من فرض سيطرة جوية شبه كاملة علي المجال الجوي الإيراني ،

مما سمح لها بتدمير منصات دفاع إيرانية و من مواقع مختلفة. و إستهداف وقتل أبرز القادة العسكريين و الأمنيين فضلا عن علماء نوويين كبار ساهموا في نجاح البرنامج النووي الإيراني قبل أن يتعرض للإعاقة ،

و هو ما يعكس عمق الخرق الإستخباراتي الإسرائيلي عبر عملائه في الداخل الإيراني .

في حين يجمع كل المراقبين و المحللين لشأن هذه الحرب علي أن السفاح الإسرائيلي نتنياهو نتيجة غباوة اترامب السياسية و غطرسته و ميوله نحو العنف

قد نجح في جر و إقحام و دخول آمريكا علي خط الحرب الدائرة بين إسرائيل و ايران .

لأول مرة و بشكل فعلي و علي نحو دمر بشكل كلي مواقع المنشآت النووية الإيرانية موضوع الخلاف و الجدل المثار .

مرضاة للكيان الصهيوني.

فآمريكا تبيح لنفسها ما يروق لها و تحرم علي غيرها ما يتعارض مع مصالحها أو مصالح إسرائيل . ( فهي أول من أمتلك و أستخدم في وجه الإنسان أقوي و أخطر سلاح نووي ) .

جاءت الضربة الآمريكية للمنشآت النووية الإيرانية كخطوة جريئة أعتمدها الرئيس الآمريكي اترامب،

وصفت بأنها إنتهاك واضح و صريح للسيادة الوطنية الإيرانية و للمواثيق و أحكام القانون الدولي و القيم الإنسانية.

مما يؤكد فرض هيمنة القطب الأحادي و تحكم و تصدر الولايات المتحدة الآمريكية العالم .

يأتي ذلك في إطار التقيد بمبدأ البقاء للأقوي ،

حيث لا توجد قوانين أو قواعد تضبط و تحكم سلوك الأفراد و الجماعات أو الدول بل يتم فرض القرارات بالقوة والتهديد .

إذ لا يختلف إثنان علي أن القانون الوحيد الذي يعرفه الرئيس الآمريكي المثير للجدل اترامب هو قانون الغابة و أسلوبه في ذلك هو المعاملات و الإكراه.

بدل الدبلوماسية و الحلول العقلانية ،

حيث تعمل الدبلوماسية علي إدارة النزاعات و الخلافات سلميا بينما تعتمد الحلول العقلانية علي التفكير المنطقي و إتخاذ القرارات الصائبة .

او حيث تكون الوحوش الكبيرة مفترسة و جائعة و علي البقية الإذعان أو الهروب .

تأسيسا لما سبق في انتظار مآلات الحرب المستمرة أو إتساع دائرتها أو صعود قوي جديدة و تغيير الموازين و إرساء نظام عالمي جديد أكثر عدل .

فهل يحق أو يجوز لدول العالم ؟!

- التوقف عن الإلتزام بالقانون الدولي ؟

- إنهاء مهام الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي ؟

- التخلي عن رفع شعار الدفاع عن حقوق الإنسان ؟

- حل الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلاجدوائية أو محل لتقاريرها من الإعراب .

حفظ الله بلاد المسلمين

و أدام عليهم الأمن و الأمان .

 

اثنين, 23/06/2025 - 06:29