
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه من أرضٍ مباركة، عرفت حلقات الذكر، ومساجد العلم، وعبق الصالحين، من مدينة أوجفت التاريخية التي لا تزال جبالها ورمالها شاهدة على حقب من الصلاح والتصوف والعلم والعمل … نرفع إليكم هذه الكلمات، لا تذمّرًا ولا احتجاجًا، وإنما رجاءً في من هو أهلٌ للوفاء، وتذكيرًا لمن رفعه الله في أعين الناس بما زرع آباؤه من خيرٍ وفضلٍ في قلوب أهل هذا الوطن.
لقد كانت أوجفت، عبر تاريخها، يثربَ التصوف في هذه البلاد، وخصوصًا في الشمال، حيث استضافت مختلف الطرق الصوفية التي تعايشت فيها بسلام وتسامح، في محبة الله وسلوك طريقه. و كان في طليعتها الطريقة القظفية، التي احتضنتها أوجفت قرونًا، وأرسى دعائمها مع مقدمه إلى أوجفت الولي الصالح الشيخ سيد أحمد ولد الناه ، ثم سار على دربه أعلامٌ كرام من أبنائه، كالشيخ محمد محمود الخلف، والشيخ الغزواني، رحمهم الله جميعًا، و والدكم الشيخ محمد أحمد، طيب الله ثراه، الذي كانت له قدم صدقٍ في هذه الأرض، فجدد العهد، وجمع بين نور العلم وصفاء السلوك، في نهجٍ صوفيٍ معتدل، اجتمعت عليه القلوب، وتعلقت به الأرواح.
فخامة الرئيس،
لقد كان والدكم، المغفور له بإذن الله تعالى، من العلماء العارفين بالله، والأتقياء الصالحين - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا- فكان لسانه ذاكرًا وفعله خيّرًا، أحبّ أهل أوجفت وأحبوه، فانعقد بينه وبينهم عقد مودّة لا يزال حيًّا في القلوب.
واليوم، نكتب إليكم يا فخامة الرئيس، كرئيس لهذا الوطن وكإبن لهذه المقاطعة لا من باب العتب، ولكننا، بأدب الصابرين، نتساءل:
لماذا غُيبت أوجفت عن مشروع الإنصاف الذي ارسيتم دعائمه؟
ولماذا يتم استبعاد أبنائها من أصحاب الكفاءة، وأطرها من حملة الشهادات، من سياسة الإنصاف الوطني التي تنتهجونها لرد الحقوق إلى أهلها؟
ولماذا لم تجد مشاريع التنمية طريقها إلى هذه المقاطعة، كما وجدت الى غيرها من مدن وطننا الغالي؟
فخامة الرئيس،
ندرك أن مسؤولياتكم جسيمة، وأنكم تديرون شؤون وطنٍ كامل، ولكننا نُعَوِّل على مشروعكم الوطني الهادف إلى تحقيق الإنصاف، ونتطلع لأن يشملنا، ليس فقط لأن أوجفت مدينتكم، وجذوركم، وجذور آبائكم العارفين بالله، بل لأنها جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، ومن حقها أن تنال ، كغيرها من المدن والمقاطعات، نصيبها من العدل والاهتمام والرعاية.
قال تعالى: ﴿ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾
[النحل: 90]
نسأل الله أن يجري الخير على أيديكم، وأن يوفقكم لما فيه صلاح البلاد والعباد، وتفضلوا، فخامتكم، بقبول فائق التقدير والاحترام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد أحمد ولد عبد الجليل
ناشط سياسي وشبابي
هاتف: 42436945