أشرف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، الدكتور الحسين ولد مدو، يوم الثلاثاء بمدينة شنقيط في ولاية آدرار، رفقة والي آدرار عبد الله ولد محمد محمود، على اختتام فعاليات المكونة العلمية لمهرجان مدائن التراث.
وأكد وزير الثقافة في كلمة له بهذه المناسبة، أنه يتشرف بالإشراف على اختتام فعاليات هذه المكونة العلمية، التي تم افتتاحها بإشراف مباشر من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، معربا عن خالص شكره لكل المحاضرين والباحثين والمنظمين على مابذلوه من جهود في سبيل إنجاحها.
وأوضح الوزير أن المكونة العلمية تم ترفيعها من خلال إصدار، ولأول مرة، (11) كتابا حول التراث الموريتاني، مضيفا أنه تم إفراد عدد خاص من مجلة الثقافة الصادرة عن الوزارة لهذه المنطقة.
وبين أن هذا العدد من المجلة تناول بشكل كامل وشامل مختلف أوجه التنمية المحلية لهذه المنطقة، بما فيه من إشعاع ثقافي ووهج علمي، مشيرا إلى أن الدور الذي اطلعت به المدينة جعل اسمها يطلق على كل الموريتانيين.
وأضاف أن هذه المجلة تناولت العديد من المواضيع من بينها على سبيل المثال لا الحصر (شنقيط بين الماضي والحاضر، وشنقيط وتصاريفها اللغوية، من آبير إلى شنقيط تحولات المجال الحضاري بين العصرين القديم والحديث، والملح صخرة مقتاته ووسيط نقدي، ومؤهلات السياحة الصحراوية آفاق التنمية المحلية في مدينة شنقيط، والمعرفة والفكر في صحراء الملثمين، أصول وتأصيل، والتوثيق في شنقيط، عصارة فن إسلامي أصيل، والنوازل الشنقيطية والخصوصيات المحلية، وآمادو مختار أمبو، مائة عام من الثقافة.
وبين أن المكونة العلمية تضمنت كذلك عشرات العروض التي تناولت خزائن المخطوطات في مدينة شنقيط، مثل (صدى الشاب الشاطر في الحواضر الشنقيطية من خلال المكتوب والمرويات، وشنقيط في عيون المشارقة، وتجليات الحفظ والاستحضار عند الشناقطة، وقصيدة مسجد شنقيط، والمحظرة الشنقيطية علم وعطاء، ومحمد محمود ولد اتلاميد الشنقيطي في المراجع التركية، والروابط العلمية والثقافية بين ولاته وشنقيط، ودور أبناء شنقيط في مقاومة الاستعمار الفرنسي، ومكتبات الصحراء كنز في خطر، وحساب الجمل عند الشناقطة ورياضيات الشعراء.
وأشار إلى أنه من بين هذه الورقات كذلك حركة التأليف في مدينة شنقيط، وشيخ شنقيط العلامة محمد ولد حبت، ومسجد شنقيط العتيق: قراءة معلمية، ودور التجارة عبر الصحراء في نشر وتطور العلم في موريتانيا، مدينة شنقيط نموذجا.
وأضاف الوزير أنه تم ترفيع هذه المكونة من خلال إشراك الأبعاد الدولية فيها عبر استضافة خبراء من مراكز البحث في كل من المغرب والجزائر وفرنسا وأمريكا.
وأكد وزير الثقافة أنه تم خلال المكونة العلمية للمهرجان إلقاء (35) محاضرة تناولت شنقيط وإشعاعها العلمي، والعلم والأدب في شنقيط، وآفاق التنمية المستدامة في شنقيط، والتراث المادي واللامادي لمدينة شنقيط، وشنقيط وأخواتها، ووادان وتراثها الثقافي، وتيشيت وتراثها الثقافي، وولاته وتراثها الثقافي، ومنطقة الضفة وتراثها الثقافي، والتراث المعماري في شنقيط وأخواتها، والمحظرة الموريتانية بين الماضي والحاضر ، والمرأة الشنقيطية ودورها في المدونة، والمخطوطات الموريتانية: التشخيص والحفظ والتثمين.
بدوره، فقد بين يحي ولد أحمدو، المكلف بمهمة في وزارة الثقافة، ورئيس اللجنة المشرفة على المكونة العلمية، أن هذه النسخة تميزت بتعزيز المحتوي العلمي للمهرجان، من خلال سلسلة من المحاضرات والندوات تم اعتمادها طبقا لتعليمات معالي الوزير .
وبين أن المكونة العلمية ضمت شقين، الأول يتعلق بطباعة (11) عنوانا على نفقة الوزارة، مع إصدار عدد خاص من مجلة الثقافة مخصص لمدينة شنقيط، ونشرية تناولت أخبار المهرجان.
وأضاف أن الشق الثاني يتعلق بالمحاضرات العلمية المتميزة، مشيرا إلى تميزها هذه السنة في مختلف أبعادها.
أما الباحث عبد المالك النه ولد حني، فقد ثمن تنظيم هذه المكونة العلمية للمهرجان، مضيفا أنها شكلت رافدا مهما له من حيث الشكل والمضمون.
وأضاف أن وزراة الثقافة رفعت من مستوى هذه المكونة من خلال مدها بمادة متنوعة وذات جودة عالية عبر اعتمادها على نخبة من ألمع الباحثين وأستاذة التعليم العالي.
واستبشر الباحث بالعناية التي يوليها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للنهوض بمدائن التراث، مبينا أن المهرجان مكن من تصالح أبناء موريتانيا مع تراثهم.
بدوره، أشاد الدكتور المهندس محمد فال ولد سيدي فال، بهذه المكونة، مبرزا أنها جلبت وجوه جديدة في المنطقة، وفي منطقة أوروبا من أجل تلاقح الأفكار بين هذه المجموعات وتدارس تراث هذه المدينة الخالده.
وعبر الدكتور محمد الأمين عالي، مسؤول العلاقات والتعاون الدولي باتحاد الأكادميين والمثقفيين الموريتانيين، عن ارتياحه لسير هذه المكونة، مشيرا إلى أن هذه النسخة متميزة، حيث تناولت الكثير من القضايا المتعلقة بالإرث الثقافي والتاريخي لبلادنا، بما فيه المكتبات والمخطوطات وأعلام شنقيط، والنوازل الفقهية، والعلاقات بين شنقيط والمدن التراثية الأخرى.