قد يتساءل البعض لماذا موسيقي الثنائي المخضرم و المقتدر دائما سدوم ولد ايده و أيقونة الفن الراحلة ديمي بنت آب رحمها الله .
مازالت تفرض سيطرتها علي آذان المتلقي و المستمع داخل مجتمع البيظان في ربوع موريتانيا و تخوم الصحراء الكبري ؟
خاصة في زمن راجت فيه صناعة التفاهة و صعدت فيه الأغنية الصاخبة و الساقطة .
و تصدر فيه الأغبياء و التافهون المشهد و تلاشت عبره القيم المجتمعية .
لأنها بالمختصر المفيد
أنغام و كلمات ذات إيقاع هادف و دلالات عميقة ،
تثير الشجون و الذكريات و تعبر عن الحنين إلي الماضي.
كرست لقيم التعايش و التسامح و عززت من اتساع معانيها النبيلة داخل المجتمع
رغم بساطة الحياة و ضعف الإمكانيات قبل طغيان المادة و انتشار عولمة غزت البيوت و استباحت الأعراض .
في الوقت الذي وجدت فيه كثيرا من أصداء القبول و الإمتنان داخل الأوساط الإجتماعية .
و أثارت في النفوس مشاعر مختلطة ما بين السعادة و الألم و الشجون و الحزن .
ربما حنين إلي الأشخاص الذين فقدناهم إلي الأماكن الخالية إلي أيام الطفولة البريئة إلي أصدقاء الزمن الجميل .
إلي العلاقات الإجتماعية القوية إلي بساطة الحياة إلي جزئيات التفاصيل الصغيرة .
قد يكون الحنين إلي أنفسنا شكلنا ملامحنا أعمارنا أحلامنا التي طوتها عاديات الزمن
الأمر الذي ربما يجعلنا نستشعر بجماليات الأشياء بعد أنقضائها أكثر من إستشعارها أثناء اللحظة في زمانها و مكانها .
لاشك أن الثنائي سدوم و المرحومة ديمي قد شكلا مصدر سعادة و فرح و هناء و فخر لمجتمع البيظان أينما حل و أرتحل .
كما أن أداءهما قد ساهم في رسم لوحة صوتية فنية رائعة .
تحكي صداء الماضي و تنقل الحاضر إلي آفاق المستقبل .
طابت أوقاتكم