ليس العبرة في البدايات بل العبرة بكمال النهايات .
شكلت المشاركة الأولي لمنتخبنا الوطني المرابطون مفاجأة كبري علي مستوي بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم الشاطئية المؤهلة للمونديال و المقامة بجمهورية مصر العربية .
و بالتحديد بمدينة الغردة الواقعة علي ساحل البحر الأحمر .
من خلال وصوله إلي المربع الذهبي و تأهله إلي النهائي علي حساب المنتخب المغربي .
كما ضمن أيضا التأهل إلي كأس العالم للشاطئية التي ستنظم في السيشل 2025 م رفقة المنتخب السينغالي بعد تجاوزه هو الآخر المنتخب المصري البلد المضيف في نفس الدور .
ليكون بهذا قد نال مغنمين في آن واحد أو ضرب عصفورين بحجر واحد .
حيث أثبت منتخبنا الوطني للشاطئية حضوره المشرف بكل جدارة و إستحقاق و شق طريقه نحو التألق و العالمية بكل رجولة و بمستوي عال من الأداء و المتعة و الإثارة و صناعة الفارق و الثقة بالنفس .
طيلة مشوار البطولة و في الأدوار الحاسمة .
عززته الثقة الكبيرة لدي المدرب موسي باغا يوغو و اللاعبين .
بالإضافة إلي الأرضية و الجمهور المتحمس
رغم حداثة نشأة المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية و قصر التجربة و ضعف الإمكانيات .
إذ لم يمر حتي الآن علي تأسيسه أكثر من عام و نصف .
في الوقت الذي لم تكن فيه لعبة كرة القدم الشاطئية من بين الممارسات الرياضية الشائعة بالشكل الحالي داخل البلاد و التي لا تحظي بشعبية واسعة رغم تواجد كبريات المدن علي شواطئ المحيط .
و إن كانت هذه اللعبة تشبه إلي حد ما نفس الطريقة في مراحل الطفولة التي كنا نداعب بها الكرة علي الرمال و البطاح و نفس الظروف دون أحذية في الباحات و الساحات العمومية داخل الأحياء الشعبية .
مع تباين و إختلاف طفيف في قواعد اللعبة و طريقة اللعب.
إنه حقا إنجاز تاريخي غير مسبوق إستثنائي بكل المقاييس يذكر فيشكر
و تألق كبير و كبير جدا للمنتخب الوطني في أول ظهور له أمام عمالقة اللعبة علي مستوي هكذا بطولة
حيث أنه ثاني مرة تسجل فيه المنتخبات الوطنية لكرة القدم بشقيها التقليدي و الشاطئي أول مشاركة لها في بطولتين مختلفتين لأمم إفريقيا من داخل الأراضي المصرية .
النسخة الأولي can 2019 ( مصر ) لكرة القدم العادية التي تألق فيها منتخب المرابطون بشكل مشرف في أول ظهور له علي مستوي البطولة رغم خروجه من دور المجموعات بثلاث تعادلات دون هزيمة .
النسخة الثانية can 2024 ( مصر ) لكرة القدم الشاطئية و التي تألق و تأهل من خلالها المنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية إلي النهائي و إلي المونديال قبل أن يحصد الميدالية الفضية و يكتفي بوصيف بطل القارة .
في حين فجر المنتخب الوطني خلال مباراة نصف النهائي من بطولة أمم إفريقيا للكرة الشاطئية مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه المستحق علي المنتخب المغربي صاحب الميداليات البرونزية و الخبرة و الإمكانيات و المشاركة الواسعة في مختلف البطولات و الدوريات.
في الوقت الذي شهدت فيه المواجهة هجوما و ضغطا مغربيا أسفر عن تقدمه في البداية ب ( 2 - 0 ) سرعان ما تدارك المنتخب الوطني التعادل 2 - 2
إلا أن المغرب تقدم مرة أخري بنتيجة 4 - 2 قبل أن يعود المنتخب الوطني.من جديد بقوة و عزيمة و يسجل التعادل ثم يصنع الفارق بنتيجة
7 - 4 دون أن يتمكن المغرب من تدارك الموقف والعودة بنتيجة إيجابية.
ليودع المباراة بالدموع و الحسرة و هو في أحسن احواله و قوته الضاربة .
و يتأهل بتلك النتيجة المرابطون إلي النهائي و إلي المونديال القادم .
في حين هزم أسود الأطلس المنتخب المصري بنتيجة
4 - 3 في مباراة تحديد المركز الثالث
ليحصد الميدالية البرونزية .
بينما أكتفي الفراعنة بالمركز الرابع .
فمن المفارقات الغريبة علي مستوي هذه النسخة من البطولة أن المنتخب الوطني المرابطون نجح في الفوز علي نظيره السينغالي ( 5 - 2 ) بإفتتاح مرحلة المجموعات و تصدر الترتيب علي الترينجا
بالمقابل يري بعض المراقبين لشأن البطولة أن لقاء اليوم من نهائي كأس أمم إفريقيا للكرة الشاطئية بين المنتخبين يعد بمثابة مباراة ثأر و إستعادة لقب بالنسبة للسينغال و طموح و تحقيق مجد بالنسبة لموريتانيا .
علي العموم شهدت المباراة أخطاءا قاتلة علي مستوي دفاع المنتخب الوطني و حالات خروج غير موفقة للحارس بالإضافة إلي عدم القدرة علي بناء هجمات و خلق فرص تهديف حقيقية واضحة ما عدي فرصة الهدف اليتيم أو فرصة أخري أصطدمت بالعارضة .
في الوقت الذي دخل فيه عناصر المنتخب السينغالي أجواء المباراة منذ البداية بإندفاع وروح قتالية مما سمح لهم بتقديم أداء جماعي رائع من خلال الإنتشار الواسع و السيطرة وسط الميدان و الإستحواذ علي الكرة و بناء هجمات و تسجيل اهداف كثيرة عبر التمرير و الهروب من الرقابة أمام تكرار نفس الأخطاء الدفاعية تقريبا .
مؤكدا سبطرته علي المنافسة بعد تتويجه بلقب كأس أمم إفريقيا للكرة الشاطئية .
للمرة الخامسة تواليا و الثامنة علي مستوي حصد الألقاب بعد فوزه علي المنتخب الوطني بنتيجة مستحقة ستة واحد ( 6 - 1 ) .
بحكم أيضا عامل الخبرة لدي المنتخب السينغالي و مستوي المشاركات و الحضور في نهائيات بطولات أمم إفريقيا السابقة .
لاشك أن هذا الإنجاز التاريخي المستحق الأول من نوعه لمنتخبنا الوطني للكرة الشاطئية هو ثمرة عمل متواصل و جهود مشتركة من القائمين علي شأن الإتحادية الموريتانية لكرة القدم من جهة ممثلة في رئيسها السيد أحمد ولد يحيي .
و المشرفين علي قطاع كرة القدم الشاطئية من جهة أخري برئاسة العقيد الدركي السيد جمال ولد أمم و مسؤول القطاع السيد المختار بوزومه .
دون أن ننسي أو نتناسي الدور الهام و الفعال للجهاز الفني المرافق للمنتخب الوطني بقيادة المدرب موسي باغا يوغو.
إضافة إلي جهود كل اللاعبين .
و كذلك دعم الدولة المتواصل عبر الوزارة الوصية من خلال إشراف و متابعة الإدارة المعنية بقطاع كرة القدم و حضورها داخل المشهد الرياضي و في المناسبات و البطولات .
لا يسعني في هذا المقام إلا أن أهنئ بكل فخر و إعتزار عناصر منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية و القائمين علي شأنه .
بهذا الإنجاز العظيم و الأداء المشرف و القدرة علي مقارعة الكبار علي مستوي البطولة و الحصول علي الميدالية الفضية رتبة وصيف بطل القارة و التأهل للمونديال القادم .
عمل جبار ينبغي أن يؤسس لمرحلة جديدة من التعاطي مع لعبة كرة القدم الشاطئية بجدية تعزيزا للمكاسب عبر إنشاء بني تحتية ملائمة و إرساء دوريات محلية للإرتقاء باللعبة و يعزز من انتشارها وطنيا و علي نطاق واسع .
مما سبرفع من سقف الطموح في قادم البطولات والمناسبات الرياضية .
ما تحتاجه كرة القدم اليوم أيا كانت هو لفتة خاصة و دعم مستمر و تشجيع و رعاية .
خاصة في زمن الإنصاف و تمكين الشباب
بغية الوصول إلي المقاصد و الأهداف الرامية لتعزيز المكاسب و خلق بيئة مناسبة للإستثمار في رياضة كرة القدم .
خاصة أن كرة القدم استطاعت عبر سرعة انتشارها و إستقطابها لشعوب العالم بمختلف انتماءاتهم و طوائفهم و أعمارهم
أن تجعل منهم حالة تعكس مدي التلاحم الوطني و الإنتماء للوطن و الهوية الوطنية الجامعة بعيدا عن الإنتماءات الضيقة الأخري .
مبروك علي الإنجاز التاريخي.