مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

لماذا العراق ... (4 و الأخير)/ بقلم محمد فاضل سيدى هيبه

إذا كان سيدنا عمر قد وصف العراق بأنه "جمجمة العرب" فلانه أدرك محورية هذا القطر فى الكينونية العربية كما أسلفنا، قديما و حديثا .. الفاروق رضي الله عنه ليس كمثل أي أحد. خَبِرَ العراق كرجل دولة، و كفاتح له لمرتين، وكشاهد على حقبة غنية من تاريخه ... إذا تقررت عندنا مُسلَّمة أن هذه الأمة، الأمة العربية، ولاَّدةٌ أصلا بالرجال العظام، فلا مانع من ذكر بعض العراق المعاصرين الذين تركوا على صفحات التاريخ بصمات لا تنمحى. من هؤلاء الرعيل الذى حرر القطر والانسان العراقي من نظام الجواسيس و شركات النفط الامبريالية، وبنى قاعدة اقتصادية و علمية وعسكرية .. بل كان طموحه يتعدى القطر العراقي إلى الوطن الكبير. كل هذه الأمور قد أفزع الأعداء فكان ما كان من ردات فعلهم الهمجية. من ضمن هذا الرعيل رجال ليسوا كالرجال، كوادر حزب البعث و نظامه. و على رأسهم خالد الذكر الرفيق الشهيد صدام حسين ./.
فى الهامش : 
1-الحديث عن العراق لا تكفيه مجلدات. الهدف منه هو إثارة جزء هام من الذاكرة القومية، و ليس تحيزا لقطر من أقطار الأمة و تقليلا من شأن الأقطار الأخرى. العراق هو كالسودان أو فلسطين أو موريتانيا أو الأحواز أو اليمن أو عُمان أو الامارات ... كلهم سيان. المعيار الوحيد هو فى التموقع بالنسبة إلى طليعة التحرر و لأهداف الستراتيجية للأمة .. لا شك أن العراق و فلسطين ظلا يقودان النضال القومي إبان القرنين العشرين و الواحد و العشرين. فى انتظار أن يلحق بهما الاقطار الاخرى، فتكتمل بذلك الوحدة المنشودة فى لهيب النضال و ليس بواسطة تجميع ميكانيكي لهذه الاقطار ذات الهويات المزيفة، على غرار الجامعة العربية 
2-لا يغيب عن ذهننا أن مثل هذا الحديث الموغل فى "التفاؤل"، بل الطوباوي يعتبره البعض مِن مَن لَبَّست عليهم النزعة القطرية و أنستهم رحابة الأرض و الفكر، يعتبرونه حديثا ماضويا غير واقعي و لا يأخذ بالاعتبا "التطورات و التغيرات الجييوسياسية" !.. صحيح أن الجمود قاتل، لكن صحيح أيضا أن المبادئ السامية كالوحدة و الحرية و الاشتراكية لا تتعارض مع النظرة الدناميكية للتاريخ و لاندعو للجمود و لا لتجاهل متغيرات الواقع و العلاقات الدولية. دولة الوحدة ستكون - فى  رأيي - أكثر مواكبة لتطور المجتمع البشري و أكثر أممية مثلا من دعاة الاممية القليديين  الشيوعيين و الإسلامويين
3-لست متشائما بمصير الأمة العربية مثل الكثيرين من المحبطين حاليا و المشفقين من وضع هذه الأمة الراهن الذى لا يدعو بالفعل للتفاؤل. أظن أن سبب هذا الاحباط عندنا نحن الموريتانيين هو بالذات لعنة القُطرية، حيث لا نرى من الغابة العربية و تفاعلاتها إلا الشجرة التى نقف وراءها .. أما تفاؤلي أنا فمبنيٌ على ثوابت ليست عاطفية فحسب، لكن منها كذلك المقدرات الروحية و الثقافية الحضارية التى تختزنها هذه الأمة. و منها أمور موضوعية أخرى مثل شساعة مساحتها (حوالي 14 مليون كم²)، و وزنها الديموغرافي (حوالي نصف مليار من البشر)، و على مواردها الطبيعية المتنوعة الهائلة .. 
٥-أعول أكثر من هذا كله على العبقرية الكامنة بالقوة فى الشعب العربي لكنها لم تخرج بعد لنور الفعل، لأسباب عديدة يضيق المقام عن الخوض فيها.

أحد, 18/08/2024 - 20:29