في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، صعقت بحقيقة مرة، حين اختارك رب العزة لجواره في جنة عرضها السماوات والأرض. كنت أعلم أنك سترحل عنا لكن لم أتوقع أن تكون لحظة رحيل العلم والأخلاق والسخاء والعقل والحكمة والتضحية من أجل هذا الوطن قد حانت.
لايمكن أن ننسى أو تنسى موريتانيا أب وأيقونة الدبلوماسية، السفير الذي بذل الغالي والنفيس لمصلحة بلده ووطنه موريتانيا.
أول سفير لموريتانيا في دولة الإمارات العربية المتحدة، الدبلوماسي المحنك والذي كان له الدور الابرز في إرساء العلاقات بين البلدين وخاصة في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد سلطان آل نهيان.
ثاني سفير لموريتانيا في ليبيا والذي كان له الفضل في دخول بلادنا إلى جامعة الدول العربية.
كما كانت له علاقات جيدة مع الزعيم العراقي المغفور له صدام حسين، حين كان سفيرا في بغداد أواخر الثمانينات....
إنه والدي ولي الحق بأن أفتخر برجل كان من المؤسسين العظماء المساهمين في بناء الدولة الموريتانية أخلاقا و نهجا تربويا،في مسيرة حافلة بالعطاء تقلد خلالها عدة مراكز قرار..الخ
كان في صحبة الأستاذ صاحب الفخامة المختار ول داداه، بالإضافة إلى مصاحبته لبعض العلماء الأجلاء مثل العلامة محمد سالم ول عدود، والعلامة حمدا ول التاه.
لم يغير كل ذلك، في أخلاقه ولاتواضعه ولاتعامله مع كل من تعامل معه، كان نعم الأب ونعم الصديق ونعم المربي ،كان دائم العطاء سخاء دون من ولا قيد أوشرط، سوى التوجيه والإرشاد الحسن، لايخلو صاحبه من الظرافة والحنان،والصرامة في نفس الوقت،كان مجدا مثابرا محبا للثقافة مقدرا ومحترما لأصحابها.
اللهم اجعل جميع ماقام به من فعل أوصدقة أوتصرف خالصا لوجهك الكريم. اللهم أغفر له وأجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والشهداء والصالحين، اللهم بارك في ذريته والحقهم به باحسان.