قراءة في بعض مضامين خطاب افتتاح حملة الأخ المرشح للرئاسة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني/المهندس أحمد سالم ولد عبد الرؤوف/وزير سابق للتجهيز و النقل
لقد اتسم خطاب الافتتاح المذكور أعلاه بالشمولية و الواقعية و برزت تجربة الرئيس المرشح لولاية ثانية ماثلة للأعين، مما يطمئن علي تصحيح و رأب ما يكون قد حصل من كبوة (ملازمة لأي عمل بشري) في المأمورية المنصرمة.
سأتناول بإيجاز محورين اثنين من الخطاب هما :
(ا) الأمن بشقيه الداخلي و الخارجي
(ب) اللحمة الوطنية و العدالة الإجتماعية، ثم أخلص إلى الإنطباع العام من الخطاب.
ا) لقد تناول فخامة الرئيس المرشح أهمية الأمن و كونه مكسب لا تواني في تعزيزه و توطيده لكونه خط أحمر لا تهاون مع من تسوّل له نفسه تخطيه، لما في ذلك من ضمان لاستمرارية التنمية بل و استمرارية الحياة في الدولة أصلا.
و تطرق للأمن الداخلي و الدور الذي لعبته التهدئة السياسية و نبذ تخوين المعارضين لا بل أكثر من ذلك لقد حث علي اعتبارهم إخوة لهم وجهة نظر لبناء البلد مختلفة عن التي لدينا و لهم الحق كل الحق في احترام أراهم. كما ذكر منح السلطة الرابعة فضائي حرية و مسؤولية في إطار القانون مكناها من تبوء المركز الأول في العالمين العربي و الإفريقي و ذلك لأول مرة في تاريخ البلاد. أضف إلى ما سبق استفادة أكثر من مليون و خمسة مئة مواطن من الفئات الهشة من خدمات التآزر، و هو لعمرى جهد في صميم الأمن الداخلي إذ أن مكافحة الفقر تضمن من بين أمور أخرى تحصين المستفيدين من التجنيد داخل انحرافات و انزلاقات في أتون التطرف و الإرهاب و كذى الجريمة المنظمة من شبكات للمخدرات و غيرها.
أما التحصين الأمني الخارجي فلم يقتصر على ما أنجز من تحسين و تهيئة و تكوين لقدرات قواتنا المسلحة و الأمنية فقط، بل تعداه إلي إرساء دبلوماسية ناعمة و نشطة في آن، مما ضمن و يضمن استتباب و استدامة العلاقات مع دول الجوار و كذى المحيط الإقليمي و العالمي.
ب) اللحمة الوطنية و العدالة الاجتماعية : لقد تبوأ هذا المحور قسماً هاماً من خطاب فخامة رئيس الجمهورية الأخ المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، و ذلك بالتأكيد على الدعم المادي للأسر المتعففة رغم الكلفة الباهظة و رغم بعض الإنتقادات و ذلك لقناعته الراسخة برمزية هذه المبالغ من حيث طمئنة المتلقي و شعوره بأن دولته مهتمة به و أبعد ما تكون عن نسيانه.
و لعل من أبرز ما تم في هذا الإطار هو المدرسة الجمهورية لما تمثله من لحمة وطنية من جهة و من تقسيم للثروة من جهة أخرى، نعم إن توحيد التعليم لأطفال الجمهورية يعتبر أحد أهم مظاهر تقسيم الثروة بين المواطنين و إن بشكل غير مباشر، ذلك أن أبناء جميع الطبقات الإجتماعية و الفئوية تتاح لهم نفس الحظوظ في التعليم و بالتالي نفس القدرات و الامتيازات.
جانب آخر أكد عليه المرشح في خطابه له أهمية بالغة في كسر الحواجز بين المواطنين و الإستفادة من التنوع العرقي لبلدنا و جعله كما ينبغي أن يكون مصدر قوة ليس إلا، ألا و هو ضرورة الإرتقاء بلغاتنا الوطنية و حث فخامته في هذا الصدد على أن يتعلم كل فرد لغة وطنية إلى جانب لغته الأم.
و في الأخير فإن المتتبع المتمعن في الخطاب يخرج منه، حسب رأيي، بما يلى :
1. طموح معقلن نابع عن تجربة لبلوغ أهداف واضحة و محددة سلفاً.
2. الإصرار على تجنيد المواطنين كافةً نحو البناء مع توفير الجهود له وحده (أي البناء) عوضا عن تبديدها في الصدامات البينية و الخلافات العقيمة.
3. توزيع للثروة بصفة مستدامة و محاربة الفساد بتفعيل المؤسسات الرقابية.
4. العمل على دولة قانون و مؤسسات ينعم مواطنوها بالنماء و الإستقرار و فصل للسلطات، أي باختصار، دولة حكامة رشيدة.