بقلم سيدي عبد الله ولد ادومو
قال الشاعر أبو العتاهية يوما مخاطبا احد الحكام
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا *** غداً عند الإله من الظلوم
أما والله إنَّ الـظُّـلـم شـؤمٌ *** وما زال المسيء هو الظَّلوم
نفس المقولة تتكرر اليوم على لسان ساكنة مقاطعة توجنين و بالأخص اهالي حي بوحديدة الجنوبي المرحلين الذين تم خداعهم والتلاعب بمصيرهم من طرف جهات رسمية كان ينبغي فيها ان تكون لهم العون والسند ( وزارة الإسكان ’ ووكالة التنمية الحضرية لادي)
مع مطلع العام 2015 شكلت الحكومة الموريتانية لجنة برئاسة حاكم المقاطعة لإجراء عمليات التنفيذ بتوجنين ’ وبالتالي حسم نزاعات الكزرة العالقة بين المواطنين في حي بوحديدة منذ ازيد من 8 سنوات
هي خطوة جبارة تذكر فتشكر’ لكن المشكلة والكارثة ليست في الشكل الظاهري للخطوة ’ بل ان الكارثة تتجسد في التفاصيل فعملية التنفيذ في بوجديدة رغم اهميتها ساقت معها ازمة انسانية صعبة للغاية نتيجة التخبط
فقد عمدت السلطات الإدارية في توجنين الى تشريد المئات من الأسر بحي بوحديدة بعيد المداخلات ’ فقرابة 200 اسرة تم ترحيلها ولغاية اليوم لم يمنح هؤلاء المرحلون أي مأوى بديل يقطنونه رغم الحاجة الماسة والفقر
هذا مع العلم ان القطاع 21 قد تمت تهيئته واستغلاله منتصف العام الماضي خصيصا لتفادي هذه الكارثة وتوزيعه على سكان بوحديدة ’ هكذا كان البرنامج وهكذا عقد المرحلين العزم
ليتفاجئوا بعد عام من الصبر بخطة حيكت في الكواليس وليتم بعدها استبعادهم عن القطاع وحظر امتلاكه عليهم
وتقوم لادي بالإنفراد به وعرضه بالمزاد الخفي على السماسرة ورجال الإعمال
اليوم وبعد طول انتظار لازال فقراء بوحديدة يرابطون امام مكتب الترحيل بملح لمطالبة مديره ولد الغزواني باسترداد حقهم المسلوب في 21
وهذا الحق المسلوب ليس فيلا فاخرة ولا عمارة مشيدة وانما مجرد قطعة ارضية بفلات من البقاع كتعويض بسيط من السلطات لهم عن الخسائر
ولد الغزواني يعي هذه الحقيقة جيدا ويوقن بشرعية المطلب ’ لكنه لايبالي به ولا يتطلع حتى لحله وان اجتمعت انواكشوط امام مكتبه بملح
وللأسف فإن مثل ولد غزواني في الإحتقار بالضعفاء هو تمام كمثل وزير الإسكان سيدي ولد الزين الذي لم يجد عن العبث والكذب بدا فخرج قبل يومين بمؤتمر ينفي فيه عدم شرعية الأوراق واحصاءات السكان المرحلين للقطاع 21 ومتوعدا اياهم من المتضررين بالحرمان
تصريح اهبل وغبي ولا انساني مثل صاحبه الوزير الذي يريد من خلاله مضاعفة مأساة ومعاناة فقراء عزيز فيما يبدو ’ ويبدو ان عهد الفقراء قد ولى مع المأمورية الأولى للرئيس عزيز هكذا يبرهن الوزير ’
من هنا يصيح المئات من الفقراء والمطحونين في بوحديدة امام مكتب الترحيل بملح ’ هل حقا نسينا رئيس الفقراء؟