مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

موسيقي بمعني الإبداع/ بقلم: اباي ولد اداعة

لعل من ميزات الموسيقي الموريتانية من حيث الشكل و اللون كونها مقامية، إذ لكل مقام تأثيره في النفس و يثير الإنفعالات خاصة لدي المتلقي .

إضافة إلي ما يحدثه التآلف و التناغم الحاصل بين الكلمات من جهة ( شعرا فصيحا أو شعبيا ) و مقامات الموسيقي التقليدية من جهة أخري .

و أتلوه شعرا ذلك الأدب الحلوي ..

فإمتزاج الجمال مع الموسيقي و الإبداع و الطبيعة الخلابة و الوجه الحسن يجعل الشخص يعيش في عالم جميل و جميل جدا .

قد يتساءل البعض لماذا موسيقي الثنائي المخضرم و المقتدر دائما سدوم ولد أيده

أطال الله في عمره وأيقونة الفن الراحلة ديمي بنت آب رحمها الله .

مازالت تفرض سيطرتها علي آذان المتلقي و المستمع داخل مجتمع البيظان في ربوع موريتانيا و خارجها ؟!

لأنها بالمختصر المفيد ،

أغاني و كلمات ذات إيقاع هادف و دلالات عميقة تثير الشجون و الذكريات و تعبر عن الحنين إلي الماضي .

أسست لعصر ذهبي كرس قيم التعايش و التسامح و عزز من اتساع معانيها النبيلة داخل المجتمع .

مسار تعاطي معه كل الموريتانيين و تألقت فيه الموسيقي التقليدية الموريتانية رغم بساطة الحياة و ضعف الإمكانيات .

و ارتبطت مسيقاه الهادفة و الهادئة أيما إرتباط بأغراض الغزل و المديح النبوي و الوطن والأرض و الإنسان و الطبيعة.....

وجدت كثيرا من أصداء القبول و الإمتنان داخل الأوساط الإجتماعية أنذاك

و أثارت في النفوس مشاعر مختلطة ما بين السعادة و الألم و الشجون و الحزن .

هي حنين إلي الأشخاص الذين فقدناهم إلي الأماكن الخالية إلي أيام الطفولة البريئة إلي أصدقاء الزمن الجميل إلي العلاقات الإجتماعية القوية إلي بساطة الحياة إلي التفاصيل الصغيرة .

قد يكون الحنين إلي أنفسنا شكلنا ملامحنا أعمارنا و أحلامنا التي طوتها عاديات الزمن .

الأمر الذي ربما يجعلنا نستشعر بجماليات الأشياء بعد انقضائها أكثر من إستشعارها أثناء اللحظة في زمانها و مكانها .

لا شك أن الثنائي سدوم و المرحومة ديمي قد شكلا مصدر سعادة و فرح و هناء لمجتمع البيظان أينما حل و أرتحل .

تغنا لكبار شعراء و أدباء البلد و لقصائد الشاعر السوري المبدع نزار قباني الذي بات لكل قصيدة من شعره مغناة بعدا آخر ،بحكم الذائقة الشعرية الفطرية الموريتانية و ما خلقت حينها من تفاعل لا إرادي مع المضمون و المقصود .

كما أن أداءهما الغنائي و الفني قد ساهم في رسم لوحة صوتية فنية رائعة تحكي صداء الماضي و تنقل الحاضر إلي آفاق المستقبل .

في حين نلاحظ داخل المشهد الوطني شبه قطيعة مع هذا الموروث الفني و الثقافي في ظل تراجع الأغنية التقليدية الهادئة و الهادفة أمام صعود الأغنية الصاخبة و الساقطة في زمن راجت فيه صناعة التفاهة و تصدر الأغبياء و التافهون المشهد و تلاشت عبره القيم المجتمعية .حفظ الله موريتانيا

أحد, 26/05/2024 - 12:59