أعتمدت التلفزة الموريتانية خلال الأسبوع المنصرم حلقة نقاش رفيع المستوي حول موضوع الطاقة و علاقتها بالتغير المناخي .
عنوان واحد أشبع نقاشا في نسختين متباينتين لغة .
نسخة بالعربية ضمن حلقة جديدة من برنامج ساعة نقاش أدارها بجدارة الإعلامي الشاب المتميز سعدنا حب الله .
حضرها تواليا كل من السادة عبد الفتاح سيد محمد المدير التجاري المركزي بالشركة الموريتانية للكهرباء و الدكتور مولاي السالك احمد شريف مدير الدراسات و البرامج و التعاون بجهة انواكشوط و كذلك الشيخ ابحيده محمد العاقب المسؤول التقني لمشروع المناخ بجهة انواكشوط أيضا
ما ميز هذا النقاش في عمومه هو شمولية الطرح لدي ضيوف الحلقة و التشخيص القيم و المعالجة و التصوير الدقيق الذي أحاط بالموضوع من كل الجوانب .
أما النسخة الفرنسية Partie française فهي
la chronique émission Télévisée Zoom Sur, sous-titre Énergie et changement climatique.
représentée par Mme N'daye sow sidi.
Avec la participation remarquable des invités Mr abdelvetah sidi Mohamed Directeur commercial central à la SOMELEC , Mme Fatimetou Boukhreiss Directrice du Transport et l'environnement Région de Nouakchott ,et également Mr Brahima Ba partisan l'environnementalisme au projet phase 3 à la région de Nouakchott.
تأسيسا لما سبق و أثير من نقاش شيق أرتأيت أن أعرج علي هذا الموضوع من زوايا مختلفة لما يشكل من أهمية وطنية و إسهاما منا في إثراء الساحة الوطنية و رفع اللبس عن بعض المفاهيم الخاطئة لدي البعض أسست لممارسات سيئة في ضوء الجدل الحاصل حول قضايا الإحتباس الحراري .
إن التغيرات المناخية هي الإختلالات الحاصلة في العوامل المناخية علي مستوي الكرة الأرضية أو في مناطق محددة منها و التي تحدث علي مدي زمن طويل أو قصير .
هذه العوامل تشمل درجة الحرارة ،الرطوبة، ،الرياح، هطول الامطار، الضغط الجوي ، التيارات المائية و التركيب الكيميائي للغلاف الجوي .
يحدث التغير بسبب ظاهرة الإحتباس الحراري التي تحصل و تحدث نتيجة تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض الناتجة من حرق الوقود الأحفوري ( الفحم ، النفط ، الغاز ) الذي يعد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي إذ يمثل أكثر من 75% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية و 90% من جميع إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون .
من جهة أخري تبدو العلاقة بين قطاع الطاقة و تغير المناخ متبادلة و متداخلة إلي حد بعيد .
حيث يؤثر كل منهما في الآخر .
فقد أدت زيادة الطلب علي الوقود الأحفوري بالأخص في العقود الماضية إلي زيادة الإنبعاثات الكربونية .
مما نجم عنه ظاهرة الإحتباس الحراري و تغير المناخ العالمي .
و اللتان ربما تتجلي و تتضح آثارهما بشدة علي العالم في العقود المقبلة.
بينما من المحتمل أن تتأثر البنية التحتية لقطاع الطاقة سلبا بالتغير المناخي نظرا لظروف الطقس الحاد التي ستعطل بدورها مرافق إنتاج و نقل الطاقة الكهربائية .
يتسبب توليد و إنتاج الكهرباء و الحرارة عن طريق حرق الوقود الأحفوري في جزء أكبر من الإنبعاثات العالمية .
بالإضافة إلي التصنيع و قطع الغابات .
كما أن حركة السيارات أيضا هي مساهم رئيسي في تغير المناخ .
إذ تبعث الغاز العادم الذي يتراكم في غلاف الأرض الجوي مما يجعله أكثر كثافة فيؤدي ذلك إلي أن بعض أشعة الشمس التي تنعكس لا تمر عبره .
بدلا من ذلك ترتد هذه الأشعة نحو الأرض و تعطي المزيد من الحرارة .
مما يعني أن الأرض ستصبح أسخن مما تكون عادة .
ففي سياق أعم أكد تقرير الخبراء الدوليين حول تطورات المناخ و الإنحباس الحراري جليا حجم الأخطار المحدقة بنا و الجدل الحاصل حول حتمية غرق عاصمتنا الفتية انواكشوط الحاضنة لنصف سكان البلد
مما يولد دائما خوفا ورعبا داخل الأوساط الشعبية و في نفوس ساكنة العاصمة انواكشوط .
في ظل تجاهل خطورة الوضع و الفوضي العارمة في طرق إستغلال و نقل الرمال للاستعمال المحلي في عمليات البناء و التي كانت تشكل حزاما واقيا و سدا رمليا طبيعيا يمنع حدوث فيضانات أو تسرب أو صعود مستوي مياه البحر
هذا بالإضافة إلي عوامل التعرية خاصة في ظل غياب غطاء نباتي .
فمدينة انواكشوط تم اشييدها علي مستوي أرضي منخفض أقل من مستوي سطح الماء و ما يترتب علي ذلك من خطورة .
ربما لأسباب تتعلق أساسا بعمليات وطرق توزيع القطع الأرضية قبل إستصلاحها و الظروف التي أكتنفتها أنذاك .
أو لأن عمليات البناء و التشييد جاءت بمجهود فردي لم يراع إطلاقا المعايير الفنية العمرانية .
إن مصادر الطاقة المتجددة تبقي الملاذ الوحيد أمام الدول لتحقيق الإكتفاء الذاتي في جميع مناحي الحياة بما يحافظ علي المناخ من الأضرار .
ضمن تدابير مقترحة و ذلك بهدف تعزيز دور الطاقة المتجددة في الحد من تغير المناخ في العالم .
في حين نجد أن أهم الحلول لتقليل التغيرات المناخية هي : -
‐ رفع الوعي البيئي داخل الأوساط الإجتماعية .
‐ التشجيع علي توفير الطاقة المنزلية بدل قطع الغابات .
‐ تقليل الملوثات قبل أن تنتشر في الغلاف الجوي .
‐ تقليص الإعتماد علي النفط كمصدر أساسي للطاقة .
‐ إستتغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية و طاقة الرياح .
‐ ابتكار مصانع و آلات صديقة للبيئة.....الخ .
حفظ الله موريتانيا