صرخة وطنية ونداء من أعماق الأحياء الشعبية لجذب إهتمام القائمين علي شأن رياضة كرة القدم و إستقطاب محبي لعبة الكرة المستديرة . هي التي أطلقها بعفوية تامة شاب عصامي
يمارس مهنة التدريب بالفطرة و الهواية من داخل أحياء شعبية تفتقد إلي أبسط مقومات الحياة الرياضية .
يتمتع بمستوي عال من الطموح و القدرة علي التوجيه وسط جمع من الأطفال بغية غرس الثقة وزرع قيم المواطنة و الأخوة و المحبة و التعليم في نفوسهم و خلق الرغبة لديهم لممارسة لعبة كرة القدم .
من باب الإعتناء بالمواهب الرياضية و تطوير إمكانياتهم بمبادرة شخصية من أجل بناء وخلق فريق رياضي منضبط و محترف تحت مسمي اتحاد توجنين. خطوة وطنية نموذجية في الإتجاه الصحيح تستوجب كل الإشادة و التثمين و التشجيع و الدعم .
لاقت إعجابا واسعا و ترحيبا وطنيا عبر وسائل التواصل الإجتماعي و تجاوبا سريعا و دعما ميدانيا و مؤازرة و إهتماما شخصيا من رئيس الإتحادية الموريتانية لكرة القدم السيد أحمد ولد يحيي . و كأن القلب وجد ضالته بعد عناء طويل .
لفتة كريمة و مبادرة طيبة من رئيس الإتحا.دية الموريتانية لكرة القدم تذكر فتشكر .
إن من بين دعائم الحركة الرياضية الوطنية ما يسمي بالرياضة القاعدية أو المدرسية التي هي موجهة أساسا للطفل أو للتلميذ في مختلف أطوار التعليم حيث تعمل هذه الأخيرة علي وضع الخطوة الأولي للطفل و التوجيه الصحيح له .
مما يساعده في المستقبل أن يكون رياضيا بارزا .
يمكن أن يساهم في بناء المنتخبات الوطنية و تمثيل البلاد في المحافل الدولية .
لعل ذلك ما تجسد أنذاك علي مستوي فعاليات النسخة الأولي من بطولة الأحياء لكرة القدم 2022 م تحت شعار الرياضة في خدمة التنمية وتدعيم اللحمة الإجتماعية برعاية وزارة الثقافة والشباب والرياضة و بإشراف مباشر من الإدارة العامة للرياضة بالتعاون مع الإتحادية الموريتانية لكرة القدم.
شكل نقلة نوعية حينها في تقريب تنظيم البطولات من المواطن البسيط و من داخل عمق الأحياء ومن خلال الساحات والباحات السائبة أو المنسية و تسخير الرياضة لأغراض التنمية و المحبة و السلام و خلق وعي كروي في الأوساط الإجتماعية مما ساهم في تعميق وتأصيل اللعبة و توسيع دائرة التشجيع لتشمل العائلات والأسر التي بدورها حفزت و دفعت بأبنائها نحو ممارسة رياضة كرة قدم تشجيعا ودعما للإقبال علي الرياضة القاعدية الناشئة .
حيث أن المشاركة المنتظمة في الأنشطة الرياضية و البدنية توفر فوائد إجتماعية و صحية شتي و تغرس لدي الأطفال صغار السن خيارات أساليب حياة صحية و تساعدهم علي أن يبقوا
نشيطين بالإضافة الي قدرة الرياضة علي تنشيط الصحة العقلية الإيجابية و التطور الإدراكي والتخفيف والتقليل من تأثيرات حالات الإكتئاب و القلق لدي البعض.
في حين تعتبر بطولات و دوريات الأحياء في هكذا مناسبات بوابة رئيسية نحو النجومية و فرصة سانحة لإكتشاف مواهب ناشئة في كرة القدم من خارج الأنظار ومنحها الفرصة لإبراز طاقاتها و مواهبها بغية إنضمامها للفرق المحلية.
حيث نجحت هذه البطولة في إستقطاب عدد كبير للغاية من اللاعبين الصغار الراغبين في تطوير مهاراتهم كما نجحت ايضا في تعويض غياب الفضاءات الرياضية في الأحياء و تمكنت من أن تقوم بدور اكبر و أكثر أهمية من دور الأندية المحلية في مجال التكوين القاعدي .
يجب أن لا تقتصر اهمية هذه الفعاليات علي تنمية روح المنافسة و تطوير المهارات لدي لاعبين صغار السن فقط بل ينبغي أن تشكل فرصة لتنظيم دورة تكوين لفائدة مكوني ومؤطري اللاعبين الناشئين بإشراف مختصين معتمدين لدي الوزارة الوصية وكذلك الإتحادية الموريتانية لكرة القدم مما قد يساهم في تقوية قدراتهم وخبراتهم ميدانيا.
لعل ذلك ما أقترحه رئيس الإتحادية الموريتانية لكرة القدم في إطار مؤازرته لهذا المدرب الشاب الطموح و سط أبناء فريق اتحاد توجنين المحروسة .
بينما يظل الإستثمار الوطني في رياضة كرة القدم مطلبا ضروريا و فرصة متاحة للجميع
بغية الإنخراط في إستثمار واعد والنهوض بالقطاع الرياضي والخروج به من رحم المعاناة.
و في الأخير عكست هذه التجربة نجاح الجهود المبذولة و اهتمام القطاع الوصي و سعيه في إرساء سياسات ناجعة للنهوض بكرة القدم القاعدية وإبراز أوجه و مواهب سيكون لها شأن كبير في قادم المناسبات داخل المشهد الرياضي الوطني إن شاء الله.
في انتظار تبني هذه التجربة ضمن خطة عمل موسمية بإنتظام و علي نطاق واسع داخل الوطن .
طابت أوقاتكم.