الوجيه السياسي والشخصية الروحية الدكتور أحمد خليفة نياس يعلق على زيارة الرئيس السينغالي لموريتانيا

قام الرئيس السنيغالي باسيرو ديوماي فاي بزيارة رسمية إلى موريتانيا  الخميس الموافق 18 بريل2024. ومع يطبع هذه الزيارة من عمق العلاقات بين البلدين إلا أنها يمكن أن تعتبر من حيث التاريخ عودة إلى الجذور.

 فإن  جذور التي ينحدر منها الرئيس السنغالي تسمي السيرير قد عاشوا لفترة طويلة في منطقة أطار في موريتانيا. أطار هي واحدة من أولى ثلاث مدن في موريتانيا. وهي تقع على بعد أربعمائة كيلومتر شمال نواكشوط. في عام 1088م، كان ملك السيرير، أماكودو ديوف فاماك، يقاتل في معركة ضد جيش المرابطون (المعروفين اليوم باسم المنتخب الوطني الموريتاني).

شهدت هذه المعركة انتصار ملك السيرير الذي أطلق سهمًا مسمومًا أصاب عبد الباقي بن عمر في صدره، مما أدى إلى موته فورًا. كان ابن عمه  يوسف بن تاشفين قائد القوات المرابطية. سيؤسس في وقت لاحق مدينة مراكش.

منذ ذلك الحين، بدأ السيرير في التراجع جنوبًا. من جهة بسبب الأسباب المناخية لأن هذه المنطقة بدأت تجف. ومن جهة أخرى بسبب الاشتباكات المتكررة مع المغوليين المسلمين. وهكذا، قام السيرير برحلة طولها ألف كيلومتر استغرقت ما يقرب من ألف عام.

بين أتار، مهد السيرير في موريتانيا، ودياخاو، استغرقت الرحلة ما يقرب من ألف عام. شهدت هذه الرحلة من الشمال إلى الجنوب عدة توقفات بما في ذلك قرية أماندور بالقرب من مدينة تيجونت (مئة واحد عشر كيلومترًا بين روسو ونواكشوط) ومدينة كرمسين (على بعد عدة عشرات من الكيلومترات شمال سان لويس). بالإضافة إلى المرور عبر بحيرة شمامه. تعتبر هذه البحيرة مثيلة لبحيرة جوير في السنغال. كانت أيضًا خلف بحيرة ماما نغيج السنغالية. اليوم يُطلق عليها بحيرة شماما. حيث اختفى "نغيج". هناك أيضًا ندربكها، قرية سيريرية قديمة على بحيرة شماما التي أطلقت عليها فيما بعد اسم ندار (سانت لويس، العاصمة السابقة لموريتانيا والسنغال). حيث اختفى "باكها".

بالتالي، كان السيرير موريتانيين قبل أن يكون سنغاليًين. فهم جزء من تاريخ موريتانيا. عبر ألف عام، كان السيرير فقط موريتانيين. لذلك، تعتبر هذه الزيارة الرمزية نتاج لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين السنغال وموريتانيا. هذه الأخيرة هي بلدي الثاني الذي جاءت منه أمنا سالمة، سيدي لمين، وأنا.

إنها زيارة الأخوة و الجوار لكنها أيضًا زيارة للتاريخ. الشعوب القادمة من الشمال (من خلال موريتانيا عب  النهر السنيغالي)، بما في ذلك السيرير والهال بولار والفولاني والسونينكي..

ما تم ذكره هو مجرد تفكير تاريخي في عمق العلاقات بين البلدين. على وجه التحديد مع ما لا يشتبه به أحد ليقول أن السيرير ليسوا من سين سين ولكنهم موريتانيون.