في رثاء الفقيد السيد الفاضل محمد ولد سالمه ولد أغربط تغمده الله بواسع رحمته

في رثاء فقيد الشقرويين الفاضل المفضال محمد ولد سالمه ولد أغربط الشقروي رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

يضيقُ له صدري.. ولا ينطلق بهِ

لساني ..واعياني رِثاؤك يابنَ عمْ

ولوْ جاء هارونٌ وسحبانُ وائلٍ

وحسَّا بما أحسستُ لنْ يُفصِحا ولمْ

أَأرثيكَ بالاسماءِ لوْ كنتُ آدَمَا

وعُلِّمتُها ... أَعيَى رثاؤك لِلقلمْ

أأرثيك بلأفعالِ بعدَكَ وَزنُها

على "فَعِلَ" المكسورِ عيْنًا من الألمْ

وما الحرفُ إلاّ في مطالعِ سُوّرٍ

حقيقا كَ(حٰٓمٍٓ )وكالنونِ في (القلمْ)

وليسَ كلام الضاد الا باسمها

وبالحرفِ والأفعالِ في اللفظ"كاستقم"

أأرثيكَ بالاشعارِ في جوفِ كعبةٍ

أُعلِّقُها تُنسِي لِما قيلَ في القِدَمْ

اارثيكَ بالأرقامِ كيفَ حسابُها

إذا تنتمي (ما لا نهايةَ) للعدَمْ

اارثيك بالألوانِ في سِحرِ ريشةٍ

تداعِبها الاطيافُ ..ترسمُ بالحُلم

أأرثيك في أوتارِ ناي أنينُها

إذا ما بكى أبكى لمن قلبُه صَنَم

أارثيكَ في رمز الإشارة لوَّحتْ

يدايَ به أبكتْ لمنْ عندهُ صمم

عجزتُ فلم اسْطَعْ رِثاءكَ كُلَّما

هممتُ فلاَ تنبسْ لفقدِك بنتُ فَمْ

أيا نجلَ سالُمَّ الشريفِ ويا علمْ

على رأسِهُ نورٌ ومَن نورَه أتمْ

الستَ الذي في الليل يعبد ربهُ

يقوم له حتى تفطرتِ القَدم؟

بلى انتَ . ام لستَ الذي في هواجِرٍ

يصومُ فلا يُفطِرْ ويُفطِرُ إنْ حَرُم...؟

بلى انتَ.. أم لستَ الذي عن شِمالهِ

كََتومٌ فلا تدري بيمناهُ مِن كرَم

بلى انتَ ..من يسألْ بنفي فذِي بلَى

وإقرارُ ما اخبرتُ عنكَ بهِ نعم

أيبسمُ للضيف الثقيلِ إذا أتى؟

وقد عسعسوا باليلِ قلت لهم .. بسَم

جوادٌ وليس الجودُ من فِضلِ ماله

ومن شابهَ الأباء في الجودِ ما ظلَم

أيكظَمُ إنْ يغضبْ من الناسِ غيظَهُ

ويعفو ، لهمْ يُحسِنْ ؟ فقلتُ لهمْ كظَم

وقلتُ لهم يعفو إذا كان قادرا

ويحسنُ إن ساءوا وما ذمَّ من يذم

حليم، واواه، منيب لربه

إذا خاطب الجهّالُ سَلّمََ أو حَلم

ايعزِم بعد الرأي إن كان صائبا

فقلت لهم -بعد المشورة-؟ أي نعم

ووصال ارحام يَبُّل بلالها

وليس معاذ الله من يقطع الرحم

ويشهد أن الله لا رب غيره

وزكى وصلى صام ، حج إلى الحرم

فديناك بالارواح - لو كان زهقها

ليفديك - بالاولاد والحمر من نعم

أتمِّامَ أفعالَ الجميلِ محبةً

وما كلُّ هاو للجميل له أتم

سألتكِ بالله الذي أنتَ تيمُه

ألَقَّاك بالنعماءِ من أسبغَ النعم

وادخلكَ الفردوسَ دارَ مُقامةٍ

بلا نَصَبٍ فيها ولا موتَ أو هرَم

أتلكَ التي عرشَ الرحيمِ تعلَّقتْ

علِقتَ بها وصلاً ألاقتَك تبتسمْ

سقتكَ الغوادي مربعًا ثم مربعا

سِجَالا وَتَهْتاناً ووَبْلاً من الدِيَّمْ

عليكَ سلامُ الله في عدِّ خلقهِ

رِضا نفسِه يا منْ هوَى نفسَهِ لجَم

صلاةً على المختارِ من آلِ هاشمٍ

وأفضلِ مخلوقٍ من العُربِ والعجَم

صلاةً بها تُقضى الحوائجُ كُلُّها

وسلَّمَ تسليمًا على الآلِ والنَّسَم

 

محمد الأمين ولد أغربط الشقروي