تحدث قادة حزب "اللقاء الديمقراطي الوطني" في موريتانيا، عن مخاطر الإنقلابات العسكرية، وذلك خلال مهرجان شعبي نظمه الحزب في مقاطعة الرياض بولاية نواكشوط الجنوبية.
فقال رئيس الحزب محفوظ ولد بتاح وزير العدل في حكومة سيدي محمد ولد بوبكر، التي عينها المجلس العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس معاوية ولد الطايع، أن: "الانقلابات العسكرية، تمثل خطرا حقيقيا على بقاء الدولة وديمومتها، لأنها قد تفضي إلى صراع مسلح بين وحدات الجيش نفسه، ولأنها تكرس أيضا حكاما لم يخترهم الشعب، الشيء الذي يجعلهم لا يلتفتون إليه، ما دام لا دور له في صعود من يحكم البلاد أو خروجه من السلطة، وهو ما جعل البلد يتراجع اقتصاديا واجتماعيا وثقافية وفي كل الأصعدة والمجالات.. هذا الواقع، هو ما جعل بلدانا، ككوريا الجنوبية التي كانت خلفنا في الترتيب الدولي عند الاستقلال، تتخطانا اليوم بشكل صاروخي وتقفز في مجال التنمية، لأنها اهتمت ببناء الإنسان ورسخت منظومة تربوية فاعلة". مؤكدا على ضرورة وعي الشعب ومتابعته، لما يجري في بلده، لأنه المتضرر الأساس من هذا الواقع وهو المستفيد من أي تحسن يطرأ على التنمية. مشددا على ضرورة تضافر الجهود للخروج من هذا الواقع المزري، مؤكدا أن الفقر ليس حتمي، وإنما هو مقرون بالجهل وانهيار المنظومة التربوية. منبها إلى أن موريتانيا: "حباها الله بثروات جمة، لو استغلت بطريقة صحيحة لزال الفقر ولتطور البلد، موضحا أن الاستثمار في الإنسان، هو أهم شرط للتقدم".
ولد بتاح قال كذلك في كلمته، أن: "الديمقراطية، هي مفتاح التنمية والاستقرار والمواطنة المتساوية، وبالتالي فهي تمثل خيارا لا غنى عنه، لأنها تكرس مرجعية الشعب وتلزم الحكام بالتناوب السلمي على السلطة".
وأكد ولد بتاح تمسك حزبه، بموقفه داخل المعارضة الموريتانية، مشددا على أنه موقف لا لا يرجع إلى أسباب شخصية، و"إنما حرصا على البلد ووحدته ومن أجل بقاء كيانه، المهدد".
النائب الأول لرئيس حزب "اللقاء الديمقراطي" الوزير السابق في حكومة ولد بوبكر، خلال حكم الرئيس الأسبق اعل ولد محمد فال، محمد ولد عابد، قال إن موريتانيا تعيش في وضعية مزرية في جميع الأصعدة، شارحا الوضع الإقتصادي، المتسم بارتفاع المديونية وسوء التسيير والإهمال الشامل لأوضاع المواطنين.
وأوضح الوزير السابق ولد العابد أن وضع التعليم في أسوأ حال اليوم.. هذا التعليم، الذي أكد أنه شرط لكل تقدم.. وأنه لم تنهض أية أمة من الأمم إلا من خلاله، موضحا أيضا دوافع الحزب للمعارضة، وذلك بسبب الإنقلابات وسيطرة أنظمة آتية على ظهر الدبابة، بعيدا عن الاستناد إلى خيارات الشعب ومرجعيته، الشيء الذي جعلهم لا يهتمون، إلا بتكديس الثروات الهائلة على حساب المواطن الفقير والمنهك.
النائب الثاني لولد بتاح، أبوبكر محمود با، أكد أن حزب اللقاء، هو حزب جميع الموريتانيين، مؤكدا التزام الحزب بخيارات الشعب ومصالحه، موضحا للجمهور أنه ليس سكان أحياء الترحيل، هم وحدهم المهمشين، وإنما جميع الموريتانيين، هم أيضا مهمشون.