مساحة إعلانية

     

 

    

  

الفيس بوك

الكتابة عن البلد بين الألم والملل والأمل

 محمد يحيي  ولد العبقري

 

هذا المكتوب المتواضع هو الحادي أو الثاني عشر من سلسلة بها:التحليل-الارشاد-النصح لولي الأمر ولمن قلدهم نيابة عنه تسيير بعض شؤون  الأمة.

ولقد ترددت كثيرا في الزيادة من المقال بعد أن نصحني رجل الشارع :لا فائدة في التحاليل فأحسن ما تفعل بك التشهير ثم ان من يقدمونها لأصحاب القرار ثم الي رئيس الجمهورية يحللون بعشرة أوجه لا وجود فيها  للمسالمة .

من بعد و مع احترامي  لموقف الرجل النصوح قررت المتابعة عل وعسي تتغير المقاصد ويعلم من كلف حمل مصالح الأمة أنه رب مقال غير متعال  قد يساعد في الانة الأحوال ,ألم نسمع:الحكمة من غير الحكيم.

البدء:رجوع الي الموضوع

من حيث بدأت تجد بإمكانك تشكيل كلمة :أمل  من كل كلمة من كلمات العنوان الثلاثة فقط يلزمك القراءة من اليمين او الوسط أو حيثما شئت .الأكيد حصولك علي الكلمة :أمل بسعي بسيط وتصرف  في جهة بداية القراءة .

الشيء نفسه منطبق علي كلمتي:ملل –الم . لا حظ معي وحدة الوزن وتطابق الأحرف وتضاد المعاني . 

لا أدعي التوفيق في اقناع غيري بما ذهبت اليه الا انه واقع ,فرق بين وجود الطرح  والنجاح في افهامه للناس فالأول أهم والثاني يتم التوصل اليه ببعض المحاولات.

  

من جهة اخري  سيعزو كسالي الفكر اتحاد الأوزان الي الصدفة ,المخرج الوحيد المتوفر كلما استحقت مواضيع معينة بعض التحليل والدراسة إلا ان التطور الحاصل في  اللسانيات  والمدارس اللغوية اذا ما أحسن استغلاله يكفل بل ويساعد في تخطي العديد من المصاعب  والمفاهيم ذات الصلة.

أعلم كذلك ان هذا المبحث عند الكثيرين  بلا معني أو غير مجدي :التعود السائد أن مباحث  الأرزاق  وحدها تستحق العناية .

كذلك الأمور السياسية وما فيها من مواقف و مزايدات ,كل ذلك ينظر اليه شارعنا بشيء من الاعتبار ولذلك ورغم معرفتي بأهمية الموضوع اللساني او اللسانياتي  من الناحية الأكاديمية فسأوجه المبحث هذا الي الواقع السياسي الذي يعيش البلد مبديا بعض الطرح  من  جهة ومرشدا الي بعض السلوك الذي ينفع او يساعد بإذن الله .

عنوان جديد قديم: البلد بين الأمل والملل والألم.

وان نِشأ نقول  :الحوار بين الملل والألم الأمل فيكون الامل هو الاخير وهذا هو الطبيعي  اذ نريد ترك مساحة للأمل فلا نقنط من الرحمة .

ينعقد الاجماع اليوم علي ان الواقع السياسي  في موريتانيا  به خلل مؤداه عدم قدرة اللاعبين السياسيين علي طرح متناغم يجمع ويعصم من الزلل او الانزلاق .

ان تعمدهم الابتعاد عن التوافق جعلهم ينعتون من طرف المثقفين –عديمي الاعتبار-بأنهم عشاق حكم بأي ثمن.

البعض لا يري أنه مسؤول  إلا عن البرهنة علي أنه موجود  وأن تجاوزه مستحيل  ويفضل في الظاهر ميل الأمور الي السوء  اذ كلما حلت قارعة احتسبها تملي الانصات اليه حتي  لا يكون عنصرا مضافا يعكر أكثر مجريات الأحداث  علي الحاكم .

هؤلاء هم من اصطلح علي تسميتهم :المعارضة الحقيقية ,بمعني معارضتهم  كل شىء ولو علي حساب الأمة .

كذلك  الموالون : لا يمكنهم جني النجاحات والتمويلات اذا ارتبطت بأى شكل من الأشكال بتلبية مطالب يرفعها المعارضون فهم في سبيل ذلك يضحون بمصالح عليا خشية مصادفة حاجة او مطلب في نفس المعارضة .

ان الانطلاق من قاعدة ال51 في المائة والأغلبية المطلقة وهي مسلمة دستورية لا تتناقض مع الاعتراف ب ال48 الذين كتب الله أنهم في الجانب الآخر والصحيح انه في كل مباراة لا بد من فائز ولكن لنعلم أنه حين يتعلق النزال بالأمة فالفوز المباح والمستدام هو فوز الأمة كاملة غير منقوصة .

الصواب ان المصالح العليا خطوط خضر –حتي نتجنب الحمرة –  ينبغي ان  يسعى اليها الجميع :حكاما ومعارضين  لأنها أولا وأخيرا انما تخدمهم  : الحاكم ,بوصفه المستفيد والقابض والمعارضة ,لأنها من سيعمل علي انتزاع الممكن منها و إلا عملت علي فضحها اذا  ثمة مستفيدان لا ثالث  لهما إلا في الجانب النظري القائل بان المستفيد هو الشعب.

وأما نحن العوام فنقول :المستفيدون أربعة وخامسهم من يلتحق بهم أو سبعة وثامنهم بائعهم والله اعلم بعددهم فلا نمارى .

ورأي آخر متواتر يري ان المستفيد ينبغي ان يكون الشعب وهو قول عند المعارضين  ضعيف.

وقائع نعيشها ونختلف حول نتائجها و انعكاساتها:

-أيام للحوار--منتديات-دعوات-منتدي -معاهدة-موالاة مجتمع مدني .

كل هذاالجمع لو سلمت النوايا كنا تجاوزنا كل صعب .

وهناك ايضا بعض السلوك الجدير ذكره :انسحاب –تشكيل لأحزاب جديدة –الضغط في كل اتجاه فهل يا تري يغير هذا من المشهد ؟

ان ما ينجي الوطن  هو العمل المسؤول لا المراوغة : فتشكيل حزب من آخر او علي نقيضه له بالطبع تأثير ولكن ولأن الحزب الأم ولما لم يمت فالباقون فيه سيتشددون ولأنهم بذرة أصلية فهناك من سيلتحق بهم لأسباب :

-دعواهم أن مئة واثقة تغلب الفين .

-يزدادون من قادمين يخشون  داخلي خط المخزن لإدراكهم أن ذلك علي حسابهم وهكذا تتحصل الدوامة :متجهون الي النظام يضيقون الخناق علي من هم في الأغلبية فتتجه فئة منهم المعارضة فلا تدري حسابيا الحاصل  الذي قد يكون فرقا بين مربعين  يحتاج مراجعة مسلمات رياضية لا يحضرني منها الا :دلتا .

واذا أصبح الأمر ديدنا ولا يغير من الأمر شيئا:منسحبون-قادمون -متذبذبون .

ان موت المعارضة  غير مستساغ,فالذي يلد لا يموت  والمعارض يلد من :

-الغيظ  من عدم اسداء المعروف من قبل النظام.

-زعم عدم المكافأة عند من قدموا معروفا للنظام .

-الي غير ذلك من أسباب نعلمها ولكن لا يهمنا حصرها لانعدام الفائدة.

وتحت دافع الممل  والتململ واليأس ينشأ كثير من المعضلات لا أحد يعلمه يضاف الي ذلك تصرف المسؤولين الكبار باتجاه ه قطع ارزاق الناس يعطونها لآخرين-عطاء غير المالك لمن قد يستحق أو لا يستحق ,المهم أن ظلما ما يتم ولأن صانعيه ذو منعة أو حصانة فهو قد يدوم ويطول , سمح هذا الوضع بالاعتراف بان الوساطة والوشاية والنفاق خير من الاقتدار والجدارة  .

ان –وقد تكون للتقنين-عدم اكتراث مسيري الدولة بهموم الناس بل وخلقهم الأزمات بظلم المواطن والموظف ينبئعن اعتقادهم انهم ليسوا شركاء فعليين في قيادة السفينة ولا يهمهم غرقها ولا وصولها بر الأمان ,علي الرئيس اذا أن ينظر بجد وحزم الي هذا المنحي غير الطبيعي .

ولقد كتبنا مرات ومرات عن ان مشاكل الرئيس متولدة من تصرف  من  ملكهم زمام الامور فأصبحوا:

-لا يبادرون الي حل أي عالق

-يخلقون الأزمات

-يتلاعبون بالنصوص

لعلي ابتعدت عن الموضوع لبعثرة أوراقه وكثرة تقلبها اذ لا يمكن لأي مفكر ولست هو ولا لمواطن عادي و انا هو ان يسلم ذوقه وتخيله من الضباب المخيم الطاغي  علي الوضع السياسي  وعلي مآل  الحوار المزمع.

وأخيرا أرجو أن تتضح الأمور ويحل التنازل محل النزال والتحاور والتشارك مكان التشاجر و التنافر,ورأيي الشخصي ان هذا ممكن -فلم لا نجرب ؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اثنين, 18/01/2016 - 12:28