مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

بدء فعاليات "الملتقى الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" في نواكشوط (صور)

بدأت صباح الثلاثاء في العاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات ""الملتقى الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم"، حيث اشرف على افتتاحه الرئيس محمد ولد الغزواني بحضور الرئيس الغامبي، ورئيس منتدى أبوظبي للسلم، الشيخ العلامة عبد الله بن بيه، ورئيس البرلمان، والوزير الأول وأعضاء حكومته ورؤساء الهيئات الدستورية وقادة أحزاب سياسية والعديد من الشخصيات، تتقدمها شخصيات حضرت من خارج موريتانيا لحضور هذا الحدث البارز المنظم هذه السنة،   تحت شعار: “التعليم العتيق في إفريقيا: العلم والسلم”،

خلال إشرافه على افتتاح الملتقى، قال الرئيس محمد ولد الغزواني:

“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛

– صاحب الفخامة وأخي العزيز السيد آداما بارو، رئيس جمهورية غامبيا الشقيقة؛

– السيد الوزير الأول؛

– السيد رئيس المجلس الدستوري؛

– السيد رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية؛

– السادة الوزراء؛

– سماحة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة؛

– أصحاب السعادة السفراء، وممثلو البعثات الدبلوماسية؛

– السادة والسيدات ممثلو المنظمات الدولية المعتمدون في بلادنا؛

– أصحاب السماحة العلماء المشاركون في المؤتمر؛

– أيها الحضور الكريم؛

يطيب لي ابتداء، أن أرحب بأخي، صاحب الفخامة، السيد آداما بارو، رئيس جمهورية غامبيا الشقيقة، على أرض بلده الثاني، معبرا له عن سعادتنا باستضافته وعن عظيم تقديرنا، لحضوره هذه النسخة الرابعة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، المنعقدة تحت شعار “التعليم العتيق في إفريقيا: العِلْم والسِّلْم”.

ويسرني كذلك أن أتوجه بالشكر الجزيل، إلى سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن بيه، رئيس منتدى أبو ظبي للسلم، الذي سخر غزير علمه، وعميق فهمه، للتحديات المعاصرة، لصالح نشر ثقافة السلام والإخاء والاعتدال.

كما أرحب بأصحاب الفضيلة والسماحة العلماء، والمشايخ والباحثين، وبكافة ضيوفنا الكرام، من وزراء، وشخصيات سياسية وأمنية، ومنظمات دولية، مشيدا بحرصهم على الحضور، ومعولا على إسهاماتهم القيمة في ضمان جودة مخرجات هذه النسخة الرابعة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم.

صاحب الفخامة؛

أصحاب المعالي والسماحة؛

أيها السادة والسيدات؛

إن موضوع هذه النسخة الرابعة من مؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا وهو: “التعليم العتيق في إفريقيا: العِلْم والسِّلْم” ليستثير في وجدان المجتمع الموريتاني، صدى تاريخ طويل من الازدهار الحضاري، والعطاء العلمي المتميز.

فهنا نشأ، ومنذ قرون، نظام تعليمي عتيق، فريد في خصائصه التنظيمية، وأساليبه المنهجية، جسدته المحاظر الشنقيطية، التي امتد إشعاعها الثقافي والفكري، شمالا وجنوبا؛ وكانت، ولا تزال، حصنا حصينا في وجه الفتن والغلو والتطرف، ومنبعا فياضا، بمعاني وقيم الاعتدال والتسامح.

وإن إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، مؤخرا، المحظرة الموريتانية ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، لدليل ناصع، على أهمية التعليم الأصلي، ودوره البارز في تكريس القيم الإنسانية الجامعة، من تسامح واعتدال وأمن وسلام.

فهيآت هذا التعليم في القارة الافريقية، يجمعها، على تنوع مسمياتها وصيغها التنظيمية، بذل العلم للجميع، في إطار من مطلق المساواة، مهما اختلفت الأعراق، وتباينت الهويات الحضارية. كما يجمعها الحرص على مد جسور التلاقي بين المجتمعات، وتعزيز السلم الأهلي، والحرص على اللحمة الاجتماعية، بنشر قيم العدل، والمساواة، والتسامح والإخاء.

ولا يرسخ هذه القيم في النفوس والمجتمعات كمثل التعليم العتيق.

وإدراكا منا للمنزلة الكبرى والمكانة المتفردة للتعليم العتيق الذي تمثله المحظرة صاحبة المنة الحضارية الكبرى على هذه البلاد، حرصنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، على صون وتعزيز نظامنا المحظري، وتحديثه، ليلائم متطلبات العصر الحديث، مع الحفاظ على نبل ونقاء قيمه وأهدافه.

وهكذا قدمنا كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي الممكنة للمحاظر وشيوخها وطلابها، وضاعفنا، عشرات المرات، عدد المحاظر النموذجية التي تُنشِئُها الدولة، حيث ارتفع عددها من 60 إلى 1402 محظرة، كما ازداد على نحو كبير عدد المحاظر المدعومة وتم وضع نظام للمتابعة المنتظمة لمستويات التقدم الدراسي بها.

وجرى العمل كذلك على تعزيز الجسور بين التعليم العتيق والتعليم المعاصر عبر تنويع التكوينات في مركز التكوين المهني لخريجي المحاظر وفي المؤسسات التعليمية الرسمية العليا التي تستقبل خريجي التعليم العتيق، كالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وجامعة العلوم الإسلامية بلعيون، والمحظرة الشنقيطية الكبرى بمدينة اكجوجت.

هذا علاوة على إنشاء العديد من الكراسي في مجالات علمية متعددة، من ضمنها كرسي النوازل المعاصرة، أسندت جميعها إلى علماء متمكّنينَ.

وينضاف إلى كل ذلك ما حرصنا عليه من تحفيز التنافس في التحصيل بين طلاب هذه المحاظر من خلال إنشاء جائزة حفظ وفهم المتون المحظرية.

صاحب الفخامة؛

أصحاب المعالي والسماحة؛

أيها السادة والسيدات؛

إن ما يجتاح قارتنا الإفريقية، والعالم عموما، من عنف وإرهاب وحروب مدمرة، تأثرت بمفاعيله السلبية كل دول العالم، وإن بنسب متفاوتة، ليؤكد حاجتنا الماسة، ومسؤوليتنا الجماعية بخصوص ضرورة التخلص نهائيا من العنف والإرهاب والنزاعات العرقية الهدامة، وهو ما يتطلب نشر قيم العدل والتسامح والاعتدال، كما يعمل على ذلك التعليم العتيق.

وإنني إذ أرجو لهذه النسخة الرابعة من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، أن تسهم في استعادة التعليم العتيق كامل دوره في نشر هذه القيم السامية، لأعلن على بركة الله افتتاح أعمالها".

 رئيس منتدى أبوظبي للسلم، الشيخ العلامة عبد الله بن بيه، قال في كلمة بالمناسبة، إن دولة الإمارات العربية تشاطر موريتانيا وكل الدول العربية والإسلامية بضرورة إيقاف الحرب الهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن دولة الإمارات قامت بإرسال المساعدات والمستشفيات المتنقلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. مضيفا بأن: "هذا اللقاء السنوي يشكل محطة في إطار البحث عن تعزيز مصادر السلم في إفريقيا والعالم، مشيرا إلى أن اختيار “التعليم العتيق” كعنوان لهذه الدورة يعود لكون التعليم يشكل أحد أبرز عوامل غرس ثقافة السلم والأمن"، مشيرا إلى أن هناك: "ثلاث تحديات تواجه التعليم العتيق في مقدمتها تأطير الكادر البشري، والمورد المالي، والمأسسة والتنظيم، مستعرضا الإجراءات التي من خلالها يمكن تجاوز هذه التحديات.

وتحدث العلامة عبد الله ولد بيه خلال كلمته عن دور الأوقاف والزكوات في دعم التعليم العتيق، داعيا للاستفادة من التجارب في هذه المجال سواء في دول العالم الإسلامي، أو الدول الغربية.

وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية،  محمد مختار جمعة، استعرض في كلمته العلاقة بين العلم والسلم، لافتا إلى أنه كلما تحقق صحيح العلم الشرعي كلما مُهدت طريق السلم، وكل ما طغى الجهل كان الغلو والتطرف.

وأكد على أهمية وضرورة المحافظة على السلم المجتمعي بين مختلف أفراد البلد الواحد والسلم العالمي بصفة عامة، مطالبا علماء الأمة ببذل أقصى جهودهم لتعزيز السلم في مختلف أوطان الأمة باعتبارها أمة سلام لا أمة حرب ولا استسلام.

وأكد على ضرورة تقنين أوضاع نظم التعليم العتيق وجعله تحت إشراف الدولة ومراقبتها ومتابعتها لكي لا يتم استغلاله من طرف جماعات العنف والتطرف.

أما وزير الشؤون الدينية بجمهورية مالي،  محمد كونى، فقد استعرض أهمية هذا المؤتمر، لما يلعبه من دور في تعزيز السلم ومحاربة التطرف، مبرزا أهمية التعليم العتيق في التوجيه والتثقيف والتعليم، ونشر المبادئ والقيم الإسلامية.

 

ثلاثاء, 09/01/2024 - 17:05