يتصاعد في مدينة كيهيدي عاصمة ولاية غورغول، التذمر العمالي من تسيير مدير مركز استطباب المدينة، حيث يطالب العمال بعلاواة المداومة عن 11 شهرا، ستة أشهر منها، في عهد الإدارة الحالية وهي أشهر: دجمبر من العام الماضي، وأشهر: يونيو، يوليو، أغشت، سبتمبر، واكتوبر الجاري.
فقد عمد مدير المستشفى إلى قطع علاوة التشجيع منذ شهر فبراير الماضي عن العمال، في وقت تصرف هي وعلاوة المداومة بانتظام في جميع مستشفيات موريتانيا، ويتهم العمال إدارة المستشفى بالتحايل حيث يقولون إنهم تأكدوا من توقيع صرف علاوة المداومة لشهري يوليو وأغشت قبل أسابيع لكنها لم تدخل إلى الحسابات المصرفية للعمال في سابقة لم تعرفها أي مؤسسة عمومية، متهمينه بأنه استغل صداقته مع وزير سابق للصحة، فأصدر الأخير بناء على طلب المدير يوم 30 مارس ، تعميما ينص على حجب علاوة التشجيع لحين صرف متأخرات علاوة المداومة.
كما كشف العمال، أن جميع علاوات المسؤولية (رؤساء المصالح، ومراقبوا الأقسام) الذين عينهم المدير بعد تسلمه مهامه لم يتم صرفها منذ عام كامل، وكان مناديب عمال المستشفى قد وقعوا مع مديره اتفاقا شهر يناير الماضي، التزم فيه بصرف الديون التي سبقته، وانتظام صرف العلاوات مع كل افتتاح لنظام الرشاد لكنه لم يلتزم بالاتفاق، بل صرح للعمال لاحقا حين احتجوا على خرق الإتفاق أن أولويته الأولى في المستشفى هي ديون الموردين الذين يرتبط بصداقة قوية مع بعضهم، طبقا لما يتداول في المرفق الصحي، بينما عمد في السادس عشر من شهر مايو الماضي إلى إبعاد قادة الحراك الاحتجاجي المناهض له، من خلال وضعهم تحت تصرف الوزارة.
وقالت مصادر نقابية في اتصال مع صحيفة "ميادين"، بأن العمال يطالبون الرئيس محمد ولد الغزواني بالتدخل لإيجاد تسوية لوضعيتهم المأساوية، التي جعلت المرفق الصحي يعيش حاليا حالة احتقان عمالي انعكست على المرضى ومرافقيهم، كما أصبحت الثقة مفقودة بين الإدارة والعمال، وهو ما ترجم في التواجد الدائم للمدير خارج مدينة كيهيدي التي لا يزورها إلا نادرا منذ توتر العلاقات بينه والعمال خلال الأشهر الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن مدير المستشفى، استلم مهامه فاتح أغشت 2022، ويشغل في نفس الوقت منصب الأمين العام لنقابة الإتحاد العام لعمال الصحة، وهو ما أدى ببعض العمال لاتهامه بممارسة التمييز على أسس نقابية، حيث يقولون بأنه يقرب المنتمين لنقابته، ويحقق مطالبهم، بينما يتجاهل الطواقم الطبية المنتمية لنقابات أخرى، ويترصد بهم.