القصطلاني إبراهيم
في هذه الأيام ظهرت لنا مسودة قانون يدَّعي حماية المرأة و الفتاة، بل أكثر من ذلك يتسمى بإسم الكرامة، فأي كرامة يقصدون؟
فإذا كان المقصود بالكرامة الإكرام و التبجيل، فإن المحتوى المعروض، لا يحقق من ذلك إلا تحرير المرأة من حيائها، و أوليائها و أخلاقها و قيمها، و تعريضها للفسق و الانحلال و الانحراف و المجون.
و إذا كان المقصود من الكرامة، حفظ العرض و المروءة و المكانة، فذلك أبعد معنى يمكن أن يحتويه ذلك المحتوى الذي يجعل عرض المرأة معروضا في الهواء الطلق، و يبعدها عن كل من يغار على شرفها من أب و إبن و أخ و زوج، بل يعاقبهم لمجرد أنهم أستخدموا عليها أبسط سلطة.
و إذا كان المقصود من الكرامة تلك التي يمتاز بها الأولياء، فتلك أبعد ما تكون من هذا الأمر، الذي يراد به مسايرة مجتمع غربي لا يؤمن بالله و لا برسوله.
فأي كرامة يقصدون؟
أم أن المقصود بكل تلك المعانى ليس المرأة، و إنما هو الشيطان، و فعلا حينئذ تكون المعاني متوافقة مع المحتوى.
فهو إكرام للشيطان و حلفه، و فيه حفظ عرض الشيطان الذي هو إشاعة الفحشاء و السفور، و الغي، و هو كرامة من كرامات الشيطان يفسد به نواة المجتمع و يحقق به مآرب شتى.
جرأة كبيرة، و تحجر و حماقة فظيعة، أن نطلق كلمة جميلة بهية راقية المدلول مثل كلمة"كرامة" على محتوى مضلل، فيه سفور و فجور و ثبور كبير.
أم أن من يريد أن يمرر هذا القانون المنحرف بلغ من مدى إستصغارنا و إحتقارنا أن يستخدم الكلام الحلو ليقتلنا شر قتلة، كما نقرأ في قصة القط مع الفأر!
إن قانون النوع، و نسخه المتعددة، ليس سوى كرامة لمن يريد محاربة شرع الله و رسوله، لتمرير مخططاتهم بسهولة، و بث سمومهم في المجتمع المسلم، فعلينا أن نقف وقفة رجل واحد أمام هذا القانون الجائر، و نبعده عن ديارنا و بناتنا و أبنائنا.
و على النخب البرلمانية، و القضائية، و التنفيذية و الإعلامية، و الوجهاء و رجال العلم و المال أن يبذلوا جهودهم و يجاهدوا ضد هذا الغزو الغربي الفاضح الذي يهلك الحرث و النسل، و يضيع به الإسلام و الإيمان، و تتحطم به مكارم الأخلاق