يجمع العديد من المراقبين للشأن السياسي الموريتاني، على تسجيل المزيد من "الإرتجالية" في أداء قيادة حزب "الإنصاف" الحالية التي يقودها الوزير السابق للتهذيب ماء العينين ولد أييه، والذي يتحكم فيه الوزير الأسبق للمالية، الوزير مدير ديوان القصر الرئاسي حاليا المخطار ولد اجاي.
فهذه القيادة تميز أداءها بالإرتجالية فيما يتعلق بالترشيحات للإستحقاقات الإنتخابية الماضية، فبعد أن أوقعت النظام في ورطة من خلال ترشيحات لا تحظى بالشرعية الحزبية، واصلت التخبط في تغيير تلك الترشيحات، فقدمت مقترحات ثم تراجعت عنها، ومن ثم جاءت الإرتجالية في اختيار طاقم الحملة، حيث عمدت من وقت لآخر لمراجعة مقترحاتها بهذا الشأن، الشيء الذي يؤكد التخبط الذي يتسم به أداء الرئيس الحالي لحزب "الإنصاف" ومن "حوله"، وعجزهم عن القيام بمهامهم الحزبية. وقد فشلت هذه القيادة في خلق صلة مباشرة مع القواعد الحزبية ومع الشركاء السياسيين، كما ان اختياراتها لبعثات الإشراف على حملة التعبئة للإحصاء الإداري لم تكن موفقة، حيث عبر العديد من الحزبيين في مناطق موريتانية عن استيائهم من تلك الإختيارات، الشيء الذي ينضاف إلى ضعف هذه القيادة قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقب تنظيمها شهر يونيو المقبل، والتي يبدو الحزب غير قادر على بذل الجهد اللازم فيها لصالح المرشح ولد الغزواني، وتعيش قياداته وسط انقسام شديد له تأثيرات قوية على الحراك الحزبي.