قدم يوم الأربعاء، الرئيس الأسبق لحزب "تواصل" محمد جميل ولد منصور استقاله من الحزب، ليكون بذلك أول شخصية قيادية بحجم تقدم على الإستقالة بهذه الطريقة، التي قدمها، وهي استقالة جاءت من خلال رسالة ورد فيها مايلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: استقالة
التاريخ: 9 / 8 / 2023
السيد رئيس التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد /
فقد ترددت في هذا القرار لشدة ثقله على النفس، ولكني توكلت على الله وأقدمت، ولعل السبب الرئيسي في هذا التردد هو العلاقة التي أكرمني الله بها مع إخوة أفاضل وأخوات فضليات طيلة مسار حزبي مبارك أخذ مني سياسيا وذهنيا وبدنيا ما لست عليه بنادم، بل به من المعتزين، وقد واجهت أخيرا في هذا المسار مااستحق مني توقفا وتفكيرا.
كانت المحطة الأولى في مسار التوقف هي المؤتمر الرابع المنعقد دجمبر 2022 والذي كان منتظرا منه أن يكون موعدا لتصحيح الاختلالات والانطلاق بالحزب نحو آفاق أرحب، ولكن مظاهر التراجع فيه، سواء في فلسفة الانفتاح أوفي تعزيز القوة المؤسسية الذاتية أوفي مستوى الجرعة السياسية والديمقراطية المطلوبة كانت صادمة، غير أن الأمل في الانتباه والاستدراك غلب الملاحظات والانتقادات فكان الانتظار.......
ثم كانت المسألة الثانية في تعاطي الحزب مع التنوع الوطني وإشكالاته المختلفة، فتراجع في الخطاب والاهتمام، ثم في البناء الحزبي قيادات جهوية ومؤسسات قيادية، وكنت من ضمن من نبه إلى هذه الاختلالات ودعا إلى تصحيحها وعدم تكرارها خصوصا في أفق الانتخابات المنتظرة حينها، وللأسف جاءت الانتخابات وكان الخلل أكبر والخطأ أوضح كما شرحت ذلك في بيان أخذ المسافة الذي نشرته فور إقرار المكتب السياسي للترشيحات النيابية الرئيسية........
ولأنني - سيدي الرئيس - قدمت ملاحظات وأشرت إلى اختلالات، انتظرت أي علاج ولو قل أو تصحيح ولو كان محدودا، وهو ما لم يقع.
مع هذين الأمرين استمرت سياسة إقصاء وإبعاد لقيادات في الحزب لاتنقصهم الكفاءة ولا الخبرة ولكنهم يرون الأمور على نحو مختلف عن نظرة بعض القيادات الحالية للحزب، فكان ذلك مؤشرا على عجز في إدارة التنوع القيادي، أعقب الفشل في التعاطي مع استحقاقات التنوع الوطني......
من هنا وجدتني سيدي الرئيس - وكما تعلم لست من هواة المواقف السلبية - مضطرا لتقديم استقالتي من حزب تواصل مسؤوليات وعضوية، وأنا إذ أفعل ذلك أعتذر لكل الأحبة، ولشباب ونساء كانت العلاقة معهم أهم وأسمى من المعاني الحزبية العادية، وأرجو أن تجمعني معهم ساحات العمل الوطني على الأفكار التي التقينا عليها أول مرة.
أسأل الله أن يوفقكم ويحفظكم ويسدد خطاكم، وأن يديم نعمة الأخوة والألفة وإن انقطعت علاقة الإطار الحزبي الخاص".