رفضت أسرة "عمر جوب" تصوير وقائع تشييج جثمانه، حيث طالبت بعدم القيام بذلك.
وحول تفاصيل الواقعة، كتب الإعلامي البارز سعدبوه الشيخ محمد، قائلا: "جرت بجامع تيرنو بامبا مراسم الصلاة على جثمان الراحل عمر حمادي جوب، وتم نقله لمقبرة الرياض لدفنه، حضرت شخصيا مبكرا للمكان، للمشاركة في صلاة الجنازة، ولفتت انتباهي الملاحظات التالية:
أولا:
غياب الشخصيات التي كانت تتصدر الاحتجاجات، وتصرح في وسائل الإعلام، وتتشر في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا الموضوع منذ بدايته، فلم ألاحظ حضور البرلمانيين، والمحامين، والإعلاميين، الذين كانوا يملؤون الفضاء ضجيجا وصخبا، ويتباكون على المرحوم، ذارفين دعوم التماسيح أمام أسرته المكلومة، راكبين موجة العواطف لاستغلال الحدث سياسيا.
والتفسير الوحيد الذي يمكن تقديمه لغيابهم عن صلاة الجنازة ومؤازة الأسرة، والحصول على أجر الصلاة على الجنازة وتشييعها، هو أنهم كانوا حاضرين في المشهد بقوة، عندما كانت القضية برميلا يمكن أن يفجر الوطن، وعندما ظهرت الحقيقة العلمية، تم نزع الفتيل، فابتلع هؤلاء ألسنتهم، وأغمدوا أقلامهم، وسيوفهم، بعد أن عاثوا في الوطن فسادا وتخريبا على مدى أيام.
ثانيا:
أن الشعب الموريتاني في حقيقته وبطبعه شعب واحد موحد، مسلم، مسالم، عصي على دعوات التفرقة والعنصرية، والدليل على ذلك ما شاهدته من سلمية وطيبة لدى جموع المصلين من أقارب الضحية، فقد كنت الشخص الوحيد من غير شريحة الضحية الذي حضر صلاة الجنازة تقريبا، باستثناء شابين اثنين حضرا في نهاية المراسم، ومع ذلك لم أتعرض لكلمة سوء، وأجريت أحاديث مع بعضهم، فكانوا صابرين محتسبين، ولم يبد عليهم أو منهم أية نزعة للعنف، حتى إنني تساءلت في نفسي أين الذين كانوا يمارسون التخريب قبل أيام؟؟ فقطعا ليسوا من هؤلاء أقارب الضحية.
ثالثا:
لاحظت كذلك رغبة الأسرة في طي هذه الصفحة المؤلمة، وتجاوزها بسرعة، وترك القضية برمتها للنسيان، بدليل أن الأسرة رفضت السماح لي بالتصوير، وقمت بحذف صور وفيديوهات كنت قد أخذتهم، احتراما لمشاعر الأسرة، ومراعاة لرغبتها في عدم نشر صور الجنازة، فالجميع كانوا يريدون دفن الفقيد، وتقبل التعازي، كأي أسرة مسلمة توفي أحد أفرادها، ولم ألحظ أي رغبة في تأجيج الموضوع، أو استغلال الحادث المؤلم لمآرب سياسية".