مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

باعة الصحف وتحديات الإعلام البديل

تراهم كل يوم وفي كل مكان؛ في الشارع بجانب إشارات المرور وعلى الأرصفة يرتبطون بالمكان فيصبحون إحدى علاماته المميزة كإشارة المرور واللوحات الإرشادية، جنود مجهولون يؤمنون بأنهم أصحاب رسالة يروجون للثقافة والمعرفة يقفون خلف صناعة الوعي والتنوير ينتمون لفئة «المهمشون في الأرض» تجد لديهم أخبار كل شيء وثقافة قد يفتقدها خريج الجامعة رغم عدم تعلم أغلبهم يتابعون الصحف بشغف وينتظرون لحظة قذف المطابع بها في لهفة.

يتابعون من خلالها أخبار كثير من أبناء الوطن ولكن قصصهم تبقى دائمًا منسية لا يذكر منها شيء رغم أنهم يمثلون شرايين الحياة بين صاحبة الجلالة والقارئ إنهم باعة الصحف «المنسيون» خارج منظومة الصحافة «والمهمشون» على خريطة المجتمع.

موقع الصحراء  قرر أن يكون معهم ليكونوا أبطالاً على صفحته الرئيسية ليحتضن آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم وأيضًا يكشف آلامهم ومعاناتهم.

السالك بائع الصحف الطاعن في السن ينهض في أول من ينهض من الأسرة تاركا المنزل وراءه ليكدح في سبيل العيش وبناته اللواتي تركهن خلفه يؤرقه عيشهن وتعليمهن.

ويصل إلى سوق العاصمة ليدخل الزحام على أخذ الصحف الصادرة في ذلك الصباح ويغادر إلى أمام عمارة "آفاركو" حيث يعرض الصحف للبيع يقول السالك إن حركة الصحف غير ثابتة وترتبط إلى حد كبير بسخونة الوضع السياسي والأمني في البلد فإذا كان الأمن يبحث عن مطلوب لديه تجد الكثيرين يقبلون على الشراء أملا في معرفة سمات المطلوب وشكله، وإذا أقبلت البلاد على موسم انتخابي تجد الناس أيضا يهتمون لذلك الحدث ويتلقفون الصحف جريا وراء أي جديد يتعلق بالمرشحين ونتائج الانتخابات.

وحدثنا البائع السالك عن صنف من الناس أيضا من الطبقة المثقفة يهتم بشراء الصحف بحثا عن الظواهر الاجتماعية في المجتمع ومتابعا قراءة مذكرات أو كتب تنشرها الصحف في حلاقات متتابعة أو لقراءة مواضع خفيفة تتعلق بدراسات وعلوم وتكنولوجيا أو العروض الترويجية لشركات الاتصال.

وعبر السالك عن مخاوفه من مغادرة كثير من الباعة هذا القطاع في ظل وفرة مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة النفاذ للخبر وبجميع الوسائط بالصورة والصوت وبالكتابة.

أردنا أن نتعرف على ما يجنيه السالك من وراء بيعه للصحف فأجابنا أن ما بيع من الصحف يستفيد منه وما بقي منها لا يتحمل أبدا كساده وإنما يرجعه إلى الموزع الذي يأخذه منه.

أيضا التفاوت الحاصل في مستوى بيع الصحف لم نفوت فرصة السؤال عنه فأجاب السالك أن الصحف العربية تتصدر بيعها يومية الأمل الجديد وصحيفة الأحداث وبالنسبة للصحف الفرنسية تبقى صحيفة لوتانتيك وأقلام الأكثر حظا في البيع والقراءة.

وتبقى مهنة التوزيع موئلا للكثير من أبناء هذا الوطن بحثا عن لقمة عيش كريمة وسعيا في هذه الربوع لإنارة العقل وتفتيح الأذهان من خلال ما تنتجه هذه الصحف من أخبار وملفات.

والسؤال المطروح هل تستغني البشرية يوما عن قراءة الصحف بالطريقة التقليدية والاكتفاء بالمتابعة الالكترونية للأحداث أم أن للورق طعما آخر لا يمكن أن يوفره الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي؟

- See more at: http://essahraa.net/node/11749#sthash.kPUvc21j.dpuf

أربعاء, 06/01/2016 - 14:07