لاشك أن الأوضاع المتسارعة و المتأزمة و المتدهورة التي شهدها السودان الشقيق مؤخرا في ظل الصدام الحالي و الصراع القائم بين الجيش الوطني و ما بات يعرف بقوات الدعم السريع ألقت بظلالها علي استقرار و أمن البلاد و هو ما يعكس خطورة الأوضاع الراهنة مما ساهم في سحب بعض الدول لبعثاتها الدبلوماسية و بدأ عمليات إجلاء واسعة لأفراد الجاليات المقيمة داخل الأراضي السودانية بغية حمايتهم من المخاطر المحدقة بهم جراء النزاع.
خاصة مع فشل عدة محاولات لتحقيق الهدنة و احتواء الأزمة .
فالهدم أسهل من البنيان كما يقال.
بالإضافة إلي ما يشهده العالم من أزمات متكررة متباينة نتيجة تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة و انعكاسها علي أسواق المحروقات و الحبوب .
و ما تعانيه ايضا منطقة الشرق الأوسط من تداعيات تنامي ظاهرة الإرهاب و الفوضي خلال العقد الأخير جراء ما يسمي بالربيع العربي.
في حين يتساءل بعض المحللين عن : ماذا يعني قيام غالبية الدول بإجلاء بعثاتها الدبلوماسية و جالياتها من السودان ؟
مؤشرات توحي حسب بعض المراقبين لشأن السودان إلي إحتمال إطالة أمد الحرب و صعوبة حسم المعركة و النزاع بين الطرفين .
و بالتالي الدخول في دوامة من العنف و العنف المضاد قد تأخذ أشكال و أبعاد حرب شوارع و عصابات تغذيها تدخلات قوي دولية خارجية راغبة في الإستفادة من هكذا وضع حفاظا علي مصالحها في السودان .
و سينجم عنه بالمقابل تفاقم الأزمة الإنسانية من نقص في المواد الغذائية و السلع و الخدمات و تراجع للموارد و بالتالي حدوث مجاعة يوازيها نزوح جماعي لملايين المشردين السودانيين خارج الديار بحثا عن الأفضل.
تأسيسا لما سبق تواجه عمليات الإجلاء في السودان جملة من الصعوبات أبرزها الأوضاع الميدانية الصعبة في ظل هدنة هشة و تواجد رعايا الجاليات في مناطق متفرقة من البلاد بالإضافة إلي انعدام و تعثر الرحلات الجوية المباشرة و إغلاق بعض المطارات في وجهها نتيجة للأضرار البالغة جراء الصراع المسلح.
و أمام هكذا وضع قامت السلطات الموريتانية بتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بالتعاون و التنسيق مع سلطات المملكة العربية السعودية في إطار العلاقة الثنائية و العمل سويا سبيلا لإجلاء الرعايا المريتانيين العالقين في السودان علي أن تتولي السعودية ضمن مساعيها الإنسانية و جهودها الخاصة لإجلاء كل رعايا العالم مرحلة العودة عبر البوابة البحرية لميناء بورتسودان نحو اراضيها بواسطة سفن عملاقة كخطوة أولي قبل نقلهم إلي العاصمة انواكشوط عبر طائرة ابوينغ تابعة للخطوط الجوية الموريتانية خلال رحلة معاناة شاقة نحو أرض الوطن تم تجاوز مآسيها و اختزال ابعادها الوطنية والإنسانية في مشهد إنساني أخلاقي عفوي انحني خلاله رئيس الجمهورية لحظة استقباله رفقة أعضاء الحكومة عند سلم الطائرة لطفل برئ ضمن العائدين و الوافدين من بؤر التوتر و مناطق الصراعات في السودان همس في أذنه بكلمات شكر و امتنان تقديرا و تثمينا لجهوده الوطنية و مواقفه النبيلة اتجاههم خلال رحلة العودة و محنة المعاناة في السودان مما عكس حجم المأساة و المخاوف لدي الطفل فالصورة ابلغ من الكلام احيانا.
دون أن ينسي او يتناسي ضرورة طلب دعوات الجميع لأهل السودان بكل خير.
خطوة هامة في الإتجاه الصحيح تذكر فتشكر تجسد رؤية رئيس الجمهورية حول الإهتمام بالمواطن الموريتاني أينما حل و ارتحل و تنضاف الي جهود و نجاحات الدبلوماسية الإنسانية الموريتانية .
إن استمرار الأزمة يقع علي كاهل طرفي النزاع و الدول الداعمة لكل طرف ،
لذا ينبغي علي هؤلاء الأطراف جميعا تغليب المصلحة العامة علي الخاصة حرصا علي أمن واستقرار السودان قبل ان يتحول إلي دولة فاشلة لا قدر الله فالسودان أمانة في أعناق كل السودانيين .
بالإضافة إلي ضرورة تحرك المجتمع الدولي لدعم وتعزيز مساعي السلام والمحبة بين ابناء الشعب الواحد .
نسأل الله تعالي للشعب السوداني الشقيق السلامة والعافية و الإنسجام و الإزدهار و التقدم في ظل أمن و استقرار دائمين..
حفظ الله السودان من كل سوء.
اباي ولد اداعة.