كشف حزب الإنصاف بعد انتظار طويل أسماء مرشحيه علي اللوائح الوطنية الثلاثة المتبقية و بنفس طريقة الإخراج السابقة ضمن خياراته و اقتراحاته لخوض الإنتخابات التشريعية و الجهة و البلدية .
في ظل استياء متجدد واسع من أطر و منتسبي الحزب و عدم مراعاة معيار الأقدمية و النضال داخل الحزب و تحفظ البعض علي قائمة الترشيحات المعتمدة أخيرا و التي تم من خلالها الدفع بوافدة جديدة مثيرة للجدل من خارج إطار الحرس القديم لحزب الإنصاف ضمن الأوائل علي رأس اللائحة الوطنية.
تواصلية النشأة أعيب عليها في محيطها الحزبي الأول خروجها المتكرر علي الثوابت الوطنية و الأخلاقية و عدم الإلتزام بالضوابط الحزبية الشئ الذي يتنافي مع فلسفة و أدبيات حزب الإنصاف حول ضرورة التقيد و الإلتزام بالإنضباط الحزبي و بدون مساومة فأي مفارقة إذن ؟
بينما يري بعض المراقبين للشان الداخلي لحزب الإنصاف أن تزكية الحزب المعتمدة جاءت كنتيجة حتمية لحجم التحديات الداخلية و الإختلالات الحاصلة داخل الحزب و إكراهات المرحلة والرغبة في التجديد....
لذا يظل من الضروري تجاوز الخلافات داخل حزب الإنصاف ورص الصفوف للتوجه نحو بناء تموضع جديد يتجاوز فيه الحزب ارتباكه السياسي و تذوب فيه حالات المغاضبة و الغبن والإقصاء عبر مصالحة حزبية و تفاهمات بينية و التحرك بخطي متسارعة نحو ترميم البيت الداخلي لتعزيز حظوظ حزب الإنصاف أمام ما تنتظره البلاد و العباد من استحقاقات انتخابية ستحدد ملامح المشهد السياسي المنتظر و مستقبل و شكل و حجم الأغلبية الداعمة للرئيس.
في حين يجمع العديد من المحللين السياسيين علي أن تداعيات حالات الإستياء و التذمر و الإنسحابات من حزب الإنصاف سوف لن يكون لها الأثر الكبير و المباشر علي الوضع السياسي و المسار الإنتخابي بحكم ولاء المغاضبين المطلق للنظام و الإرتهان لحظة الغضب إلي احزاب أغلبية داعمة للرئيس و ذلك أضعف الإيمان مما قد يعزز من حضورها داخل المشهد السياسي علي حساب الحزب الحاكم حزب الإنصاف و خاصة حزب الإصلاح المقرب من النظام و الوجهة المفضلة لمعظم المغاضبين في انتظار ربما العودة من الباب الواسع.
بالمقابل لا يمكن التقليل من شأن حظوظ حزب الإنصاف القائمة والقوية بحجة دعم السلطات له و قوي المال و الأعمال بالإضافة إلي العقلية و القناعة الحاصلة و الراسخة لدي العامية بضرورة مناصرة الحزب الحاكم الواجهة السياسية للنظام بدون تردد و كذلك حجم المشاركة الوطنية الواسعة للحزب علي مستوي جميع الدوائر الإنتخابية .
في ظل التقارب الحاصل بين المعارضة التقليدية والنظام و تراجع أدوارها و حضورها داخل الساحة الوطنية و تفاقم الخلافات بينها مما سيعيق و يحد من حجم المنافسة في معظم الدوائر .
التحدي القادم خلال الإستحقاقات المرتقبة أمام حزب الإنصاف سيكون حزب تواصل نظرا للقاعدة الشعبية الثابتة لديه ذات البعد العقائدي و الحضور القوي في دوائر و مناطق واسعة من الوطن، رغم الإنسحابات المتكررة لبعض القيادات الوازنة من حزب تواصل نحو حزب الإنصاف و مغازلة آخرون للنظام علي وشك الرحيل .
بالإضافة إلي مجموعات سياسية متطرفة ذات بعد شرائحي علي غرار حركتي ايرا و افلام تراجعت شعبيتها لاحقا في ظل تنامي خطاب الكراهية لديها و كشف نواياها.
تأسيسا لما سبق لا شك أن الحضور القوي للفريق محمد ولد مكت علي رأس اللائحة الوطنية لحزب الإنصاف سيكون بمثابة رد كافي لما أشيع من ممانعة أو عدم قبول ترشيح الضباط المتقاعدين و يؤكد جليا السير قدما نحو رئاسة البرلمان إن شاء الله كما أثير سابقا داخل الأوساط الإجتماعية،
إذا كان بعض المراقبين يري أن الإستحقاقات القادمة ستفتح آفاقا جديدة في المشهد السياسي الموريتاني فإن هذه الإنتخابات ليست غاية في حد ذاتها بقدر ما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية تخدم مصالح المواطنين و تدافع عن قضايا الوطن حيث أن الدولة تكون قوية بمؤسساتها و بوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية ليس إلا.
كما قال و أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في أكثر من مناسبة ضمن خطاباته علي مستوي فعاليات مهرجان مدائن التراث نسختي وادان و تيشيت.
حفظ الله موريتانيا.
رمضان كريم .