مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الكشف عن سوق سوداء في جامعة نواكشوط

تنتشر ظاهرة الرشوة والمحسوبية بصورة اتراجيدية في بلادنا؛ و لا يكاد يوجد فيه استثناء لأي قطاع من قطاعات الدولة من التبعات السيئة لهذه الظاهرة . فليس في مقدور مواطن أن يحصل على خدمة من الخدمات العمومية ، مهما كانت تفاهتها، في مختلف الإدارات إلا بعد   دفع رشوة لأحد عمالها أو باستخدام " واسطة" من أقاربه أو أصدقائه ، أو من بني قبيلته أو جهته أو شريحته . أما الخدمات الإدارية المحكومة بالقانون ، فهذه ما عاد أحد يأمل في إمكانيتها. ومن أغرب ما يروج هذه الأيام، في هذا السياق المخل، أي في مجال تطور أساليب الرشوة وانتشار نطاقها ، هو ما يطلق عليه الطلاب " السوق السوداء" . فما هي السوق السوداء في الجامعة؟.

يطلق الطلاب " السوق السوداء" في الجامعة على ظاهرة شراء بطاقات المطعم الجامعي.. فمطعم الجامعة يعطي بطاقات لدخول المطعم لتناول وجبات الغداء مقابل مبلغ ( 50 أوقية).

وهو، فعلا، مبلغ زهيد إلا أنه، لكي يدخل الطالب إلى المطعم ويحصل على وجبته، يلزمه أن يقطع بطاقة الدخول بأربع وعشرين ساعة قبل ذلك . وهذا ما حول المطعم إلى " سوق سوداء" ؛ حيث مكن هذا الفاصل الزمني، بين قطع البطاقة والوصول إلى الوجبة، عمال المطعم من الارتشاء . فالطلاب الذين يريدون اختصار الزمن ويأكلون وجباتهم في نفس اليوم الذي قطعوا فيه البطاقات يلجؤون إلى تقديم رشوة مالية لعمال المطعم . وهذه الرشوة هي ( 150 أوقية) إضافية ليصبح المبلغ الاجمالي ( 200 أوقية) بدلا من ( 50 أوقية)؛ فتذهب الـ ( 50 أوقية) إلى صندوق المطعم ، بينما تذهب ال (150 أوقية ) إلى جيوب العمال المرتشين. ليس هذا فحسب، فهذا الأسلوب مكن الطلاب المنحدرين من أسر ميسورة من شراء أكثر من بطاقة غداء وتوزيعها على أصدقائهم وصديقاتهم ، الذين قد لا يكونون من الطلاب؛ فيحولون بذلك دون وصول خدمة المطعم إلى زملائهم من الأسر الفقيرة، علما  أن الوجبات اليومية محدودة في العدد . وإذا استمرت " السوق السوداء" في مطعم الجامعة ، فإنه سيتحول من دوره النبيل إلى أقذر دور في إثراء فاحش للمرتشين على حساب الدولة والطلاب، وخصوصا من الفقراء.  ومن هنا ، وجب التنبيه قبل استفحال الظاهرة..

سبت, 02/01/2016 - 09:21