مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

لحظة وداع رجل بحجم وطن/ بقلم: اباي ولد اداعة

في جنازة مهيبة و بحضور رسمي و شعبي كبير و ضخم قل نظيره وطنيا شيعت موريتانيا رمزها الوطني الوحدوي المرحوم الصوفي الذي شكل رمزية لمجموعة من القيم الوطنية نحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضي .
الشئ الذي يؤكد جليا أنه شخص إستثنائي من جيل استثنائي قد لا يتكرر.
لكن سيبقي الراحل مدرسة تذكر بالخير والعمل الوطني المخلص .
في حين عكس هذا الحضور الجماهيري الواسع حجم القيمة الوطنية للفقيد و مستوي التعاطف الشعبي اتجاه القضية .
حيث أن ما يتطلع إليه الشعب اليوم في ظل هكذا ظروف و سط مشهد جنائزي رهيب هو إظهار الحقيقة لأهل الضحية و الرأي العام و أن تأخذ العدالة مجراها الطبيعي في هذه القضية المثيرة للجدل بكل شفافية في انتظار اكتمال التحقيقات و التحريات و تحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة النكراء و الوقوف علي ابعادها و حيثياتها، وتقديم الجناة الي العدالة و إنزال اقصي العقوبة عليهم ليكونوا عبرة لغيرهم.
ما عجز عنه الكثيرون في إطار التعاطي مع القضايا الوطنية حققه المرحوم من خلال خطاباته و دعواته الموحدة والجامعة وجسده اليوم هذا الحضور الكبير و المتنوع لمختلف مكونات الشعب الموريتاني في مشهد واحد و موقف واحد و ألم واحد و حزن واحد بعد رحيله.
برهن لدعاة الفتن و التخريب و التحريض أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للتعايش المشترك و لبناء الوطن ليس إلا. 
إن أقل ما يمكن أن يقال في هذا الصدد أن موريتانيا فقدت قامة وطنية كبيرة و شخصية رسخت في وطننا الكثير من القيم الوطنية و المبادئ ،خاض نضالا وطنيا دافع خلاله عن الحريات و الديمقراطية و العدالة الإجتماعية و عن حقوق الشعب و تماسك وحدته .
ستتذكر الأجيال لاحقا عطاءه و دوره و حرصه علي ان تكون موريتانيا حاضنة لكل ابنائها
الأمر الذي يؤكد ان المرحوم لو اراد غير هذا الطريق الذي اختاره بإرادته لكان له ذلك من بداية حياته إلا أنه فضل أن يدافع و يناضل من أجل إشاعة ثقافة التآخي والتسامح و العيش المشترك و الدعوة الي الوحدة و اللحمة الوطنية .
لذا يمكن القول إننا برحيله فقدنا جزءا من مشروع وحدة و من مشروع وطن.....
نسأل الله له الرحمة والغفران و ان يجعل ذلك في ميزان حسناته و أن يلهمنا و أسرته و أهله حسن العزاء و إنا لله وإنا إليه راجعون. 
وفي نفس السياق ينبغي تبني فكرة إنشاء صرح أو معلم يخلد ذكري رحيله تثمينا و تقديرا لجهوده الوطنية في هذا الشأن.

حفظ الله موريتانيا.

 

أربعاء, 15/02/2023 - 12:07