مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

المواسم السياسية و فرص القفز علي القيم والأخلاق/ بقلم: اباي ولد اداعة

في ظل التراجع الملحوظ لمنظومة القيم و الضوابط الإجتماعية .
و علي هامش زيارة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لعاصمة ولاية اترارزه
روصو لوحظ وسط حشد شعبي إقبال البعض المتزايد علي أساليب المكر والخداع و التفنن والإبتكار في النفاق الشئ المرفوض أخلاقيا في إطار دولة القانون و المؤسسات  علي غرار  إستنساخ زيداني ( نسخة كربونية بل فوتواغرافية طبق الأصل)
بصفات وجينات جديدة تحمل آخر صيحة من النفاق السياسي و الإساءة علي الوافدين من ساكنة الولاية استعدادا و تحضيرا لإستقبال رئيس الجمهورية ،عبر مكبرات صوت ضخمة أزعجت الحضور من خلال ممارسة و إتقان فنون التطبيل و التملق و الإحتيال مما سيعزز من حضور و نفوذ هؤلاء المتملقين داخل المشهد السياسي و المناسبات الوطنية الكبري سبيلا في تقنين و شرعنة تلك المسلكيات والممارسات المذمومة و المشينة و إتساع رقعتها وطنيا .
علي مرأي و مسمع من الجميع و من مختلف مكونات النخب الوطنية : السياسية ،الثقافية، الدينية، الحقوقية ،الإقتصادية.......،الخ. دون أيما اعتراض أو إستنكار يذكر.
في حين يقال إن هؤلاء المنافقين و المهرجين من إنتاج و صناعة النخبة الوطنية نفسها حيث شكلت دوما ملاذا آمنا وملجأ لهم وبئة حاضنة لهؤلاء الأشخاص  لحاجة في نفس يعقوب.
إن النخب هي الطلائع المجتمعية التي  يفترض أن تضطلع بأدوار وطنية شتي علي غرار تحقيق التنمية و تعزيز الموارد فهي القوة الإجتماعية الدافعة والمنتجة للقيم و التي يقع علي عاتقها مهمة البناء الإجتماعي .
حيث أن ظاهرة التملق تؤدي إلي انعدام تكافؤ الفرص و تقتل روح المبادرة الجادة لدي الأفراد وتدمر النسق الإجتماعي و تفككه الي أشلال و تساهم في انتشار الجهل وسيادة الأحقاد والضغائن في ظل انهيار القيم و انحطاط الكرامة الإنسانية.
كما أن التملق في أقصي تجلياته يولد جيلا فاسدا مخادعا لا يدرك وظيفته التفاعلية داخل  وسطه الإجتماعي و يكرس لإنهيار العدل ويرسخ ثقافة الفساد .
في إطار المعالجة ينبغي وضع ضوابط تؤسس لقطيعة تامة مع هكذا ممارسات أمام الملأ و تساعد علي الإرتقاء بالنفس والنأي بها عن ما من شأنه ان يأتي لها بالذل و الهوان .
بالإضافة الي تفعيل دور النخب الوطنية لما يترتب علي ذلك من ضرورة  لنشر ثقافة التسامح و التآخي و التعايش السلمي و إشاعة مكارم الأخلاق ضمانا لأمن وإستقرار البلد.
و امتثالا و نزولا عند رغبة الشاعر احمد شوقي في إحدي روائع شعره الخالدة : -

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت           فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

حفظ الله موريتانيا من كل سوء.

سبت, 04/02/2023 - 12:09