.gif)
.jpg)
بدأت في مدينة تشيت بولاية تكانت صباح الجمعة، فعاليات مهرجان المدن القديمة، تحت إشراف الرئيس محمد ولد الغزواني بحضور حرمه مريم بنت الداه ووزير الثقافة وعدد من أعضاء حكومة الوزير الأول.
كما كان من بين الحضور زعيم مؤسسة المعارضة وقادة أحزاب سياسية والعديد من الشخصيات الموريتانية الأخرى، بالإضافة إلى السلطات الإدارية والمنتخبين وجمع معتبر.
وقد تم خلال الحفل إلقاء الرئيس ولد الغزواني لخطاب، قال فيه أنه "يجدد التأكيد على لزوم الوقوف في وجه النفس القبلي والشرائحي المتصاعد".
وأضاف الرئيس غزواني خلال كلمته في حفل افتتاح مهرجان مدائن التراث بمدينة تشيت، "ما نبذله من جهود في سبيل تعزيز الصمود على مختلف المستويات لن يكون له كل الأثر المطلوب ما لم يواكبه تغير عميق في العقليات والمسلكيات الاجتماعية في الاتجاه الذي يخدم مفهوم المواطنة وضرورات الدولة الحديثة".
وأشار ولد الغزواني إلى أنه أكد "في النسخة الماضية في مهرجان مدائن التراث بمدينة وادان على ضررورة تطهير المسلكيات من النظرة السلبية لدى بعضنا اتجاه البعض وما يصاحبها من أحكام مسبقة وصور نمطية زائفة". مؤكدا أنه وجه "الحكومة بالتطبيق الصارم للقانون في هذ السياق وباتخاذ ما يلزم من إجراءات على مختلف المستويات للتعجيل بالخلاص نهائيا من هذه المسلكيات".
وأكد ولد الغزواني أنه "ليس من المعقول ولا من المقبول ونحن في الألفية الثالثة أن نشهد ما تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة من تحول بعض النزاعات العقارية إلى صراعات قبلية بدائية حادة وعنيفة، يناقض حصولها مفهوم الدولة الحديثة وتعطل التنمية وتلحق بالغ الأثر بالنسيج الاجتماعي".
وقال الرئيس غزواني، خلال افتتاح مهرجان مدائن التراث، إن "الدولة تعترف وتحمي الملكية العقارية الخاصة المستوفية للشروط القانونية كما تعترف وتحمي الحيازة بالمنح المشروط ما تحقق الشرط، لكنها عملا بأصالة ملكيتها للأرض وإنفاذا لمقتضيات القانون وتغليبا للمصلحة العامة لن تقبل بأي وجه من الوجوه أن تعطل الموارد الطبيعية والمشاريع التنموية بادعاء ملكية تفتقر إلى السند القانوني".
وأضاف الرئيس غزواني، أن الدولة ستتصدى بكل حزم وصرامة لكل التصرفات الخارجة عن القانون، مؤكدا أن "الفصل في النزاعات من اختصاص القضاء حصرا ولا يحق لأحد أن يسعى إلى أن ينتزع لنفسه ما يراه حقا له". مشددا على أن ماتبذله الدولة "من جهود في سبيل تعزيز الصمود على مختلف المستويات لن يكون له كل الأثر المطلوب ما لم يواكبه تغير عميق في العقليات والمسلكيات الاجتماعية في الاتجاه الذي يخدم مفهوم المواطنة وضرورات الدولة الحديثة".
الرئيس ولد الغزواني، أكد إنه حرص على أن يكون مهجان مدائن التراث احتفالا تراثيا ومشروعا إنمائيا في آن واحد. مضيفا أن الحكومة خصصت "لهذه النسخة من المهرجان كما للنسخة التي قبلها ما يناهز ثلاثة مليارات أوقية قديمة لتمويل مشاريع تنموية في مجالات مختلفة كالمياه والطاقةوالزراعة والبيئة وغيرها". مؤكدا أن "مهرجان مدائن التراث فرصة قيمة لتثمين كنوزنا التراثية واستحضار حقب مضيئة من تاريخنا العريق من أجل أن تبقى حية في وجداننا الجمعي".
وشدد غزواني على حرصه، "من خلال مجمل سياساتنا العمومية على تقوية روح الصمود التي تأسست عليها مدينة تشيت وازدهرت، اجتماعيا بمحاربة الإقصاء والفقر وببناء المدرسة الجمهورية، واقتصادي بتنمية قطاعاتنا الانتاجية والعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي والتنمية المستديمة وسياسيا بتقوية مؤسساتنا وترسيخ الحريات وترقية حقوق الإنسان".
كما ألقى وزير الثقافة محمد ولد اسويدات خطابا، أكد فيه، أن الحكومة اعتمدت «مقاربة ثقافية تنموية» في مهرجان مدائن التراث". مضيفا القول بأن: "الحكومة طورت المهرجان ليشمل مكونة تنموية متعددة القطاعات «من شأنها تثبيت السكان في مدنهم، وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم".
ونبه وزير الثقافة، إلى إن المقاربة التي اعتمدت الحكومة تجمع بين الاحتفاء بالماضي والعناية بالحاضر والاستشراف الحصيف للمستقبل؛ “كي تظل حواضر وحواضن هذا الموروث عامرة”. مستعرضا بعض إنجازات قطاعه كاستحداث أسبوع وطني للثقافة والشباب والرياضة المدرسية شهدت النسخة الأولى منه مشاركة أكثر من 3700 شاب وشابة من مختلف مقاطعات الوطن، وتنظيم أول نسخة من بطولة الأحياء في نواكشوط، شارك فيها 1700 شاب ما دون 18 سنة من مختلف أحياء العاصمة نواكشوط.
وأضاف الوزير أن قطاعه دعم ما يربو على 800 جمعية ونادٍ شبابي ورياضي، بغلاف مالي يصل إلى أزيد من مائتي مليون أوقية قديمة.
كما ألقى عمدة بلدية تشيت كلمة ترحيبية خلال الحفل.
.jpg)