الرئيس ولد الغزواني والعلامة عبد الله ولد بيه يشرفان على افتتاح النسخة الثالثة من  "المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم"

بدأت في العاصمة نواكشوط صباح الثلاثاء، فعاليات "المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم" في نسخته الثالثة، والمنظمة هذه السنة تحت شعار "ادخلو في السلم كافة "، وذلك تحت رعاية وإشراف الرئيس محمد ولد الغزواني والعلامة الشيخ  عبد الله ولد بيه رئيس منتدى أبو ظبي للسلم.

خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، ألقى رئيس المنتدى العلامة عبد الله ولد بيه كلمة، رحب فيها بالحضور وقال: "إننا نلتقي في ظرفية يعيش فيها العالم دوامة من العنف، لذلك نسعى لنشر السلم. وإن  الدعوة للسلم والبحث عن أسباب العافية هي محور الحوار". مضيفا القول إن: "المشاركين في المؤتمر هم نخبة من المفكرين وعدد من الشباب المثقف"، متقدما بالشكر  للرئيس محمد ولد الغزواني على رعايته التي وصفها بـ"الهامة" لـ "موضوع السلم وعلى المقاربة الأمنية التي حققها والتي لقيت إعجاب المنظومة الدولية".

ونبه العلامة عبد الله ولد بيه إلى أنه: "مهما كانت التحديات فعلينا نشر النصوص الشرعية الداعية للسلم والدعوة للتسامح من  أجل إنقاذ الأرواح البريئة ونشر السلام في ربوع افريقيا، الي تحتاج  اليوم، وقبل كل شيء إلى وقف الحروب". منبها إلى أنه: "من دون السلام لا دين ولا دنيا ولا استقرار ولا تنمية ولا ازدهار".

الرئيس محمد ولد الغزواني خلال كلمة له، أكد أنه يجب على الجميع رص الصفوف والتصدي "معا للعنف في مختلف أشكاله وآثاره المروعة، ليس أمنيا واقتصاديا وإنما كذلك في المقام الأول فكريا وثقافيا". مضيفا القول بأن: "الدفاع عن السلام والأمن والاستقرار لا يكون فعالا إلا بالتحصين القوي لعقول الأفراد ووجدان المجتمعات في وجه الخطابات الممجدة للعنف على اختلاف أشكالها".

وقال الرئيس ولد الغزواني: "إننا في موريتانيا أدركنا باكرا ضرورة جعل البعد الفكري مكونا أساسا في مقاربتنا الأمنية المندمجة، وقد أبلى مفكرونا وعلماؤنا وقادة الرأي لدينا بلاء حسنا في مقارعة أصحاب التطرف والغلو بالحجة والدليل ونشر قيم التسامح والاعتدال مستلهمين التاريخ العريق لبلدنا في التعايش السلمي والتنوع الثقافي الثري والتبحر في علوم الدين الإسلامي والتمسك بقيمه مع العمل على نشرها في اعتدالها ونقائها الأصليين".

وشدد الرئيس محمد ولد الغزواني، على أن "الانتصار على العنف والإرهاب والتطرف لا يمكن أن يستديم إلا إذا كان انتصارا ثقافيا وفكريا بقدر ما هو انتصار اجتماعي واقتصادي وأمني، وهو ما يتطلب عملا دؤوبا على ترسيخ قيم التسامح والانفتاح والعدل والتآخي ، كما يستوجب منا ترسيخ ثقافة أولوية السلم والأمن عموما من حيث هو شرط أساس في إمكان التطور والازدهار".

وقد جرت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، بحضور رئيس النيجر والوزير الأول وأعضاء حكومته وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية وقادة وممثلو عدد من التشكيلات السياسية الموريتانية والسلك السلك الدبلوماسي والمنظمات والهيئات الدولية المعتمدة في موريتانيا وجمع معتبر من المدعوين.

تجدر الإشارة إلى أنه ستعقد خلال هذا المؤتمر، جلسات تتناول محاور مختلفة هي:

كالمحور التشخيصي: جغرافية الأزمات في القارة الإفريقية”، ومحور الحوار والمصالحات.. التأصيل والتنزيل، ومحور تصحيح وترشيد المفاهيم المرتبطة بتعزيز السلم”والدولة الوطنية وتعزيز السلم.

كما ستنظم ورشات حول دور المؤسسات التعليمية في تعزيز السلم داخل القارة الإفريقية، والتنمية على بساط السلم والهجرة غير الشرعية.. مأساة متكررة ومقاربات إنسانية والشباب ضمن أعمال قمة الشباب والسلم، والمرأة ودورها في تعزيز السلم، والسلم في التراث الإفريقي.