مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

العاصمة نواكشوط ... قصة التأسيس

أحمد أبات

 

في سهل ساحلي تحده الكثبان الرملية من جهات عدة، استقرت مجموعات محلية منذ مئات السنين على شكل تجمعات بدوية قرب بعض آبار هذه المنطقة أو على شكل قرى شاطئية، مازالت معالم المنطقة من مقابر قديمة كمقبرتي النبرش وانواجلال... وتسميات كتيارت وتنسويلم ...شاهدة على ذلك الوجود.
اختلف الباحثون على أصل تسمية هذه المنطقة بنواكشوط، وإن كان أغلبهم رجح أصلها البربري حيث رأى البعض ان أصلها هو كلمة "أن اكشط" وتعني المكان الذي به اصداف، ورأى البعض الآخر أن اصلها هو " كشظ " وتعني بدون آذان وهو شكل نوعية من الكثبان تنتشر في المنطقة ..وتفسيرات أخرى عديدة.

نواكشوط ... بلدة صغيرة
      ...............................

آواخر دجمبر 1903وصل إلى شواطئ نواكشوط على متن سفينة  اكزافييه كبولاني رفقة فرقة عسكرية بقيادة الرائد لويس فريرجان، وبعد رحلات استطلاع واستكشاف في المنطقة وقع الاختيار لبناء مركز على كثيب مرتفع (قرب مقر شركة المياه حاليا ) على بعد حوالي 800م إلى الشمال الغربي من موقع آبار نواكشوط، مقابل قرية طرفاية منصور على الشاطئ حسب ما ذكر الرائد لويس فريرجان في مذكراته "قصص مغامرات وجولات وحروب في أرض البيضان" .
بعد أيام قليلة غادر كزافييه كبولاني نواكشوط تاركا مهمة بناء المركز والاشراف عليه للرائد المقرب منه لويس فريرجان... لم يعمر هذا المركز طويلا بعد مقتل كبولاني على يد المقاومة الوطنية في تجكجة، حيث تم هجر المركز عام 1908 وتلاشى الاهتمام بنواكشوط، بقيت اطلال مركز فريرجان هذا حيث عرفت من طرف السكان المحليين ب "الدويرة الخاربه " حسب بعض المهتمين بتاريخ المنطقة.
بعد استتباب الوضع إلى حد ما للفرنسيين عاد الاهتمام بنواكشوط من جديد كمحطة مهمة على الطريق الاستعماري الرابط بين المستعمرات في الجنوب والشمال، وهكذا شرع الفرنسيون عام 1929 في بنائهم مركزهم الثاني في نواكشوط على شكل قلعة، تلك القلعة أو المركز الذي يرى كثير من الباحثين أنها شكلت النواة الحقيقية لمدينة نواكشوط حيث تشكلت حولها تدريجيا بلدة صغيرة عرفت ب "لكصر" ..وقد لعب هذا المركز ادوارا مختلفة في تاريخ هذه المدينة ( حيث كان في بعض الفترات مقرا للحامية الفرنسية، مقرا للحاكم الفرنسي، مقرا لمقاطعة بيلا، سجن مدني، ...) كما حمل تسميات عديدة كان آخرها "سجن بيلا " وهو اليوم أطلال مهجورة.
سنوات قليلة بعد ذلك، في منتصف الثلاثينات اتخذت شركة لاكومب للنقل (شركة يملكها فرنسي كانت تحتكر النقل البري في موريتانيا ) من نواكشوط محطة رئيسية لها وهو ماكان له دور كبير في تطور البلدة الصغيرة " لكصر "، استمرت نواكشوط كبلدة صغيرة في النمو تدريجيا حيث شيدت بها بعض المباني والمنشآت وإن كانت قليلة حتى عام 1947 حيث صدر قرار باعتبارها قسم (Subdivision ) تابع للترارزة.

نواكشوط ..عاصمة لموريتانيا
 ......................................

مع تسارع وتيرة الوعي والنشاط السياسي في موريتانيا في النصف الثاني من الاربعينات ومطلع الخمسينات، أصبحت الحاجة ملحة لإنشاء عاصمة للبلد على أديم أرضه تحتضن مختلف الإدارات الحكومية ومختلف الانشطة السياسية والثقافية...بدلا من تمركزها في في مدينة سانت لويس " اندر " السينغالية وهو ما ترجم في مطالبات دائمة للسلطات الفرنسية بتحويل العاصمة إلى أرض الوطن وهو الأمر الذي ظلت تتلكأ في الاستجابة له.
يقول الرئيس المختار ولد داداه في مذكراته (موريتانيا على درب التحديات ص 145 ) :《 من الإنصاف للتاريخ التنبيه إلى أن اختيار هذا الموضع كان قائما من قبل سنة 1957 (تاريخ صدور المرسوم القاضي بنقل العاصمة من سانت لويس إلى نواكشوط ) ولكنه كان واحدا من اختيارات عدة فهناك أماكن أخرى رشحت لإيواء عاصمة هذا البلد منها نواذيبو وروصو 》
وهو نفس رأي " كريستيان ليغري " حاكم موريتانيا (1944-1946): حيث يقول : 《 كان القصد من بناء فرقة الهندسة سنة 1945 لماسمي ' كبولاني ' الواقع على مسافة 20 كلم شمال نواكشوط هو جعله مقر الحكومة لاحقا وإن كانت تلك لا أقول سرية ولكنها مبيتة 》.
وهو مايعني ان التفكير في اختيار نواكشوط كعاصمة للبلد لم يكن وليد اللحظة في نهاية الخمسينات وإنما قبل ذلك بكثير.

اجتماع تحت الخيمة
             ......................... 

عام 1957 بلغت المطالبة بتحويل العاصمة ذروتها حين قررت الحكومة المنبثقة عن قانون الإطار عقد أول اجتماع لها في نواكشوط تحت خيمة يوم 12 يونيو 1957في منطقة اختارتها لتأسيس العاصمة وهو ما مثل رسالة تحدي واصرار على بلوغ ذلك الهدف وهو ما استجابت له السلطات الفرنسية باصدارها مرسوم نقل العاصمة من سانت لويس بالسينغال إلى نواكشوط بموريتانيا في 24 يوليو 1957.
بعيد صدور المرسوم القاضي بتحويل العاصمة من سانت لويس إلى نواكشوط تزايدت وتيرة الإجراءات المحضرة لتأسيس العاصمة الجديدة، كتسوية بعض الأمور المتعلقة بحقوق السكان الأصليين وتجهيز مخططات المدينة الجديدة وتعبئة الموارد المالية الضرورية لتشييدها،وبعد مراجعة مخططات عمرانية عدة كمخطط برنارد هيرش وهنري سروتي ثم مخطط المهندس لينيفيل ولاكونت  من طرف الحكومة والوالي الفرنسي 'البرت موراگ' تم اعتماد المخطط النهائي للعاصمة نواكشوط والمكون من جزئين:
المدينة الجديدة(العاصمة) بأحيائها وشوارعها ومبانيها الإدارية والخدمية..على بعد حوالي 2 كلم إلى الجنوب الغربي من البلدة القديمة.
والبلدة القديمة في الشمال الشرقي والتي احتفظت باسمها القديم لكصر،
وكان من عيوب المخططات التي تم على أساسها تشييد العاصمة عدم توقعها للتحديات الديمغرافية والبيئية الكبيرة التي ستواجهها المدينة في المستقبل.
بعد الكثير من الجولات التي قام بها الوزير الأول المختار ولد داداه بين نواكشوط العاصمة المستقبلية وسانت لويس العاصمة الفعلية لموريتانيا آنذاك حيث مقر الحكومة والمجلس الاستشاري ومختلف الإدارات والمصالح التابعة لهما وباريس تمت الموافقة على تحديد يوم 05 مارس 1958 موعدا لوضع حجر الأساس للعاصمة الجديدة نواكشوط والانطلاق الفعلي لأشغال تشييدها.

حجر أساس نواكشوط
           ............................

تم وضع حجر الأساس في جو احتفالي بحضور الوزير الأول حينها المختار ولد داداه ووزير ماوراء البحار الفرنسي جيرارد جاكى ورئيس الجمعية الوطنية سيدي المختار ولد يحي انجاي وجمهور كبير من المسؤولين المحليين والوجهاء وسكان البلدة القديمة لكصر.
وانطلقت المجموعة الأولى من الأشغال المكونة من 40 منزلا بالإضافة إلى مستوصف (المعروف شعبيا ب"طب موزي") ومدرسة من 3 حجرات (هي المدرسة رقم 8 التي احتضنت الجمعية الوطنية على مدى سنتين)، وقد تم إنجاز هذه المجموعة على عجل لتحتضن الدفعات الأولى من الموظفين والإدارات الحكومية التي شرع في نقلها من مقرها السابق في سانت لويس إلى نواكشوط، ومع نهاية العام 1958 كانت الحكومة والجمعية الوطنية ومعظم المصالح والإدارات.. قد انتقلت إلى العاصمة الناشئة نواكشوط وإن كان بعضها حط الرحال في مقرات مؤقتة بانتظار اكتمال عمليات التشييد، وعلى مدى السنتين اللاحقتين (1959-1960) تسارعت وتيرة البناء والتشييد بفعل التحضير لإعلان الاستقلال يوم 1960/11/28، حيث اكتمل بناء شوارع و أحياء ومباني حكومية جديدة كالقاعة الكبيرة التي نظم فيها حفل الاستقلال والتي لاتزال موجودة (هي حاليا مقر للأرشيف الوطني ).    
في السنوات التي تلت الاستقلال شهدت المدينة تمددا سريعا في مختلف الاتجاهات، لكن هذا التمدد والنمو تضاعف بشكل كبير وغير متوقع مع مطلع السبعينات بسبب الجفاف الذي شهدته مناطق واسعة من البلاد تلك الفترة وصاحبته موجات هجرة من الريف إلى المدن خصوصا العاصمة نواكشوط،الشيء الذي أدى إلى ظهور الأحياء العشوائية بالعاصمة وتدهور بنيتها التحتية والخدمية وهي المشاكل التي تفاقمت مع مرور الزمن بسبب غياب الحلول المناسبة لها، ومازالت تعيق تنظيم وتحديث المدينة حتى اليوم.
رغم ذلك تبقى نواكشوط أهم مدن البلد وتوأم الاستقلال حيث ترافق تأسيسها مع إعلان الاستقلال، وتحتفظ ذاكرة من عاصروا فترة التأسيس تلك بذكريات جميلة عن عاصمة رأت النور فجأة بين كثبان رملية جرداء، في ظروف بالغة الصعوبة ورغم ذلك استطاعت احتضان ميلاد وتأسيس دولة .

قالوا عن نواكشوط 
      ................................   

 (شهادات لبعض من عاصروا نشأة نواكشوط وردت في كتاب "انواكشوط عاصمة موريتانيا.. خمسون عاما من التحدي " الصادر 2006 ).

مريم داداه :(زوجة أول رئيس لموريتانيا)
عندما حلقت بنا طائرة DC3  فوق عاصمتنا المستقبلية نواكشوط قال لي زوجي بفرح لقد وصلنا فنظرت للأسفل فلم أر سوى كثبانا ذهبية جميلة وبضع دور متناثرة هنا وهناك على الرمل..أمام هذا المشهد أخذتني رهبة أنا الفتاة القادمة من باريس،
و في طريقنا إلى الفيلا الصغيرة المخصصة لنا رأيت لوحات كثيرة مكتوب عليها هنا سيشيد قصر العدالة أو وزارة التهذيب...كان منزلا متواضعا في منطقة لايتخلل صمتها إلا عواء الضباع مما لم يكن يطمئنني فكنت لا أتردد في السكن عند اسرة مجاورة في حالة سفر الرئيس ..في تلك الفترة كان الماء يجلب بالصهاريج من روصو و الكهرباء يحصل عليها لمدة ساعات عن طريق مولد كهربائي، كانت الأمور مستعجلة لأن الاحتفالات بإعلان الاستقلال 28 نوفمبر 1960 كان يقترب موعدها ..خرجت البنايات الأولى من الأرض في بضعة أشهر وانضافت إلى الدور المخصصة لسكن الموظفين القادمين من "سان لويس" ...كانت المدينة صغيرة جدا في البداية.

أحمد ولد سيدي باب (وزير سابق)
وصولي إلى نواكشوط قديم، كان ذلك سنة 1952، كنت قد انهيت دراستي الابتدائية في اطار فسلكت الطريق متوجها إلى سانت لويس، كان نواكشوط دور صغيرة على كثيب لايعدو كونه نقطة معبر، كانت هناك شركة قديمة للنقل تدعى "لاكومب" تقوم بالنقل في سيارات من نوع " ت. 45 ".

 سيداتي ولد آبه رحمه الله : (عميد الفنانين)
عرفت نواكشوط قبيل الاستقلال الداخلي 1958 بعدما استدعتني سلطات دائرة تكانت الإدارية في تجكجة  ويومها كنت في البادية وقالت لي إني مطلوب في نواكشوط وارسلت إلي طائرة خاصة، كانت اول طائرة أراها في حياتي وعندما وصلت نواكشوط لم يكن هناك إلا "لكصر" .. ثم أمرت بالتوجه إلى سان لويس لتلحين النشيد الوطني فقضيت يوما واحدا في نواكشوط ثم توجهت إلى سان لويس..حيث لحنا النشيد الوطني بحضور ممثل عن الحكومة الفرنسية ،قام بتسجيله وذهب به إلى فرنسا وكان ذلك قبل الاستقلال.
 لما انتقلت الإذاعة من سان لويس إلى نواكشوط جعلوها في دار صغيرة قرب دار الثقافة الحالية، وكان معظم عملها يتم  في سيارة مجهزة(استديو متنقل)..
ولما جئت إلى الإذاعة إمتنعت في البداية عن التسجيل لأنني كنت بدويا ولم أفهم ماكانوا يريدونه مني..وقالوا لي إن الإذاعة لايمكن ان تسير دوني وانه علي ان اسجل "موسيقاي" لأحفز الجمهور على الاستماع إلى الإذاعة،وكان يومها قلة من الناس لهم أجهزة إذاعة وكان الموجود منها كله من طراز "كورير" وتحتاج إلى بطاريات كبيرة منفصلة..ولم يكن هناك اي تلفزيون..
وكانت التظاهرات الثقافية الأولى تنظم في الساحات الموجودة بجانب دار الشباب الحالية وكان الإقبال عليها كبيرا..
هل كنت أريد أسكن انواكشوط؟ نعم لقد أشتريت دارا في "لكصر" ب :60.000 افرنك افريقي لكن عندما وصل الخبر إلى أحد أقربائي غضب وطلب من البائع أن يعيد إلي الثمن ، كان يرفض أن أسكن في العاصمة لأنه كان يخشى أن تقفر بلادي الأصلية..هذا وقد سكنت نهائيا في نواكشوط أنا و أسرتي سنة 1965.
كان الناس يعيشون في رغد في نواكشوط..وقد غير سكني فيه من نمط حياتي بصفتي فنانا..فقد انشأنا أول منظمة  للفنانين وكنت رئيسها وكانت تظاهرات الأعياد تنظم في العراء على كثيب يسمى كثيب "الفرنان" قرب بنايات " ابلوكات " بجانب السوق في نواكشوط.

ديا با : (وزيرة سابقة)
أسكن نواكشوط منذ 1959 حيث كان ابي عضوا في الحكومة التي أنتقلت من سان لويس إلى نواكشوط..
كانت هناك مجموعة صغيرة من البيوت امام المقر الحالي لوزارة التنمية الريفية يسكنها اعضاء الحكومة والرئيس وبيوت اخرى صغيرة في المقر الحالي ل "BMCI" و "BNM" يسكنها رؤساء المصالح..وكانت آخر دار على الجنوب ممايلى "بلوكات" هي دار الرئاسة.
كان كل شيء يتمركز في حي "لكصر" اما حي العاصمة "كابيتال " انذاك فلم تكن به مدارس ولا أسواق ..وكانت لنا سيارة قديمة من نوع 2CV تحملنا إلى المدرسة في "لكصر".
لا أظن ان ما كان يتوقع لنواكشوط هو الواقع اليوم، أحس أحيانا عندما اتجول في أحياء مثل عرفات والرياض وغيرها..أني قد سلبت شيئا ما..أن "نواكشوطي" قد اخذ منى.

جان ساهوك : (مهندس فرنسي)
قدمت إلى نواكشوط يوم 14 يوليو 1954  لم تكن هناك عاصمة كان هناك حي "لكصر " فقط يسكنه مايناهز 500 نسمة..كما كان هناك مدرج للطيران، بعد سنة 1954 عملت لثلاث سنوات في أطار ثم عدت إلى نواكشوط سنة 1958 حيث شرعنا في الأعمال الأولية ،فشيدنا مدرج المطار و الشارع الرئيسي( حاليا شارع جمال عبد الناصر) وعدة كيلومترات من الطرق داخل المدينة، و بنايات الوزارات و"بلوكات " ثم فندق "مرحبا" 1962-1963 والمستشفى  الوطني 1963 وعدد من المدارس ومرفأ نواكشوط وأول قصر رئاسي ثم سفارة فرنسا..
في بداية الستينات كانت الحياة في مدينة نواكشوط بسيطة فقد كان عدد السيارات مابين المائة والمائتين..لم تكن هناك أنشطة كثيرة ولا حتى بعض المرافق فلم تكن هناك ثانوية، وكان هناك طبيب واحد اواثنان وكانت نواكشوط تابعة لروصو عاصمة ولاية الترارزة ..وكان أغلب التموين يجلب من سان لويس أو داكار وكان  بالمدينة مطعم واحد متواضع للسيد غوميز أفتتحه سنة 1958بعده بفترة قليلة افتتح سينما الصحراء بنفس الحي "لكصر"
كانت المدينة مصممة لتكون عاصمة إدارية ومخططة لإيواء 8.500 إلى 10.000 نسمة.
اليوم أرى أن المدينة تطورت بصورة كبيرة جدا، لكن فوضوية جدا فلم تحترم الخطط العمرانية.

جورج ناصور : (رجل أعمال لبناني)
 وصلت إلى مدينة بوگی بموريتانيا يوم 11نوفمبر  1952 قادما من سان لويس..أما  نواكشوط فقد جئتها أول مرة 12يناير سنة 1955 وكنت ناقلا أحمل عشرة أطنان من الاسمنت ،أفرغت الاسمنت ليلا ونمت في شاحنتي وفي الغد عدت إلى سان لويس، المرة الثانية التي جئت فيها إلى نواكشوط كانت سنة 1959 وقدكانت هناك شبه مصلحة للعقارات اشتريت منها سنة 1960 قطعة ارضية ب 80.000 افرنك افريقي..كان الموريتانيون متحفظون من البناء في نواكشوط..بينما كان الأجانب اكثر استعدادا.
 كانت الحياة في مدينة نواكشوط جميلة ..فكنا جميعا نعرف بعضنا البعض وكنا نعمل 11 ساعة يوميا، كانت لدي سيارة "لاندروفير" وكنت اذهب إلى الشاطئ لصيد السمك ، كما كنت أصطاد الأرانب ببندقيتي الصغيرة في الموقع الحالي للمستشفى، في البداية كانت شركة "لاكومب" تأتي بالتموينات ثم أشترى بعض الموريتانيين شاحنات وأتسعت شبكة النقل وبدأت البقالات "السوبرماركات" تفتح أبوابها كسوبرماركت "سجان" و"رعد" و"بيطار"  وكانت كلها للبنانيين.

 

أحمد أبات
مجلة الثقافة الموريتانية    العدد: 8   يناير 2023

اثنين, 16/01/2023 - 00:37