قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد محمود ولد سيدي إن حزبهم مشروع جامع، وُجد ليبقى، وانطلق ليستمر، مردفا أن الكثير من الموريتانيين يجدون أنفسهم، يسعون به ومعه لإصلاح موريتانيا، ولبناء دولة العدل والمساواة.
وقال ولد سيدي خلال خطابه مساء اليوم في افتتاح المؤتمر الرابع للحزب إن الحزب سيظل مدافعا عن دين الشعب وثوابته الإسلامية، حصنا منيعا للوحدة الوطنية، مدافعا وخادما للشعب، منفتحا على الشركاء، قويا في طرح آرائه وفي الدفاع عن المظلومين والمهمشين، رافضا للظلم.
وأردف: "هذا هو تواصل الأمس، وهو تواصل اليوم، وهو إن شاء الله تواصل الغد الواثق بحول الله وقوته".
وأكد ولد سيدي أن الحزب حافظ على موقعه وموقفه، رغم كل أنواع الاستهداف، وحملات التشويش والتشويه، بل إنه عمق موقعه، ووسع جمهوره وحاضنته الشعبية، وزاد انتشاره في الوطن.
وأضاف أنه تمكن من زيادة عدد منتسبيه قبيل المؤتمر الحالي بنسبة 30% مقارنة مع عددهم قبيل المؤتمر السابق، مشددا على أن هذه النسبة كانت انعكاسا مباشرا لثقة التواصليـين والتواصليات، وقدرتهم على توصيل رسالة حزبهم، وحمل مشروعه المجتمعي إلى عموم المواطنين، فتدفقت أعداد المنضمين على مقرات الحزب في كل ربوع الوطن، ليتعاونوا مع إخوتهم في مساعي الإصلاح، وجهود التنمية، والعمل من أجل موريتانيا عادلة ومستقرة ومزدهرة.
ولفت ولد سيدي إلى أن حزبهم تمكن خلال هذه المرحلة من الموازنة بدقة بين المواقف المبدئية الناصعة التي لا تقبل المساومة، والقضايا الكبيرة، فوقـف بحدة في وجه المأمورية الثالثة، ورفض بصرامة تزوير الانتخابات والتلاعب بإرادة المواطنين، وأعلن أكثر من مرة ضرورة وضع حد للفساد المستشري، والتبديد المتواصل لمقدرات الوطن، وممتلكات الشعب، كل ذلك مع مرونة سياسية في مواطنها كالمشاركة في جميع الحوارات وجلسات التشاور التي دعينا إليها، بروح انفتاح، وسعي للتوافق، وتعاط بحسن نية.
وأضاف ولد سيدي أنهم عملوا على المشاركة في أي استحقاق انتخابي، "ترجيحا لقناعتنا بالإيجابية، وتغليبا لخيار المشاركة والمغالبة على خيار المقاطعة والسلبية".
وهذا نص خطاب رئيس حزب "تواصل" في افتتاح المؤتمر الرابع:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
الحمدُ لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمدُ لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لمستحق الحمد لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وبعد:
ضيوفنا الأكارم،
أحبتنا وأصدقاءنا،
نقباء تواصل مناضلين وقياديين
جمهورنا الكريم،
اسمحوا لي أن أبدأ بنقاط سريعة، تستحق الصدارة، وتحوزها بالقوة وبالفعل،
فأبدأ بالترحم والاستغفار لإخوة وأخوات لنا، شهدوا بداية هذه المأمورية، وبذلوا الغالي والنفيس حتى اختارهم الله إلى جواره غير خزايا ولا ندامى، نسأل الله عز وجل أن يرفع درجاتهم في عليين، وأن يجزل لهم المثوبة، وأن يعاملهم بما هو أهله، وأن لا يفتننا بعدهم، وأن يخلفهم في عقبهم بخير.
رحم الله الأخت المخبتة هند بن ديه، والأخ الباذل في صمت وهدوء المامي ولد محمد نوح، والأخ المضحي المسابق للزمن ـ لكأنه كان يستشعر قِصره ـ عبد الله جاكيتي، والأخ محمد عبد الله عم لمين، الأخ والي جلو، الأخت السالمة بنت كايه، الأخ الشيخ سعدبوه ولد أحمد بوه، والأخت فاطمة بنت عبد الله.. وغيرهم ممن قد لا أكون أعرفهم لكن الله عز وجل يعلمهم، ولن يتِرهم أعمالهم.
ثم أثني بالترحيب والشكر والامتنان لضيوفنا الأكارم من البلدان الشقيقة، والذي آثرونا بأوقاتهم الثمينة، وقطعوا المسافات الطويلة لمشاركتنا هذه المحطة المباركة، وقد جمعتنا دروب الإصلاح والتنمية، ونغذ السير جميعا نحو العدالة والمساواة، والتقدم والازدهار لبلداننا وشعوبنا، وهو سعي محمود العاقبة، مضمون النتيجة، وعلينا فيه استفراغ الجهد، والصدق مع الله تعالى ثم مع الشعوب، وعلى الله قصد السبيل، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
كما أرحب ثالثا بشركاء الوطن، من قادة أحزاب سياسة، ومنظمات مدنية، وشخصيات وطنية، ورجال أعمال، ونشطاء شباب، ومن إعلاميين، ومدونيين، أقول للجميع باسم كل مناضل تواصلي، وكل مناضلة تواصلية حللتم أهلا ونزلتم سهلا، ونحن ممتنون لكم وشاكرون لجميل صنيعكم.
وأتوجه رابعا بالتحية والتقدير لأعضاء اللجنة المركزية للتحضير لهذا المؤتمر، على ما بذلوه من جهد، وما نهضوا به من مسؤوليات جسمية، نطالع اليوم أثرها المبارك، في هذا العدد المعتبر من المنتسبين في كل ربوع الوطن، وفي المشاركة المتميزة لمؤتمرين من كل بلديات الوطن ومقاطعاته وعواصم ولاياته، ولن أنسى هذا الإحكام في التنظيم، وهذا التجويد في الوثائق والمقترحات، فالله أسأل أن يجزيهم الجزاء الأوفى إنه نعم المولى ونعم النصير.
ولن أغمط هنا التواصليـين والتواصليات حقهم، فما كان لهذا الجهد أن يتم، ولهذا النجاح أن يكون - سواء في كل عملنا خلال هذه المأمورية أو خلال التحضير لهذا المؤتمر ـ لولا توفيق الله تعالى أولا، ثم جهودهم وتضحياتهم، وإخلاصهم، ومواكبتهم، تقبل الله منهم أجمعين.
أيها الإخوة،
أيتها الأخوات،
حضورنا المكرم،
لقد حرصنا جميعا رغم الإكراهات الجمة، والعوائق الكثيرة على أن نستمر ونواصل، ونسدد ونقارب، ونقوم بالممكن، وعلى رأس ذلك أن نحافظ على انتظام وسير مؤسساتنا، فضلا عن واجباتنا تجاه الوطن والمواطن، وقوفا مع المظلومين والمهمشين والمغبونين، وتنديدا بترك عموم الشعب عرضة لطحن الأسعار والغلاء، وفوضوية الأسواق، ووقعِ الاحتكار والمضاربات، ومواساةً للمتضررين سواء من وطأة الجفاف أو من أضرار العواصف والأمطار والسيول، تقديما للمتوفر، ومشاركة في الهَم.
كما حرصنا على أن نحترم - بكل صرامة - مواعيد استحقاقاتنا، ومحطات تقييم وتقويم أدائنا، ومنها المحطة التي نلتقي فيها اليوم، بعد مؤتمرات 2008 و2012 و2017، إنه موعد لا يخلفه التواصليون، يظهرون فيه للرأي العام الداخلي والخارجي أنهم أول المطبقين لما يدعون من شورى وتناوب، واحترام للنظم واللوائح، واحتكامٍ إلى إرادة وتوجيه وقرارات نقباء الصف الحزبي الوافدين من خارج البلاد ومن داخلها، فمرحبا بالعرفاء وهنيئا لكم بتزكية من خلفكم، وهنيئا لهم إذا انتدبوكم.
أيها الأخوة
أيتها الأخوات
لقد كانت المأمورية التي أزفت نهايتها حافلة ـ بتوفيق الله وفضله ـ بالعطاء، والإنجاز رغم الإكراهات الذاتية، والمحلية، والعالمية، ففيها تعززت المكاسب، فاحتفظ الحزب بريادة أحزاب المعارضة في استحقاقين انتخابـيـين برلماني ورئاسي، ومُثل في ولايات لم يكن ممثلا فيها من قبل، كما تعززت مؤسسيته الداخلية، وتكرست فيها روح العمل الجماعي، وانتظمت اجتماعات هيئاته واتخذت قراراته بشورية لا مطعن فيها، وتعززت مواقفه الرافضة للظلم والغبن والتهميش، وصدحت حناجر منتسبيه مطالبة بالعدل والحرية والكرامة والمساواة.
كما جابت قيادات تواصل مختلف ربوع الوطن، فزارت قياداته خلال هذه الفترة كل ولايات البلاد، وجل مقاطعتها خارج المواسم الانتخابية، كما سير قوافل إغاثية للمتضررين من الكوارث الطبيعية، وكان مناضلو الحزب الأوفياء وقادته في الموعد غالبا كلما احتاج مواطنٌ، أو صرخ مستغيث بذلا للمتاح، وتعاطفاً وتضامنا عند الاقتضاء.
كما ناضل شبابنا ونساؤنا في كل الساحات المتاحة، ميدانيا حين أتيح ذلك، وعبر فضاءات الرأي والتعبير المختلفة، مطالبين بالإصلاح، ورافضين للقرارات الخاطئة، وللواقع الصعب الذي يعيشه عموم الشعب.
لقد وازنّا - بدقة - في هذه المرحلة بين المواقف المبدئية الناصعة التي لا تقبل المساومة، والقضايا الكبيرة، فوقـفنا بحدة في وجه المأمورية الثالثة، ورفضنا بصرامة تزوير الانتخابات والتلاعب بإرادة المواطنين، وأعلنا أكثر من مرة ضرورة وضع حد للفساد المستشري، والتبديد المتواصل لمقدرات الوطن، وممتلكات الشعب، كل ذلك مع مرونة سياسية في مواطنها كالمشاركة في جميع الحوارات وجلسات التشاور التي دعينا إليها، بروح انفتاح، وسعي للتوافق، وتعاط بحسن نية.
كما عملنا على المشاركة في أي استحقاق انتخابي، ترجيحا لقناعتنا بالإيجابية، وتغليبا لخيار المشاركة والمغالبة على خيار المقاطعة والسلبية.
لقد حافظ الحزب على موقعه وموقفه، رغم كل أنواع الاستهداف، وحملات التشويش والتشويه، بل إنه عمق موقعه، ووسع جمهوره وحاضنته الشعبية، وزاد انتشاره في الوطن، فارتفع ـ بحمد الله وتوفيقه ـ عدد منتسبيه قبيل المؤتمر الحالي بنسبة 30% مقارنة مع عددهم قبيل المؤتمر السابق، وقد كانت هذه النسبة انعكاسا مباشرا لثقة التواصليـين والتواصليات، وقدرتهم على توصيل رسالة حزبهم، وحمل مشروعه المجتمعي إلى عموم المواطنين، فتدفقت أعداد المنضمين على مقرات الحزب في كل ربوع الوطن، ليتعاونوا مع إخوتهم في مساعي الإصلاح، وجهود التنمية، والعمل من أجل موريتانيا عادلة ومستقرة ومزدهرة.
أيها الإخوة
أيتها الأخوة
ضيوفنا الأعزة
حضورنا الكريم،
لقد غادرنا خلال هذه الفترة إخوة أحبة، وقادة بارزون، قدموا الكثير من الجهود المشكورة خلال وجودهم في الحزب، قبل أن يقرروا تبني خيارات أخرى، والانتقال إلى مشاريع مغايرة، ونحن نقدر لهم تجربتهم معنا، ونعتز بها، ونحترم لهم قناعاتهم، ورغم ذلك نقول إن تواصل وُجد ليستمر، وانطلق ليبقى، فهو فيما نحسب "مما ينفع الناس"، إنه مشروع جامع، يجد فيه كثير من الموريتانيين أنفسهم، يسعون به ومعه لإصلاح موريتانيا، ولبناء دولة العدل والمساواة، مدافعا عن دين الشعب وثوابته الإسلامية، حصنا منيعا للوحدة الوطنية، مدافعا وخادما للشعب، منفتحا على الشركاء، قويا في طرح آرائه وفي الدفاع عن المظلومين والمهمشين، رافضا للظلم. هذا هو تواصل أمس، وهو تواصل اليوم، وهو إن شاء الله تواصل الغد الواثق بحول الله وقوته.
ثم أجدد شكر الجميع، والتـنويه بشكل خاص بجهود من أخذ تواصل ومشروعه المجتمعي جزءاً من اهتمامهم وجهودهم طيلة هذا الفترة، فخصوه وأهله بنصح أو ملاحظة أو اقتراح، خاص أو علني، عام للمؤسسة أو متعلق بالأفراد، إيجابي أو دون ذلك، فلهم جميعا جزيلُ الشكر، وعظيمُ الامتنان.
وأقول لهم إن أغلب ما سطروه وما نطقوا به أخذ موقعه لدينا، وحسبناه خيرا، وهو والله خير، فما دفعهم إليه ـ فيما نحتسب ـ إلا الإشفاق والنصح للوطن، والبحث عن مصلحته، وأنا إذا أقدر هذا الدافع، وأشكر هذا الجهد، أعول على تفهمهم لما قمنا به، وحسن ظنهم عند الاختلاف والتقدير، فحسبنا أننا لم ندخر وُسعاً، ولم نألُ جهداً، فما كان في عملنا من صواب فمن الله وبحسن توفيقه، وما كان من خطأ أو خطل أو تقصير فمنا ومن الشيطان، ونستغفر الله تعالى ونتوب إليه.
وأملي ومعولي كبير في أن تكون هذه المحطة المباركة منطلقا جديدا لتعزيز المكاسب، وزيادة النجاحات، وتدارك النقص، وسد الخلل، وللتعاون لبناء هذا الوطن العزيز، وخدمةِ هذا الشعب الحبيب، أداء للواجب، ونهوضا بالدور، ورغبة فيما عند الله والدار الآخرة، فالله غايتنا، وعليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ختاما، استسمحكم في أخذ دقائق نتابع فيها سويا مادة مصورة مكملة لهذه الكلمة، أرجو أن يكون فيها ما يجيب عن أسئلة جوهرية حول مسار الحزب ومسيرته خلال المأمورية، ورؤيته لمجمل القضايا التي عرفها التداول السياسي في المرحلة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.