أسدل الستار علي احداث مونديال قطر المثير لكرة القدم FIFA 2022.
مونديال تميز و انفرد بالكثير من الجوانب التنظيمية الدقيقة خدمت البطولة و خلقت ظروفا
استثنائية طبعت المشهد الرياضي في ابعاده و مواقفه و مفاجآته طيلة مسار البطولة.
ستبقي النسخة القطرية نسخة مفاجآت استثنائية خالدة في الأذهان لسنوات قادمة.
بعد ان قدمت تجربة تنظيم و استضافة فريدة من نوعها للمنظمين واللاعبين و المشجعين و ملايين المشاهدين في شتي بقاع العالم ،بشهادة المتتبعين الرياضيين و رئيس و اعضاء الإتحاد الدولي لكرة القدم و مسؤولي فروع الاتحاديات القارية و غيرهم .
مما قطع الشك باليقين امام المشككين قبيل انطلاق المونديال في قدرات و إمكانيات قطر علي تنظيم و استضافة هكذا بطولات بحجم كأس العالم لكرة القدم.
في حين كانت عوامل الشغف و الإثارة و المتعة و التشويق و الفرح و الأداء الفني والبطولي و صناعة الفارق واللعب و تسجيل الأهداف .......عناوين بارزة وعريضة في مونديال قطر الذي تمت متابعته علي ارض الواقع بكل ارتياح و بفضل تقارب المسافات من خلال ما بذلته دولة قطر من جهود مادية و معنوية كبيرة و تسخير كل الطاقات من بني تحتية و ملاعب بواصفات و معايير دولية دقيقة و مواصلات و فنادق و طيران و منظومة أمنية و انفتاح و حسن كرم وضيافة و إعلام موازي .......،،الخ
بغية استقطاب الوافدين و جعلهم جزءا من صورة المشهد والحدث ضمانا لنجاح البطولة في ظروف امنية مواتية هادئة ومناسبة.
ما ميز هذه البطولة أكثر هو حرص أمير دولة قطر حضور معظم مباريات المونديال وكذلك تواجده في العديد من الأحداث الرياضية علي هامش البطولة خلق ثقافة تشجيع و إقبال و تعاطي كبير مع الحدث في الأوساط الإجتماعية القطرية.
بالإضافة الي ضرورة و لزوم احترام خصوصيات ثقافة و عادات وتقاليد البلد المضيف و رفض أي محاولة لإقحام امور اخري لا تمت بصلة لكرة القدم في المناسبات و الإحتفالات الكروية.
1 ‐ حفل الإفتتاح والختام والتنظيم : تضمن الحفل عروضا فنية و مشاهد متباينة شكلت لوحة فنية رائعة عكست ملامح البعد الثقافي و التراثي الإنساني لهوية مجتمعات و شعوب العالم المختلفة ،و إبراز خصوصية و ابعاد الهوية العربية الخليجية في اطار البطولة .
طبقا لما هو مرسوم في إخراج فني فريد و متناسق برشات محلية و دولية.
كانت المشاركة الموريتانية حاضرة من داخل مشهد الختام من خلال أداء شعري رائع مقتضب لأمير الشعراء سيد محمد ولد بمب و بزي وطني عكس الهوية الوطنية علي غرار مواطنيه
الذين حضروا البطولة من داخل المدرجات و منطقة المشجعين بأعلام موريتانية فرفارة .
إن نجاح مونديال قطر شكل مناسبة لتذكير العالم بأن تنظيم بطولة كأس العالم يجب ان لا تظل حكرا علي قارتي اوروبا و آمريكا.
2 ‐ الأداء و المتعة : ما ميز هذه النسخة هو الأداء البطولي و الجماعي و حضور المتعة والإثارة و صناعة اللعب و الفارق من خلال اللمسات الفنية الأخيرة و علي كل مستويات ادوار البطولة
خاصة دور المجموعات و دور المرحلة الأولي من خروج المقلوب حيث شكلت الرغبة القوية و الطموح الحاصل لدي بعض المنتخبات الصاعدة من إحداث المفاجأة و قلب الموازين و إثارة أعصاب كالإنتصار التاريخي للأخضر السعودي في أولي مواجهة له امام حامل اللقب التانغو الأرجنتيني وكذلك فوز المنتخب التونسي علي نظيره الفرنسي وصيف حامل اللقب .
و تعثر الكتيبة الألمانية امام الجنون الياباني مما ساهم في الخروج السريع و المبكر و المفاجئ للمنتخبات قوية كانت مرشحة للتتويج باللقب مثل : المانيا ، بلجبكا ..،،،،
بالإضافة الي الإنتصارات المتكررة و المفاجئة للمنتخب المغربي مكنته من الحصول علي المرتبة الرابعة في الترتيب العام للبطولة من خلال اداء رائع ومشرف للعرب وللإفريقيا .
شكل مفاجأة بطولة بلا منازع أذابت الفوارق امام مقارعة الكبار و اجبر الجميع علي تقديره.
كما غادرت منتخبات أخري قوية البطولة علي مستوي دوري ربع ونصف النهائي كالسنغال ، البرازيل و هولاندا......
علي الرغم من ظهور مهارات و حضور مميز لبعض اللاعبين علي مستوي الأداء الفردي والجماعي.
3 - التحكيم : طاقم تحكيمي دولي شاركت فيه 6 حكام من العنصر النسوي كخطوة جديدة .
شهد بعض الأخطاء المؤثرة و حالات تحكيم سيئة ثارت إستياءا كبيرا و ضجة إعلامية واسعة.
و ارتباك وتردد في القرارات حسم بعضها بالعودة الي تقنية الفار(VAR) .
إلا أن عدم إلزامية حكم المباراة قانونيا بقرارات التقنية قلل من شأنها و من إجبارية العودة اليها في الحالات الحرجة و الحاسمة.
4 - الإعلام و حقوق البث : كان الإعلام القطري و العربي والدولي علي مستوي الحدث حيث توزع الفيفا حقوق بث مباريات كأس العالم بموجب اتفاقيات مع بعض القنوات و الموزعين
طبقا لما هو مرسوم في عقود الحصول علي حقوق البث المباشر حسب المناطق والدول إذ تم نقل البطولة في منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا عبر شبكة Beinsport. الرياضية.
و بلغات عالمية بالإضافة الي تغطيات اخري في مناطق مختلفة ارضية و عبر اقمار صناعية
واكبت قنوات Beinsport الرياضية احداث مونديال قطر في كل تفاصلها و جزئياتها.كمنظومة قطرية إعلامية متكاملة و متخصصة سبيلا في انجاح البطولة و وضع المشاهد في الصورة.
ماميزها عن غيرها هو التغطية الإعلامية الموضوعية و النقل المباشر و الإستديو التحليلي اليومي ومسطرة البرامج التحليلية الليلية التي تساير الحدث عبر مجموعة ممتازة من كبار المحللين و المتتبعين للشأن الرياضي ظهر من بينهم الإعلامي الرياضي الموريتاني الشاب الواعد محمدي العلوي بتحليل رؤية مدرب متمرس و بلغة ضاد لا غبار عليها.
اما حكم قناة Beinsport الحكم المصري الدولي السابق الكابتن جمال قندور فقد كان في الموعد من خلال اطلالته التحكيمية اليومية عبر تقنية تبيان أخطاء الحكام أو ما يسمي بتقنية الجزيرة في وضع المشاهد في صورة مغايرة لمجريات اللعب.
5 ‐ نهائي المونديال : جاءت مباراة الإختتام بالتزامن مع احتفال دولة قطر بيومها الوطني مما جعلها مناسبة تاريخية شكلت بالنسبة للنجم الأرجنتيني ميسي فرصة حسن ختام و موعدا مع نهائين في آن واحد ،نهاية المونديال و نهاية مشوار لعبة متغيرات العبرة فيها للخواتيم .
بدأت مباراة فرنسا والأرجنتين بإثارة وندية كبيرة و باندفاع و حيوية و روح انتصار وطموح الفوز من طرف الكتيبة الأرجنتينية بقيادة النجم ميسي .
استمر الهجوم الأرجنتيني علي مرمي نظيره الفرنسي حتي احتسب الحكم ركلة جزاء للتانغو
تمكن ميسي من تحويلها الي هدف في الدقيقة 23 .
عاد النجم دي ماريا ليضاعف النتيجة بهدف ثاني في مرمي فرنسا بعد هجمة مرتدة و منظمة.
دخل المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بنفس ضغط الشوط الأول من اجل الحفاظ علي تقدمه و هو الأمر الذي نجح فيه وسط غياب التركيز لدي لاعبي منتخب الديكة .
في حين شكل خروج النجم الأرجنتيني الخاطئ دي ماريا في ظل تراجع الهجمات الارجنتينية لحظة تحول في سيناريو المباراة من خلال استفاقة فرنسية اعادت الديوك الي قيد الحياة مرتين الأولي بإدراك التعادل بعد التأخر بهدفين نظيفين ثم العودة بعد استقبال الهدف الثالث في مباراة جنون و اعصاب بفضل هاتريك المتألق الشاب الفرنسي امبابي.
و في الأخير ضاع حلم الإحتفاظ باللقب امام إصرار الكتيبة الأرجنتينية في مرحلة ركلات الترجيح و تألق الحارس مارتينيز و انصاف اللعبة للقائد ميسي لما قدمه من جهود و تضحيات في سبيل التتويج بالمونديال بعد انتظار إعادة مجد دام 36 سنة وهي تقريبا نفس الفترة الزمنية من عمر ميسي من الولادة الي لحظة التتويج حيث كان آخر تتويج ارجنتيني بقيادة الأسطورة التاريخية دييغو مارادونا 1986 بالمكسيك قبيل ميلاد النجم ميسي بعام.
بينما جاء تتويج ميسي اليوم في اجمل نهائي كأس عالم في التاريخ و بعد عامين من رحيل أسطورة التانغو التاريخية مارادونا ،حيث أن قطر وضعت بصمتها علي صورة الحدث المونديالي
من خلال ارتداء الأسطورة ميسي للعباءة العربية المهداة من الأمير و في ظل حركات رقص من التانغو بطريقة ميسي لحظة الشعور بنشوة الإنتصار و هو في طريقه لرفع كأس العالم
وسط زملائه .
لذا يري بعض المراقبين للشأن الرياضي بأن ليونيل ميسي يبقي الأفضل في التاريخ بحصوله علي نسخة مونديال قطر وكونه أغلق اللعبة بحصوله و تربعه علي كل الألقاب الجماعية و تحطيمه لكل الأرقام القياسية التاريخية علي صعيد الدوريات و البطولات و الكؤوس و الأندية و المنتخبات بجانب الجوائز الفردية المرموقة و هو ما جعله يتفوق علي غريمه الأزلي البرتقالي كريستيانو رونالدو بعد سنوات من الصراع علي مسمى اللاعب الأفضل في كل العصور.
وداع في نهاية مشوار ابداع يستحق أن يكون علي غرار وداع اعشى قيس:
ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل .
طابت اوقاتكم في انتظار مناسبات قادمة بحجم المونديال و نجم جديد بصفات ميسي الوراثية في لعبة كرة القدم.