كتب المدون البارز البراء ولد محمدن تفاصيل مثيرة حول التلاعب بالمواطنين ومصالحهم في مكتب حاكم عرفات بولاية نواكشوط الجنوبية، فدون قائلا:
"سُرِق عداد الماء منذ أيام، فتطلب الموضوع بعض الإجراءات الإدارية، فذهبت يوم أمس إلى إحدى المفوضيات بعرفات بغية الحصول على شهادة ضياع سلمونيها على الفور، فتوجهت بها إلى مكاتب المقاطعة لتتم إحالتها إلى فرع شركة المياه بعرفات. عند دخولي إلى مبنى المقاطعة صادفت أشخاصا يريدون إحالات مختلفة؛ منها ما يتعلق بالمياه وما يتعلق بشهادة الجنسية أو البناء.. إلى آخره.
من بينهم شاب جلست بجانبه في انتظار تسوية الوضعية فقص علي معاناته؛ حيث تردد على المركز أكثر من خمسة أيام دون أن يجد من يستلم منه ملف جنسية تمهيدا لإحالته إلى الولاية.
طبيب عسكري جاء هو الآخر لمهمة إحالة ملف ابنه إلى الولاية بغية الجنسية.
سيدة لديها مشكلة مشابهة لمشكلتي وآخرون لم أحدد مشكلاتهم.
بعد عناء أخذ مني أحد الكتاب الورقة وأمرني أن أرجع قبل نهاية الدوام بقليل، ونفذت أوامره حرفيا، لكن لم أجد أحدا بالمكاتب فرجعت إلى المنزل في انتظار بدء الدوام الرسمي لليوم التالي.
صباح اليوم، وفي حدود الساعة التاسعة، جلست بأحد مكاتب مقاطعة عرفات في انتظار من يقدم لي جوابا عن الورقة التي جئت بها يوم أمس، وللأسف كانت الوضعية مشابهة لما سبق.
بعد ساعة من الانتظار خرج الحاكم من مكتبه محاطا ببعض معاونيه، فسلمت عليه وحدثته عن معاناتنا وعما لاقيته أنا وبعض الجالسين.. نظر إليّ من فوق نظارتيه احتقار ونزل مع السلالم بكبرياء وعظمة دون أن يرد على سؤالي. تبعته في انتظار الجواب لكنه استقل سيارته وتركنا هناك دون أبسط اعتبار.
قبل خروج الحاكم كان هناك رجل طلب من أحد الحرس إخبار الحاكم أن لديه أمرا مستعجلا يتطلب لقاءه، وكان رد الحرسي حاسما وجافا: "لن أخبره ولن يدخل عليه إلا من أعطى الحاكم أوامر بدخوله".
فألح الرجل في طلبه وكان رد الحرسي "اميبي مان گايلهالُ"
بعد ذهاب الحاكم رجعت إلى السكرتاريا من أجل الحصول على معلومات، وبعد عناء كتب لي أحدهم رقم الإحالة فتوجهت فورا إلى مركز شركة المياه، وحين وصولي أخبروني أن الإحالة لم تصلهم حتى اللحظة.
بعد ذلك رجعت إلى مبنى المقاطعة لتحديد الشخص الذي حمل الأوراق فإذا بها سلمت مع أخريات لمواطن كانت لديه مشكلة هناك من أجل إيصالها. أمدوني برقم ذلك المواطن فاتصلت به وأخبرني أنه وقت اتصالي به في تنويش، وأن لديه بقرات يريد بيعهن في سوق المواشي، وليس لديه الوقت الآن. وقطع الاتصال.
بعد ذلك خرجت من مبنى المقاطعة فإذا بسيارة الحاكم تقله، نزل منها بسرعة ونظر إليّ من فوق نظراته وقال لي: "اكتب حتَّ إلا ابغيت" فقلت له: سيطلع الجميع بإذن الله على ما دار.
أين هذا من تعليمات فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، يا ترى.؟!