أكد العلامة عبد الله بن بيه رئيس منتدى أبوظبي للسلم أن دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عنوان للسلم ومأوى لمريدي الخير وذلك من خلال احتضانها وثائق ومبادرات الحوار والسلام وكانت أول دولة تنشيء وزارة خاصة " للتسامح و التعايش" وجعلت قيمة السلم أحد المبادئ العشرة الرئيسية لإستراتيجية الدولة في الخمسين سنة القادمة.
جاء ذلك خلال كلمة في افتتاح مؤتمر "السلام متعدد الأديان" الذي عقدته منظمة أديان من أجل السلام في طوكيو-اليابان خلال يومي 21 و22 سبتمبر الجاري .
وأوضح ابن بيه أن هذا المؤتمر يأتي في خضم وضع دولي مضطرب يزيد من مستوى التحديات التي تواجه البشرية، معددا تحديات الأزمة الصحية التي لا تزال تلقي بظلالها على أجزاء من العالم وتحديات الاقتصاد والتضخم الذي تشهده الأسواق العالمية بالإضافة إلى تحدي الأمن وخطر الحروب والتوترات الحاصلة في مناطق من العالم.
و نبه الشيخ ابن بيه إلى أن التحديات الراهنة والحروب الحاصلة تؤكد أن السلم كل لا يتجزأ و أن أي إخلال به ستنعكس آثاره على البشرية في كل مكان.. مؤكدا أن الوعي بهذه الحقيقة هو الذي يوجه هذا المؤتمر، حيث يستشعر الجميع الحاجة إلى تكامل الأدوار للإسهام في استعادة الضمير الأخلاقي للإنسانية، الذي يعيد الفاعلية لقيم الرحمة والغوث ومعاني التعاون والإحسان.
و اعتبر الشيخ ابن بيه أن جهود القيادات الدينية من مختلف الأديان تبرهن على أن الدين قوة سلام، وذلك من خلال عودتهم إلى نصوصهم المقدسة ليستثيروها و إلى تراثهم ليستمدوا منه الأسس المتينة للتسامح والتعايش و يستلهموا النماذج المضيئة التي يسهم إحياؤها في إرساء قيم الخير والسلام في النفوس.. موضحا أنه بالرجوع إلى النصوص والتأويل المناسب والمقارب يمكن التصدي لمروجي الكراهية والعنف.
و أكد أنه من الضروري والمطلوب الانتقال بهذه المبادئ السامية من حيز التنظير إلى واقع التجسيد بحيث لا تكون وثائق السلم ومؤتمراته مجرد مبادئ نظرية مبتورة الصلة بالواقع، لا فاعلية لها، بل يجب العمل على ترجمتها وبلورتها في مناهج عملية وبرامج تطبيقية.. موضحا أنه قد تحقق شيء من ذلك حيث وصلت بعض هذه الوثائق والمبادرات إلى صناع القرار وتبنتها الدول فانتقلت من إطار الأفكار إلى ميدان العمل والتطبيق.
و دعا ابن بيه المشاركين في مؤتمر طوكيو إلى متابعة النظر في أفضل السبل لتفعيل جهود القيادات الدينية والخروج بخطوات عملية لتحقيق ذلك،