شهدت مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار صباح الجمعة، إشراف وزير الدفاع حننه ولد سيدي على تخرج دفعة جديدة من ضباط المؤسسة العسكرية، تلقت التكوين بالاكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة التي يوجد مقرها في نفس المدينة.
الحفل جرى بحضور قائد الجيش الموريتاني الفريق المختار ولد بله وعدد من الجنرالات الذين يتولون مسؤوليات قيادية في المؤسسة العسكرية من أبرزهم: قائد الدرك الموريتاني الفريق بلاهي ولد أحمد عيشه، قائد الأركان الجوية الجنرال حماده ولد اعل مولود، قائد الاكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة الجنرال الداه محمد العاقب والسلطات الإدارية والأمنية في ولاية آدرار وأسر مجموعة الضباط التي تخرجت والتي يبلغ عددها 38 من الضباط العاملين.
تميز الحفل بتبادل الخطب بين قائد الجيش الموريتاني الفريق المختار ولد بله، وقائد الاكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة الجنرال الداه محمد العاقب، إلى جانب أنشطة أخرى تخللت النشاط.
قائد الجيش الموريتاني الفريق المختار ولد بله، قال في كلمته: "يشرفني ويسعدني حضوركم اليوم فعاليات تخرج الدفعة الـ38 من الضباط العاملين ومقاسمتنا فرحة هذا الحدث الهام الذي يجسد جزءا من العناية الخاصة التي تولونها لمجالات التعليم والتكوين العسكري واهتمامكم البالغ بهما بغية رفد الجيوش بالأطر الأكفاء، ويشكل تحويل المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة مؤخرا إلى أكاديمية عسكرية أصدق دليل على تلك العناية". مؤكدا أن: "عصرنة القوات المسلحة وتعزيز قدراتها والرفع من مستوى جاهزيتها مسعى يعكس مدى الاهتمام بتطوير أدائها ويجسد سعي القائد الأعلى للقوات المسلحة الدائم إلى بناء منظومة دفاعية وأمنية قادرة من جهة على مواجهة ورفع التحديات الأمنية الكبرى الناجمة عن الظرفية الدولية والإسلامية المضاربة وإلى المساهمة في صيانة السلم والأمن الدوليين المشاركة الفعالة في التنمية الوطنية من جهة أخرى". معبرا عن تقديره للضباط والمؤطرين بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة على الجهود الجبارة التي يبذلونها، كل من موقعه وحسب تخصصه، في تكوين هذه الدفعة طبقا للبرامج المحددة وللمهل الزمنية المخطط لها سلفا على الرغم من الإكراهات والعراقيل العديدة.
وهنأ قائد الأركان العامة للجيوش الخريجين على ما بذلوه من جهد في سبيل تخطى تحديات التكوين العسكري الشاقة والصعبة، مضيفا أن ماحصلوا عليه من معارف نظرية وتطبيقية سيتيح لهم فرصة الانخراط بكل فخر وجدارة في القوات المسلحة بوصفهم ضباط (قادة) مع كل ما تحمله التسمية من دلالة وما تتطلبه من تضحية وإخلاص وتفان للوطن ومحافظة على كتمان السر المهني.
الجنرال الداه محمد العاقب، قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار، قال في كلمة له بهذه المناسبة: "تتشرف الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بأن تقدم لكم دفعتها الثامنة والثلاثين من الطلبة الضباط العاملين، دفعة الشهيد الملازم المختار ولد حمود، التي تضم 71 ضابطا منها 45 من الجيش الوطني و12 من الدرك الوطني 11 من الحرس الوطني و3 من جمهورية مالي الشقيقة". مضيفا أن: "هذا الحفل يؤرخ لتخرج دفعة جديدة من الضباط بعد قضائهم بنجاح سنوات الدراسة الثلاثة بهذه المؤسسة العريقة التي ظلت على مدى السنين منبعا للأطر العسكرية المخلصة التي حملت الأمانة بكل صدق وإتقان فكانت بذلك نموءجا يحتذى به على طريق العطاء والتضحية"، معربا -أصالة عن نفسه ونيابة عن أطر وأفراد الأكاديمية- عن ارتياحه لما تلقته الأكاديمية من دعم مالي ومعنوي معتبر من طرف قيادة الأركان العامة للجيوش، علاوة على التسهيلات الفنية والإدارية والتجاوب من لدن المديريات والمكاتب التابعة لها.
ونوه بالتكفل بالرحلات الدراسية داخليا وخارجيا وتبادل الزيارات الميدانية مع المدرسة الوطنية للطلبة العاملين بالتييس والأكاديمية العسكرية بمكناس وكذلك حلف شمال الأطلسي، موضحا أن هذه الظروف أتاحت للأكاديمية عقد شراكات تعاون مع بعض تلك المؤسسات بالدول الشقيقة والصديقة.
وأضاف الجنرال قائلا: "لقد شهد الموسم الدراسي لهذا العام نشاطا مكثفا وتكوينا نوعيا رفيعا للوصول إلى تكوين عصري يندرج في سياق الإصلاحات التي عرفتها المؤسسة العسكرية مؤخرا وكذلك إعادة هيكلة المدارس العسكرية حيث تم تحويل مدرستنا إلى أكاديمية عسكرية لمختلف الأسلحة من شأنها أن تقدم موازاة مع التعليم العسكري تعليما أكاديميا لا غنى عنه في سيرة الضابط المهنية".
وبين أن الأكاديمية ستقوم بإدخال تقنيات جديدة مثل شبكة الألياف البصرية لتبادل المعلومات ومتابعة المحاضرات عن بعد بواسطة البث المرئي المباشر مع العمل على تحسين مجال الرماية من خلال إنشاء حقل رماية يعمل بالمحاكاة وتجهيز قاعة خاصة بالمخطط التكتيكية، مضيفا أنهم يسارعون الآن لمراجعة وإعداد وطباعة كل الكتب الأساسية لجميع المواد المدرسة في الأكاديمية مع العزم على تشييد مكتبة عصرية توفر المراجع الورقية والألكترونية مما يعزز ويدعم نموذج التعليم الأكاديمي من خلال المزاوجة بين التكوين العسكري وبرنامج التعليم العالي بغية تطوير المناهج التربوية والقدرة على التأهيل لنيل شهادة الليسانسفي الإدارة والعلوم العسكرية وشهادة قائد فيصل.
بدوره، أعرب ممثل عن أسرة الشهيد عراب الدفعة الملازم مختار حمود عن خالص شكره وامتنانه لقيادة الأركان العامة للجيوش على تسمية هذه الدفعة باسم الشهيد، مضيفا أن الفقيد ولد سنة 1956 بنواكشوط وانخرط في صفوف الجيش الوطني بتاريخ 15-4-1976، وتخرج من المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار سنة 1-7-1977 برتبة ملازم، وتوفي يوم 2-2-1978 مدافعا عن الوطن بكل بسالة وشجاعة وشرف تغمده الله بواسع رحمته.