إن هذه العبارة تستخدم عادة فيما إذا كنت تعرف شخصا ما معرفة كاملة ! وفي حالة ما إذا كان السؤال موجه لي حول الأخ يحي ولد مقامة ، فإني أضيف في جوابي بأني ساكنته أيضا كذلك .
إنه في الحالة الأولى قد اشتركت معه العمل لأكثر من عقد من الزمن في ولاية كنتاكي الآمريكية وقد كان الداعم والمرشد لي ، وذلك في وقت لم تكن ( جبئس ) معمول بها وقد كان هو البديل لي عنها ولما لا حظ رغبتي في نشر مالدي من أفكار حول بلدي أسس هو على نفقته الخاصة موقع موريتانيا 13 لأنشر فيه ما أريد من آراء دون رقابة .
وفي الثانية فقد حللت ضيفا عليه في شقة يؤجرها في مدينة اصطبول التركية حيث كان يجري فحوصا لعائلته امريامو ابنة اعمر ولد محم اطال الله في عمرها حيث خصصا لي هي وهو جزاهم الله خيرا بيتا مجهزا من شقتهم تلك وكأنه غرفة من فندق .
وحيث كانت رحلة علاجي تتطلب مجرد اسبوع واحد ، ولكنه لما انطبق على معاملتهم لي قول الشاعر زهير ابن ابي سلمى لما كان مادحا لهرم ابن سنان :
تراه إذا ما جئته متهللا / كأنك تعطيه الذي أنت سائله /
الشيئ الذي جعلني أمدد إقامتي أسبوعا كاملا وسأخسر تذكرة عودتي لأبقى مع تلك الأسرة ما سمح لي به الوقت وطيلة مدة اقامتي لديهم ظلت تلك الأسرة الكريمة تتفنن في اكرامي وكل يوم بعد آخر تكون ضيافتها لي احسن وذلك عكس البعض الذي كل ماطال مقام الضيف لديه الا ويحصل منه بعض الفتور أوالتهاون تجاه ضيافته .
وقد وصلت قمة العطف والحنان لديهم تجاهي وذلك يوم جراحة فمي والتي دامت عدة ساعات ويحي بجانبي ، ولما خرجت من العيادة متعبا فاغر الفم بسبب التخدير وخيوط الدم ومخاط البلغم يتدليان من فمي مع عنقي تجاه صدري حيث اصبغت تلك الخيوط لون فراشهم وموائدهم احمرارا ، ولم يظهر على وجوه أي منهما سوى الغبطة والسرور ، وكأنهما قد كانا ينتظران ازالة كل آثار ذلك التلوث البادي على ثيابي والفراش وكذاالموائد منذ وقت طويل .
يضاف إلى كل ذلك اعداد الأطعمة الجيدة لي وتنوعها مع عصائر الفواكه الطازجة وشاي أبا هيثم الذي تطرد عنك آدواخ مجرد شم نسائم رغوة كأسه ( المنعنعة ) .
ثم التنقل الدائم معي نحو معالم المدينة وآثارها مثل آية صوفيا وكذا أماكن التسوق وشراء الهدايا . وفي كثير من الأحيان فهم من يتولى نفقة كل ذلك مصحوبا بالبهجة والسرور .
للينهوا معي تلك الرحلة الجميلة بتشييعهمً لي وحتى بوابة مطار اصطنبول الدوي قاطعين في سبيل ذلك ما يقارب من مسافة خمسين كلم مربعا ذهابا وإيابا .
وفي الختام فإن العبارات التي يمكن أن أعبر بها عن شكري لامريامو ويحي قد خانتني هذه المرة ، ولكن أعوض عن ذلك بطلبي من الله العلي القدير لهما بأن يمن عليهما بموفور الصحة والعافية . وأن يحقق لهما مايردان في هذه الدنيا والآخرة . وأن يرزقهما الذرية الصالحة التي إن شاء الله سوف تخلد ذكرهما الجميلة وإلى أبد الآبدين .