بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره فقدنا يوم الأحد أبا حنونا وعالما ربانيا جمع بين العلم والعمل، إنه والدنا ومعلمنا قيم الفضيلة وجمال المحبة الصوفية وسمو المعرفة الربانية، الشيخ محمد الأمين( مامين) رحمة الله عليه، لقد طوى فراش النوم وهو في ريعان الشباب فكانت نشأته نشأة الجيل الأول من العباد مثل أويس القرني ومالك بن دينار، وكان منهجه الصوفي منهج أهل السنة لا شطط ولا تحريف، يخطو مع السالكين دروب معالي الوسطية والاعتدال...
اختار من الصوفية تصوف الجنيد السالك ومن الفقه مذهب الإمام مالك ومن العقيدة عقيدة أهل السنة والسلف الصالح العقيدة الأشعرية، فكان مامين مدرسة مترعة بمعاني وقيم طريقة أهل السنة...
ولد الشيخ محمد الأمين ولد عمّار في حدود نهاية العقد الثاني من القرن العشرين في منطقة آفطوط (مقاطعة باركيول) والده حسن ولد عمّار أحد مشاهير القبيلة صاحب السجل المترع بالبطولة والشجاعة أحد أهم وأشهر فرسان أهل المنطقة.
تعلم مامين العلوم الشرعية ومن ثم تفرغ للعلوم التربوية وتجريد النفس من شوائب الشيطان، فكان شيخنا ووالدنا على مذهب سيد الطائفة الإمام أبو القاسم الجنيد (ت297هـ) رضي الله عنه الذي قال :" التصوف استعمال كل خلق سني ، وترك كل خلق دني".
كما كان أيضا رحمة الله عليه وفيا في تصوفه وفقهه للوصف الذي حدده الشيخ أحمد زروق (ت899هـ)رحمه الله عن التصوف والفقه :" التصوف علم قصد لإصلاح القلوب ، وإفرادها لله تعالى عما سواه ، والفقه لإصلاح العمل ، وحفظ النظام ، وظهور الحكمة بالأحكام".
فرحمة الله عليك يامن طويت فراش النوم منذ قرابة ألف شهر...
بقلم: د\ تربة بنت عمّار