استضاف مقر إذاعة موريتانيا ليلة البارحة، حفل مهيب لتوزيع جوائز النسخة الرابعة من المسابقة الكبرى للقرآن الكريم، المنظمة من طرف الإذاعة الوطنية.
وقد جرى الحفل تحت رئاسة وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني محمد الأمين ولد الشيخ، بحضور وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية هند بنت عينينه ووزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد اهل داوود، ولفيف من العلماء من بينهم: محمد المختار ولد امباله، أحمد ولد النيني، محمد الأمين ولد الحسن، ومستشارين للرئيس محمد ولد عبد العزيز ووزيره الأول يحيى ولد حدمين، الأمين العام لوزارة للعلاقات مع البرلمان الشيخ ولد بوعسيرية ومستشارين ومكلفين بمهام بنفس الوزارة وموظفين آخرين من نفس الوزارة، فيما لوحظ غياب مديرة التلفزة ومساعدها عن هذا الحفل، والذي جرى بحضور أطر من وزارات أخرى وأطر من الإذاعة وجمهور عريض، وأختتم الحفل بتنظيم حفل عشاء على شرف الحضور، فيما تم تقديم فيلم وثائقي عن قناة المحظرة وإذاعة القرآن الكريم.
وقد بلغت جوائز هذه النسخة أزيد من عشرة ملايين أوقية وزعت على الفائزين الـ 63 (تيامنا بعمر النبي صلى الله عليه وسلم).
الفائز الأول في هذه المسابقة حصل على مصحف من الطبعة الموريتانية وهو أحمد ولد محمودن ويوجد حاليا في المدينة المنورة، حيث تسلم الجائزة عنه والده، فيما حصل الفائز الثاني على مليون أوقية وهو موسى ولد الشيخ وقد سلمه له وزير الشؤون الإسلامية أحمد ولد اهل داوود، وحصل الفائز الثالث على مليون أوقية وشهادة تقديرية كالتي حصل عليها الأول والثاني، وهو محمد نذيرو ولد محفوظ.
كما تم تكريم عدد من المحاظر وأجيال المحظرة وبعض أعلام المقاومة الوطنية.
الحفل تميز بكلمة للأستاذ محمد المختار ولد امباله، رئيس المجلس الاعلى للفتوى والمظالم ورئيس لجنة الاشراف على المسابقة، أبرز فيها أهمية تعلم القرآن وتدبر معانيه ودراسة علومه.
وأوضح أن علوم الدين كلها موجودة في القرآن بالدلالة المنطوقة أو المفهومة، مشيرا إلى أهمية استنطاق النصوص الشرعية واستنباط الأحكام منها عبر الوسائل المعتبرة شرعا من كالاجتهاد والقياس والإجماع وسد الذرائع والمصالح المرسلة.
أما المدير العام لإذاعة موريتانيا محمد الشيخ ولد سيد محمد، فقد وصف قناة المحظرة بأنها "فخر للبلاد، وتجربة مشرفة"، مؤكدا أن منهجها "يعتمد على قال الله، وقال رسوله صلى الله عليه وسلم"، مردفا أن القناة "لا يتحدث فيها إلا متخصص في القرآن، أو في الحديث، أو في السيرة، أو في الأصول، أو في الفقه". مستعرضا تطور أعداد المشاركين في هذه المسابقة خلال السنوات الماضية، منذ انطلاقتها 2012، حيث كان عدد المشاركين حينها 1120 مشاركا.
وارتفع العدد في العام 2013 إلى 1500 مشارك، وفي العام 2014 إلى 3000 مشارك، قبل أن يرتفع في نسخة العام الحالي إلى 3500 حافظ ومجود للقرآن الكريم. مشيرا إلى أنهم اختاروا في كل عام أن يكرموا 63 حافظا تيمنا بعمر النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن المشروع اليوم أضحى فخرا للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
كما تحدث ولد سيد محمد عن إنشاء الإذاعة لمجلس علمي لإذاعة القرآن الكريم، يتشكل من 22 عضوا متخصصا يحمل كل أعضائها سندا في القرآن الكريم، معتبرا أن وجود هذا المجلس أبعد كشكول الإعلاميين والمثقفين الذي كانوا يتحدثون في هذه الإذاعة، مردفا أن فصلوا – من خلالها – بين المدرسة العليمة الشرعية، ومدرسة الكلام والسياسة.
وأرجع ولد سيد محمد فكرة إنشاء قناة المحظرة إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وذلك منذ تدشينه لإذاعة القرآن الكريم فاتح رمضان، الموافق 09 يوليو 2010، مردفا أن أعطى توجيهاته لاحقا لإذاعة موريتانيا لتطوير هذا المشروع، وتحويله إلى منجز، مشيرا إلى ذلك هو ما تأكد الآن مرئيا ومسموعا.
وأشار ولد سيد محمد إلى المصاعب التي واجه المشروع في بدايته، حيث اعتذر الممول، وتحدث المشروع عن عدم أحقية المشروع في الترخيص، مؤكدا أن ولد عبد العزيز خاطبه إثر لقائه يومين قبل انطلاقة البث بقوله: "سنرى من يمكن أن يقف في وجه القرآن"، معتبرا أن هذه الكلمة كانت مصحوبة بالعمل، حيث وفرت الدولة الموريتانية التجهيزات، وأعطت الإذن، ووفرت البث.
كما ألمح ولد سيدي محمد إلى بعض الجهات التي وقفت ضده هذا المشروع، والتي قال إنها حاولت التشويش عليه عدة مرات.