زين العابدين سيدي عالي
في البداية اطرح على قارئ مقالي هذا السؤال ماذا استفادت الدولة الموريتانية من القبيلة و القبلية؟ غير التعصب الجاهلي لا أظن أنه يمكن بناء دولة حديثة على مرتكزات قديمة وغير مجدية فالقبيلة والجهة هما السبب في تأخر بناء هذا الوطن ، فإستفحال الولاء للقبيلة والانتماء للجهة انما يشكلان تحديان كبيرا يواجه بناء الدولة الحديثة وروح المواطنة والهوية لو كانت القبيلة فعلا صالحة كما يقول البعض لتقدمت في ظل نظامها اليمن الذي هو الآن حاله يكفى عن سؤاله. للأسف من الصعب الفصل بين الدولة والقبيلة في موريتانيا فمعظم صانعي القرار داخل مؤسسات الدولة هم أبناء القبائل واصلا وجودهم هناك بسبب انتماءاتهم القبلية ولولاها ماتم تأطير البعض ، و على سبيل المثال هناك قضايا يتم حلها وفق العرف القبلي لا القانون وهذا خطر حقيقي على وجود الدولة.
فالسلطة في بلادنا موزعة بشكل رئيسي بين مجموعة قبائل ، فهيمنت على مختلف مفاصل الدولة لتكون مجرد أداة لملء خزائنها وتوظيف أبنائها ، وجل المدن والقرى الداخلية في هذا الوطن مملوكة لقبائل بإعتراف من السلطات والفاعلين السياسيين، والناظر إلى المناسبات الانتخابية سيدرك مدى قوة سيطرة القبيلة على الدولة حيث يرسل كل شيخ قبيلة إلى قبيلته ويأخذ اصواتها ويبيعها على العلن لأي مترشح يدفع أكثر تعيش القبيلة عصرها الذهبي و يتم تعيين الاشخاص وفق توازنات قبلية، ومجالسها الإدارية هدية لوجهاء القبائل. ولا اقول إلا ان القبيلة هي العدو اللدود للديموقراطية وسيادة الدولة وتشكل الخطر الحقيقي على كفاءاتها نتيجة التخلف الذي يفرضه نظام المحاصصة على أساس الولاء للقبيلة الذي ينتهك الحريات وتتسع فيه دائرة التهميش لدى الشباب ، لأن الناس بطبعها تفرض عبودية النظام القبلي الذي يصادر حرية التفكير ، هذه الحرية يفتقدها في الغالب المنطوي تحت مظلة النظام القبلي، الذي يسلم عقله لشيخ القبيلة كي يفكر بالنيابة عنه، ويكتفي بالطاعة العمياء له، إلى متى هذا التخلف؟
وهنا ادعوا كافة الشباب الأحرار بالوقوف أمام هذه الأفكار الهادمة و الإنتفاضة من عادات وتقاليد العصور القابرة.