شهدت أروقة المتحف الوطني بنواكشوط في إطار فعاليات مهرجان "معابر موريتانيد" نقاشات مستفيضة تناولت " الأدب والهويات" استعرض خلالها المتدخلون نماذج من الأدب الموريتاني التي يتميز بالتنوع الثقافي العاكس لتعدد المشارب التراثية وتنوع البيئات الجغرافية التي تجمع الصحراء بضفة النهر معتبرين أن الرواية الموريتانية استطاعت الخروج من عباءة النظرة النقدية التي تجعل من الرواية منتجا حضريا يرتبط بالمدينة.
وقد اعتبر البعض أن خصوصيات القول يمكن أن تعطي للنص الأدبي هويته لكن التعبير بلغات متعددة لا يفقد الهوية العمومية حضورها، وإن ابرز الجوانب الخصوصية بسبب الحضور القوي للمشترك الأخلاقي الذي يطغى على ما سواه من تفاصيل جزئية. كما أن الوحدة الإنسانية في الأحاسيس ( الألم، الحب...الخ) كلها مشتركات إنسانية واحدة بين البشرية، فما يختلف هو طريقة التعبير عنها التي تتأثر بالمحيط البيئي والثقافي الذي يعيش فيه الإنسان.
وابرز المتدخلون أن هوية الأدب الموريتاني تتميز يتنوع المضامين وصيغ القول وتعدد البيئات حيث يحضر المتخيل الصحراوي القائم على ثقافة المجالس إلى جانب المتخيل الثقافي لساكنة الضفة، كل ذلك أعطى للرواية الموريتانية خصوصياتها المتميزة التي تختلف عن غيرها من الآداب العالمية.
وقد تميزت هذه الندوة عن غيرها من فعاليات مهرجان الأدب الفراكفوني بأن نقاشاتها تمت باللغة العربية.
وكانت ندوة أخرى سابقة قد تناولت تنوع الموسيقى الموريتانية وثرائها قد أكدت أن هذا التنوع يمكن أن يشكل عاملا يكرس الوحدة وطنية بسبب القدرة الخارقة للموسيقى للقفز على حواجز اللغة والاختلاف الثقافي.
وقد تم تنشيط الندوتين من طرف العديد من الشخصيات الثقافية والفنية الوطنية حيث تم إدارة ندوة الأدب والهوية من طرف د/ بلال ولد حمزة بمشاركة كل الأستاذ الجامعي محمد الأمين ولد مولاي ابراهيم و أوليد الناس ولد سيد ألمين و الباحث الأمريكية جيليت بليلاكا، بينما تم تنشيط ندوة الموسيقى من طرف الشاعرة الفرنسية الموريتانية الأصل مريم الدرويش وبحضور الفنانة الطاهرة بنت حمبارة والأديب دمب ولد الميداح