لاحظ العديد من المراقبين للشأن الموريتاني، بأن الحدث "الكبير" الذي شهدته العاصمة نواكشوط يوم الأربعاء بحضور الرئيس محمد ولد الغزواني، كان فرصة لرجال أعمال حصلوا على صفقات "مريبة" خلال عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز لتدافع المناكب إلى واجهة نظام الرئيس ولد الغزواني.
فقد سارع هؤلاء إلى إعلان سلسلة مشاريع "تنموية"، تماشيا مع الدعوة الحكومية الصادرة من الرئيس ولد الغزواني وسيرا على "نهجه"، بعد سيرهم على نهج سلفه الذي إستفادوا منه صفقات مريبة تلو الأخرى، وصعد أغلبهم خلال حكمه إلى الواجهة، ثم توارى عنه وعن "السلام" عليه حتى، ليبدؤوا اليوم رحلة مع نظام ولد الغزواني للتكفير عن ماضيهم مع عزيز ولإقناع الرأي العام بـ"وطنيتهم" وحرصهم على مصلحة "الوطن"، وهم من هم في الجشع والتلاعب بالمواطنين وقوتهم اليومي، ومزاحمة الفقراء على شراء الأعلاف المدعومة وإعادة بيعها، وهم يتحمل مسؤولية المضاربة في أسعار الوقود والمواد الغذائية الأساسية، ليتعهدوا بتعهدات أغلبها سبق التعهد به من قبل دون تحقيقه، فيما كان من المثير للانتباه أن رجال الأعمال "الوطنيين" المشاركين في الهبة "الوطنية" أجمعوا على حاجتهم إلى: "الدعم من طرف الدولة لتنفيذ المشاريع التي يفكرون بها"، وهم الذين يساهموا في إفلاس مؤسساتها وفساد إدارتها، من خلال السعي لتضخيم "الفواتير" وغير ذلك من الأساليب الخارجة على العرف.
وهكذا تقدم رجل أعمال حصل خلال حكم ولد عبد العزيز على قرض من شركة سنيم بـ 50 مليون دولار أي 20 مليار أوقية، وكلف بمشاريع "هامة" حينها كانت نتائج إنجازه لها مخيبة للأمل، خصوصا مشروع ديني عملاق إنهار قبل أن يولد، فأعلن خلال لقاء "الأربعاء" بين الرئيس غزواني ورجال الأعمال عن “مشروع مياه الشمال”، لـ"تزويد المناطق الشمالية من البلاد بالمياه الصالحة للشرب". معلنا أن هذا: "المشروع يقوم على فكرة جلب المياه من النهر السنغالي، بسعة مائة ألف متر مكعب يوميا عبر خمس محطات للضخ".
وتعهد آخر بـ"تشييد مستودع جديد لتخزين النفط في نواكشوط، وتمويل وإنشاء مستودع جديد لتخزين مواد الهيدروكربونية"، وهو الذي تعهد في مهرجان "تمبدغه" بـ"مبلغ مليار أوقية قديمة لتمويل تثمين وحدات التنمية الحيوانية" ولم يكشف عن تقديم ذلك الدعم إلى اليوم، فيما تعهد رجل أعمال آخر بـ"مشروع استصلاح 2200 هكتار على ضفة نهر السنغال"، وآخر يتعلق بـ: "مصنع للأكياس في روصو وبناء صوامع للتخزين بطاقة 35 ألف طن: ومشاريع أخرى تتعلق بـ: "تعبئة الغاز ومستودع للمحروقات، ومصنع لتجميد ومعالجة الأسماك في تانيت"، وهو الذي كان و"شقيقه" الأكثر استفادة من صفقات "التراضي" المريبة، وكانا خزنة لولد عبد العزيز التي يخفي فيها أموالا طائلة سرعان ما كشفا عنها لحماية نفسيهما، بعد أن ظلت مجموعتهما التجارية في طليعة المجموعات التجارية المستفيدة من حكم عزيز والأكثر إحتكارا في القطاع التجاري.
وتحدث أحد كبار رجال الأعمال عن تقديم: "حزمة من المشاريع التنموية بقيمة مئات ملايين الدولارات، سيتم توجيهها بصورة خاصة نحو القطاعات ذات الأولوية من حيث مقدراتها النوعية وانعكاساتها الفورية، مشيرا إلى هذه المجالات تشمل الزراعة والتنمية الحيوانية والصيد والصناعة"، وهو الذي إستفاد خلال عشرية ولد عبد العزيز من المشاريع "الكبرى" ومن خلاله صعد للواجهة في مجالي المال والأعمال، ليتربع اليوم على الواجهة من جديد ويتحدث عن الدعم الخاص للتوجه الحكومي والحراك الهادف إلى دعم المواطنين.