تتجه الأنظار منذ مساء الثلاثاء إلى القصر الرمادي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، لمعرفة الوزير الأول "الثالث" في عهد الرئيس محمد ولد الغزواني والـ17 في تاريخ موريتانيا.
فالأنظار تتجه لإختيار وزير أول جديد، بعد استقالة ولد بلال وحكومته عقب الفشل الذريع الذي منيت به منذ تولت مسؤوليتها، وعجزها عن تجسيد البرنامج الإنتخابي للرئيس وعدم قدرتها على مواكبة النهج الإصلاحي الذي يقوده الرئيس غزواني، وتبعا لذلك يتوقع إختيار وزير أول جديد، مازالت التساؤلات تطرح حول هويته، فهل سيكون من منطقة الوسط (لبراكنه)، أم من الشرق (الحوض الشرقي خصوصا)، أم ستعاد المسؤولية من جديد إلى الجنوب (اترارزة)، رغم أن الوزير الأول "الأول" والثاني ينحدران منها؟. تساؤلات تطرح نفسها بإلحاح، ويتوقع أغلب المراقبين الإجابة عليها نهار اليوم، ليتم لاحقا إختيار أعضاء الحكومة الجديدة والمتوقع إبعاد أكثر من ثلثي المستقيلة وعدم إشراكهم فيها من جديد.
موريتانيا تولى مسؤولية رئاسة الحكومة فيها منذ الإستقلال 16 شخصا، فتولاها المرحوم المختار ولد داداه في الفترة ما بين 1959-1961، دون أن يعين أي وزير أول طيلة حكمه الذي إمتد إلى العاشر يوليو 1978، بينما تولى المسؤولية سنة 1979 المرحوم أحمد ولد بوسيف، والرئيس السابق محمد خونه ولد هيداله من 1979 إلى 1980، والذي إختار وزيرا أول مدنيا هو المرحوم سيد أحمد ولد ابنيجاره في الفترة ما بين 1980-1981، ليتولى المسؤولية الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع إلى تاريخ الإطاحة بنظام ولد هيدالة، بينما إختار ولد الطايع أربعة وزراء أول خلال حكمه الذي دام 21 سنة، فأختار سيدي محمد ولد بوبكر من 1992 إلى 1996، والشيخ العافية ولد محمد خونه من 1996 إلى 1997، ومحمد الأمين ولد اكيك من 1997 إلى 1998، ليعيد ولد محمد خونه نفس السنة إلى 2003، ومن ثم اسغير ولد امبارك الذي ظل يتولى المسؤولية إلى أن أطيح بنظام ولد الطايع في أغسطس2005، ليعود من جديد سيدي محمد ولد بوبكر إلى الواجهة، فكلف بقيادة الحكومة خلال حكم الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال إلى 2007، ومن ثم الزين ولد زيدان الذي إختاره الرئيس الأسبق المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله بموجب إتفاق وقعه العسكر مقابل دعمه في الشوط الثاني من الانتخابات للرئيس الراحل، ومن ثم أقيل من مسؤوليته ليتولاها يحيى ولد أحمد الوقف سنة 2008، إلى أن أطيح بنظام ولد الشيخ عبد الله الذي لم يدم حكمه غير قرابة 18 شهرا.
أما خلال عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، فقد تم اختيار ثلاثة شخصيات لتولي المنصب هم، مولاي ولد محمد لقظف في الفترة ما بين 2008- 2014 ويحيى ولد حدمين من 2014- 2018، ومحمد سالم ولد البشير 2018- 2019.
وخلال ما إنقضى من حكم الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، تولى المسؤولية إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديَ من 2019-2020 ومحمد ولد بلال من 2020- 2022، ومن المثير للانتباه أن الذين تولوا مسؤولية قيادة الحكومة في عهد ولد عبد العزيز وولد القزواني حتى الساعة كلهم يحمل شهادة "مهندس"، فهل يسير على نفس النهج من جديد، أم سيأتي بشخصية من خارج ذلك التخصص؟.
الساعات القادمة كفيلة بالرد على التساؤلات وإزالة الضبابية.