لبراكنة إنفو: تحية طيبة السيد النائب وشكرا جزيلا على قبول إجراء هذه المقابلة الحصرية معنا وهي الأولى لكم مع وسيلة إعلام جهوية
وحبذا لو بدأنا معكم السيد النائب بتقديم نفسكم للقارئ الكريم
النائب: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
في بداية هذه المقابلة أوجه الشكر والتقدير للقائمين على هذا الصرح الإعلامي المتميز وأقدر جهودهم ومساهماتهم في إنارة الرأي العام المحلي والوطني وأرجو لهم التوفيق والنجاح
أما فيما يعني سؤالكم
باختصار وبكل تواضع أخوكم الفقير إلى رحمة ربه النائب: البو أمود كَلاع تاريخ الميلاد 1979م نشأت وترعرعت في بساطة مثل باقي أبناء الريف درست الابتدائية في بوحديدة (1987_ 1993) ، والإعدادية والثانوية في ألاك (1993 _ 1999) لأنتقل بعدها إلى جامعة أنواكشوط إلى غاية 2003م. بعد ذلك شاركت وبشكل غير منتظم في عدة دورات تطويرية في اللغات والمعلوماتية وغيرها
بالنسبة للشأن العام والسياسة والعمل الجمعوي بشكل عام فلقد بدأ اهتمامي به باكرا إلا أني لم أنتظم بشكل مستمر في أي تنظيم محدد رغم الطابع المعارض في مجمله إلى أن حصل التغيير الأخير الذي أطلق عليه فيما بعد التغيير البناء انضممت رسميا إلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وساهمت في العديد من الأنشطة السياسية خلاله محليا هنا في المقاطعة وكذلك على مستوى أنواكشوط وانواذيب حيث كانت تربطني ظروف عمل هناك .
لبراكنة إنفو: كيف تقيمون دور المنتخب الموريتاني عموما وما ملاحظاتكم عليه؟
النائب: لا أعتقد أني مضطر في الإجابة على هذا السؤال للإسهاب كثيرا في تعريف المنتخب ودوره، تكفيني الإشارة فقط إلى ضرورة التفريق بين المناصب الانتخابية ذات المهمة التنموية والمناصب الانتخابية ذات المهمة التشريعية والرقابية
يتمثل الصنف الأول في العمد ورؤساء المجالس الجهوية فهؤلاء معنيون بمهام تنموية واضحة ولهم برامج انتخابية ولديهم ميزانيات خاصة لتنفيذ تلك البرامج
أما الصنف الثاني والمتمثل في النواب البرلمانيون فإن مهمتهم الدستورية تتجسد في رقابة العمل الحكومي إضافة إلى سنِ القوانين والمصادقة عليها هذا فضلا طبعا عن متابعة المشاريع الخاصة بالدوائر الانتخابية وتوصيل أصوات المواطنين فيها إلى الجهات المختصة
لبراكنة إنفو: كيف تقيم أداء نواب مقاطعة ألاك في البرلمان بشكل عام وهل من تعليق على الحضور المميز لزميلتكم في لجنة التحقيق ومحكمة العدل السامية؟
النائب: نحن نعتقد أن المشاكل المطروحة لمقاطعة ألاك باتت مسموعة في الآونة الأخيرة بشكل واضح وقد شهد المواطنون بذلك، ونحن كممثلين للمقاطعة ننسق ذلك ونوزع الأدوار بيننا والنقاط حسب الوقت ونوعية اللقاءات
بخصوص إشارتكم إلى دور بعضنا دون البعض فنحن كما أسلفت وأوضحت لكم هدفنا واحد وهو حضور مقاطعتنا وإسماع صوتها ولا عبرة عندنا أن قمت أنا بالمهمة أو قام بها أحد الزملاء أو كانت مهمة مشتركة.
أما عن عضوية الزميلة والأخت الفاضلة لالة لبعض اللجان فهذا شرف لنا جميعا ويمثلنا تماما ويجسد حضور المقاطعة الذي هو الهدف الأسمى عندنا ضف إلى ذلك وللتوضيح فقط أن تشكيل اللجان في البرلمان يخضع للمحاصصة السياسية حسب الفرق البرلمانية ونحن في الاتحاد حصتنا من أية لجنة يعود تحديد أشخاصها إلى قيادتنا الحزبية وهي بالتالي الجهة الوحيدة المخولة للاقتراح حسب المعايير والمحددات التي تراها القيادة الحزبية مناسبة وتخدم الصالح العام ومصلحة الحزب.
لبراكنة إنفو: لو طلب منكم تقديم نماذج للمشاكل التنموية الجوهرية في المقاطعة فما هي تلك المشاكل برأيكم وماذا حققتم فيها خصوصا وأن فترة الانتداب انقضى منها أزيد من ثلاث سنوات؟
النائب: هناك العديد من المشاكل التنموية المطروحة في المقاطعة كما في باقي أنحاء الوطن وعلى مختلف الأصعدة.
ومن أجل العمل باستمرار وانتظام على هذه المواضيع فلقد قمت شخصيا في بداية الإنابة بمبادرة اجتماع تشرفت فيه بلقاءٍ حضره جميع عمد البلديات إضافة إلي رئيس المجلس الجهوي تعرضنا خلاله لجميع تلك النواقص وتم حصرها وجدولتها ومن ثَم توزيعها حسب القطاعات ومتابعتها.
إلا أن ظروف الجائحة التي غيرت برامج العالم وأربكت خططه كان لها مع الأسف الشديد الأثر الكبير في تأخر تنفيذ العديد من تلك المشاريع ومع ذلك ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد فقد تحقق بفضل الله العديد من الإنجازات والمشاريع التي كان المواطن في أمس الحاجة إليها وخاصة في المجالات الخدمية كالماء والكهرباء والصحة والزراعة والتعليم...
وسوف نواصل المتابعة والعمل بالتعاون مع الإخوة العمد والقطاعات المعنية من أجل تحقيق المزيد إن شاء الله.
لبراكنة إنفو: كيف تصف المشهد السياسي بمقاطعة ألاك؟
النائب: المشهد السياسي بمقاطعة ألاك لا يتميز كثيرا عن المشهد العام الوطني الذي يجسد الرؤية الشمولية للسيد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المتمثلة في الانسجام الوطني وروح التهدئة والعمل المشترك لخلق تنمية حقيقة.
لبراكنة إنفو: يرى البعض أن الأحلاف السياسية تفككت عمليا فور انتهاء الانتخابات إذ لم يسجل منذ ذلك التاريخ نشاط مشترك لأي منها رغم كثرة الأنشطة السياسية فما هو رأيكم في هذا الجانب؟
النائب: ما تفضلتم به بشأن الأحلاف السياسية بأنها تفككت حسب تعبيركم اسمحوا لي أن أخالفكم الرأي في هذا الطرح وقد يرجع ذلك بالأساس إلى مفهوم الحلف السياسي في الأصل وحقيقته
كما تعلم مقاطعة ألاك عبارة عن مجموعات سياسية وفاعلين على مستوى البلديات يشتركون في أغلبهم من الناحية الحزبية تتقارب وتتباعد مواقعهم حسب المصالح والمواسم
وعلى ذلك فإن ما أسميتموه بالحلف السياسي ليس بناء هرميا ولا مؤسساتيا حتى نقول تفكك أو انهدم بقدر ما هو علاقات وتفاهمات تحددها معطيات سياسية مؤسسة على مصالح محلية ولا يشترط في حياته القيام بأنشطة سياسية مشتركة وعلنية
وبالفعل -وهذا ما أعتقده- أن النجاح الكبير الذي حققه حلف البشائر في جميع الاستحقاقات الماضية أعطاه قوة على البقاء وفرصة للتماسك أكثر من غيره
لبراكنه إنفو: ولكن هل ما زال ذلك الحلف قائما ومتماسكا؟
النائب: حسب تقديري فإن الوضع مازال قائما على حاله رغم التذمر الشديد والشعور الحاد بالغبن السياسي الذي يسود أنصار هذا الحلف، إذ يعتبرون حلفهم لم يحصد نِتاج المجهود السياسي الكبير الذي بذله ولم يجنِ ثمار الاكتساح والسيطرة التي حققها في المقاطعة ولم يرى- حتى الآن- التقدير المناسب للتضحيات الجليلة التي قدمها مناضلوه وهذا ما نرجو من قيادتنا السياسية تفهمه ومعالجته حتى نتمكن جميعا من المحافظة على هذا الرصيد الكبير
وحتى نستطيع نحن كقيادات ميدانية تجاوز مستوى الحرج الكبير الذي نعيشه أمام القواعد الشعبية العريضة التي منحتنا ثقتها وعملت معنا بجد وإخلاص.
لبراكنه إنفو: كيف تصف علاقتكم بباقي المجموعات السياسية المتحالفة معكم وهل أنتم على نفس المسافة منها جميعا؟
النائب: أشرت لكم في سؤال سابق أننا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية نتبنى الرؤية السياسية للسيد الرئيس والتي تتمثل في الانفتاح والتهدئة والعمل المشترك الذي يضمن لكل خصوصيته وفاعليته في نفس الوقت
أما على المستوى المحلي فأنا بصفتي العمومية أحترم الجميع ولدي علاقات طيبة والحمد لله مع الجميع جماعاتٍ سياسيةً وفاعلين اجتماعيين من داخل الحزب وحتى من خارجه.
لبراكنة إنفو: هل من رسالة تودون توجيهها لمجمل الفرقاء في هذه الظروف؟
النائب: أما عن رسالتي للمجموعات السياسية المحلية فأقول إننا في مقاطعة ألاك ننتمي في مُعظمنا لتوجهٍ سياسي واحد وندعم في جُلنا برنامجا سياسيا واحدا ومقاطعتنا من أهم مقاطعات الوطن من حيث الإمكانات والمؤهلات الاقتصادية والتنموية والديمغرافية من جهة ومن أشدها حاجة وأمتنها هشاشة وفقرا من الناحية السكانية ولدينا انتشار كبير للبطالة خاصة في أوساط الشباب حملة الشهادات من جهة أخرى مما يحتم علينا المزيد من الوحدة والتماسك ونبذ الفرقة والصراعات الضيقة من أجل جلب أكبر قدر من المصالح وتحقيق أكثر قدر من المطالب والإشكالات المطروحة للمنطقة
ويمكن تحقيق هذا الغرض ببساطة عن طريق الاحترام المتبادل والثقة وترسيخ مفهوم الشراكة السياسية الحقّة ونبذ الإقصاء والأنانية والتهميش.
لبراكنه إنفو: قبل أشهر صادقت الحكومة على تقطيع إداري جديد تحول بموجبه مركز مال الإداري إلى مقاطعة فما تأثير ذلك على المشهد السياسي في المقاطعة؟
النائب: تحويل مركز مال الإداري إلى مقاطعة مهم جدا ويُعد تلبية لمطلب ملح وقديم للساكنة نشكر الدولة عليه ونعتبره انتصارا للشعب ووفاء بالعهد وقد كتبتُ تدوينة بالمناسبة شكرت فيها رئيس الجمهورية وهنأت الأهالي هناك وأتمنى أن يكون هذا الإجراء يخدم الساكنة المحلية وأن يخلق مناخا جديدا للاستثمار وتأهيل الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي تمتلكها المقاطعة في جميع المجالات
أما على المستوى السياسي فلا شك أن اقتطاع مال -بصفتها الكتلة الأكبر إنتخابيا- لاشك له تأثيره على الحسابات السياسية والديمغرافية إذ ستتحول بموجبه بلدية بوحديدة إلى الكتلة الكبرى والثقل الانتخابي الحاسم على مستوى المقاطعة
وفي نفس الوقت لاشك أن ساحة المقاطعة باتت أكثر وضوحا حيث يتوقع المراقبون العودة من نظام النسبية في الانتخاب إلى نظام الأغلبية وحيد اللائحة.
لبراكنة إنفو: قبل أزيد من شهر أحال رئيس الجمهورية عددا من كبار قادة المؤسسة العسكرية إلى التقاعد وكان من ضمنهم الفريق محمد ولد مكت الذي غادر قيادة الأركان وشكل ذلك في مجمله حدثا بارزا، فكيف سينعكس ذلك على المشهد السياسي المحلي؟
النائب: أما عن تقاعد الفريق الأخ الفاضل محمد ولد مكت فكل ما أعرفه أن الفريق محمد شخصية كبيرة جدا حباه الله بأخلاق عالية وكاريزما وعلاقات محلية ووطنية واسعة جدا رغم الخصوصية المهنية التي لم تكن تسمح له بالممارسة الفعلية للسياسة ومع ذلك فقد كان له تأثير قوي وقدرة على التوجيه وله أثر طيب في حصول الكثير من التفاهمات والشراكة
ونحن جميعا في هذا الحلف الكبير "البشائر" نتطلع إلى المزيد من التماسك عن طريق الإشراك الفعلي في عملية البناء الوطني خاصة في ظل هذا النظام الذي ندعمه ونثق تمامَ الثقة في صدق توجهاته وسلامة سياساته الرامية إلى تكريس العدالة وتكافئ الفرص وتقدير جهود وتضحيات المناضلين
لبراكنة إنفو: خلال التحضير للحملة الرئاسية وأثناءها نظمتم أنشطة جماهيرية رفعتم فيها شعار جماعة النائب الب ولد كَلاع أو مبادرة "متحدون" إلا أن كثيرين يرون أنكم مجرد جزء أو فرع من حلف بلدية شكار الداعم آنذاك للفريق محمد ولد مكت فما تعليقكم؟
النائب: أولا وتصحيحا لسؤالكم الحلف السياسي الموجود على مستوى مقاطعة ألاك يدعى "البشائر" وبلدية شكَار بها مناصرون لهذا الحلف مثلها مثل باقي بلديات المقاطعة
أما "متحدون" أو جماعة النائب كما أسميتموها فهي مبادرة سياسية لها منتسبين على مستوى جميع البلديات وهي بالفعل مكونة رئيسية من المكونات المؤسسة لهذا الحلف "البشائر" ولها علاقاتها الخاصة بقيادته وكذلك مع باقي مكوناته المختلفة
وفعلا كما أشرتم قامت هذه الكتلة السياسية "متحدون" بالعديد من الأنشطة السياسية الجماهيرية والتحسيسية منفردة تارة وبالتنسيق مع الحلف العام تارة أخرى وهذا شيء طبيعي أملته خصوصية وسخونة المعركة الرئاسية خاصة أن أهم مرشحي المعارضة محسوب على المقاطعة وبهذه الجهود الكبيرة تصدرنا رغم المصاعب بأعلى نسبة تصويت للحزب وطنيا على مستوى المقاطعات.
لبراكنه إنفو: هل من كلمة أخيرة؟
النائب: أجدد لكم الشكر وأتمنى لكم مزيدا من التألق والنجاح وأدعوكم إلى مواصلة الجهد كمنبر إعلامي مستقل يتوخى الصدق والموضوعية في نقل المعلومة كما هي إسهاما في إنارة الرأي العام .
لبراكنه إنفو: نجدد لكم الشكر على ما اقتطعتم من وقتكم الثمين لإجراء هذه المقابلة رغم الظروف والأجواء الخاصة حاليا ورغم انشغالكم في البرلمان بجلسات عرض حصيلة العمل الحكومي وخصوصا في ظل وجودكم كمنسق لهذه الجلسات
شكرا جزيلا.