د.رقية أحمد منيه
العودة إلى المدارس في سياق إمكانية انحسار المتحور الجديد وضرورة التوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب والإلتزام بالإجراءات الاحترازية
في هذا الظرف الخاص، تتنازع العودة إلى المدارس.. نزعة تدعو إلى تغليب مصلحة التحصيل العلمي وعدم التفويت وبالأخص بعد تجربة سنة منصرمة قل فيها التزود من معين المنهج الدراسي المقرر، ونزعة أخرى هيمن عليها سرعة تفشي نسخة المتحور الجديد وتضرر العائلات من آثارها إذ لا يخلو بيت من مصاب أو مخالط أو منهما معا، ولعله خير يسوقه الله في ثنايا المحن،
وإذا تقرر الأخذ بالعزيمة وترك الرخصة والذهاب إلى الدخول المدرسي، فلا بد من تحقيق ما يدعو إليه أهل الإختصاص من الأطباء، من أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار الوباء المتحور بين رواد المؤسسات التعليمية، ومحاولة تطويق مناطق الخطر المتوقع، وتوفير بيئة آمنة لأبنائنا التلاميذ والطلاب، صيانة للنفس عن التعرض لأسباب العدوى، وهذا أمر مطلوب، يتفق عليه أصحاب العقول السليمة،
ويتحقق ذلك بالتوكل على الله تعالى واتخاذ الأسباب المادية من تحصين باللقاحات والكمامات وتجنب اكتظاظ الفصول، والتناوب في عملية الحضور المدرسي إن أمكن، والمحافظة على سلامة الأبدان، وتحقيق الأهداف المرجوة من الدخول المدرسي وفق منهجية منتظمة ومتأنية ذات خطة عمل تتضمن في ثناياها كل الاحتمالات.
إن الهدف الأساسي الذي يطمح إليه القائمون على العملية التعليمية يقوم على تكوين أجيال قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية لبناء الدول، ولا يتأتى ذلك إلا إذا تمت المحافظة على الصحة العقلية والنفسية والبدنية.
إن معركة الوطن التنموية والصحية تواجه تحديا كبيرا؛ يحتاج إلى مشاركة الجميع في توفير مناخ صحي مناسب للعودة إلى مقاعد الدرس بطريقة مواتية.
ولا يمكن أن نغفل في هذا السياق التنبيه على أن قدرة الأهل على توفير أدوات الوقاية الذاتية تتفاوت بحسب المستويات المادية لكل أسرة.
فهناك الكثير من الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود قد لا تستطيع شراء الكمامات أو المعقمات أو حتى شراء الأدوات المدرسية لأبنائها؛ فتواجه صعوبات مركبة ومضاعفة؛ يجب تقديم العون والمساعدة لها من قبل الجهات الوصية على القطاع التعليمي، إضافة إلى مساعدة القطاع الخاص والخيرين من أبناء المجتمع.
ويجب قبل كل ما سبق العناية بحسن الظن بالله، وتوجيه الأولاد إلى أهمية تقوية الوازع الديني والتحلي بالأخلاق الفاضلة والصبر على الأوضاع المستجدة، واغتنام الأوقات، وهذا مأمور به شرعا في كل الأحوال، ويتأكد ذلك عند الكرب، ونزول البلاء، ووقوع المصائب، وحال الخوف الشديد.
ولا يمكن إهمال القيام بمسؤولية تأديب الأبناء، وحماية عقائدهم، وزرع روح التسامح فيهم، وتدارك أخطاء الماضي، وتجديد النية الصادقة على التغيير واستحضار قيم التعاون والتكاتف والتآزر بين كل أفراد المجتمع..
اللهم اصرف عنا هذا الوباء، لا يصرفه عنا إلا أنت، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
اللهم اجعل هذا الوباء يمر دون أن يضر أحدا.
اللهم اجعله بردا وسلاما على عبادك.
حفظ الله الجميع بحفظه.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.